تكرر ذكر عدد من الأماكن توصف بـ»قرى عربية» في كتب السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، غير مصروفة ولا تدخلها «أل» التعريف، مما يدل على أن أصلها غير عربي.
وفي البحث عن أصل هذا المصطلح يظهر بحث للدكتور عبدالله الوهيبي في مجلة العرب، انتهى فيه إلى أن «قرى عربية» محرفة عن «كورة عربية»، ولا تزال إحدى الحرار الواقعة شمال المدينة المنورة تسمى حرة الكَورة «بفتح الكاف».
وكما يقول الدكتور جواد علي فإن اسم الكَورة العربية كان ولا يزال مسموعا به في القرن السادس الميلادي، حيث حضر ممثل عنها اجتماع المجامع الكنسية سنة 536م في القدس.
وهذا الجزء من شمال غرب الجزيرة العربية هو الذي أطلق عليه الرومان هذا الاسم وكان جزءا من مملكة الأنباط التي حاربوها واستولوا عليها سنة 105م، ومن ثم جعلوها منطقة إدارية متميزة وسموها Provincia Arabia، ويظهر أنها تُرجمت بلفظ «كَورة عربية» وهذا دليل على أنها ترجمة حرفية للمصطلح الروماني، لذلك لم تدخل عليه العرب «أل» التعريف.
معنى المصطلح
بعد احتلال الرومان لمملكة الأنباط واستيلائهم على القدس هرب اليهود من الاحتلال إلى شمال وشمال غرب الجزيرة العربية، واستوطنوا في بعض الواحات المتناثرة فيها تحت حماية القبائل العربية المحيطة بهم.
وبمرور الزمن أصبحت تلك المستوطنات مراكز حضرية لها خصائص معينة تجمع بين الثقافة الوافدة والثقافة العربية، فعرفت تلك الواحات الخصبة عند العرب قبل الإسلام وبعده باسم «قرى عربية» أخذا من ترجمة الاسم الروماني.
موقعها
ظهر اسم قرى عربية بعد فتح خيبر، وتسليم القرى والبلدات التي يقطنها اليهود مثل فدك «الحائط» وتيماء وقرى أخرى، فأصبحت هذه البلدات مما أفاء الله على رسوله –صلى الله عليه وسلم-، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
نقل البكري حديث الزهري قال: قال عمر في قول اللـه تعالى: {وما أفاء ٱلله على رسوله منهم فما أوْجَفْتُمْ عليه من خيل ولا رِكَابٍ} قال هذه لرسول اللـه صلى الله عليه وسلم خاصة قرى عربية، وفدك وكذا وكذا - وهي قرى معروفة بالحجاز.
وعن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: «قرى ظاهرة» يعني: قرى عربية بين المدينة والشام.
وفي كتاب «البدء والتاريخ» لابن طاهر المقدسي في ذكر رسول اللـه وميراثه، قال «ولـه صلى الله عليه وسلم من الضياع: قرى عربية، وفدك، والنضير، وكثير من خيبر».
نستنتج من مرور النبي بقرى عربية في عودته من خيبر، ووادي القرى أنها في طريق الشام كما قال ابن عباس وغيره، وأنها بين المدينة وخيبر ووادي القرى. بالرجوع إلى المصادر التاريخية والجغرافية نستطيع أن نتعرف على تلك الضياع التي أفاء الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم.
برمة
قال الجغرافي أبوعبيد البكري «وهي قرية من قرى السواد» والمقصود سواد خيبر وهذا الوصف يدل على مدى خصوبتها وعمارتها، وقال ابن حبيب: برمة عرض عظيم من أعراض المدينة قرب بلاكث، وهي عيون ونخل لقريش.
ولا تزال برمة معروفة وآثارها قائمة على ضفاف وادي خيبر «وادي الطبق»
بلاكث
قال العلامة محمد بن حبيب: بلاكث وبرمَة عرض من المدينة عظيم، وبلاكث قريب من برمة، وقال المؤرخ أحمد اليعقوبي: بلاكث قارِة عظيمة فوق ذي المروَة بينه وبين ذي خشب ببطن إضم.
ولا تزال بلاكث معروفة وهي جبال بركانية في بطن وادي الحمض (إضم) قرب سليلة عنزة، ولعل المنطقة الزراعية والسكانية المنسوبة إليها كانت في محل السليلة الحالي
المصنّع
هي أكبرها وما زالت آثارها العظيمة شامخة، واسمها التاريخي «المصنعة» ولها ذكر في حدود الإقطاع النبوي لعوسجة بن حرملة الرفاعي الجهني، وبجانبها عرض آخر ما زال محتفظا بجزء من اسمه يدعى تاريخيا «شبكة الدوم» ويسمى اليوم «قعرة الدومة».
هذه العروض الثلاثة؛ برمة وبلاكث وشبكة الدومة يجمعها جامع واحد وهو أنها كلها تقع على وادي خيبر وعند التقائه بوادي إضم (الحمض)، ولذلك اعتبرت من سواد خيبر وعين لها وال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم هو عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه.
وهذه المواقع التاريخية الإسلامية والعربية التي يعدّ تاريخها في حكم المجهول بسبب اسمها التاريخي الغامض، تساعد معرفة مواقعها والوقوف عليها على فهم الآيات الخاصة بها والتصور الصحيح لأحداث السيرة النبوية
وفي البحث عن أصل هذا المصطلح يظهر بحث للدكتور عبدالله الوهيبي في مجلة العرب، انتهى فيه إلى أن «قرى عربية» محرفة عن «كورة عربية»، ولا تزال إحدى الحرار الواقعة شمال المدينة المنورة تسمى حرة الكَورة «بفتح الكاف».
وكما يقول الدكتور جواد علي فإن اسم الكَورة العربية كان ولا يزال مسموعا به في القرن السادس الميلادي، حيث حضر ممثل عنها اجتماع المجامع الكنسية سنة 536م في القدس.
وهذا الجزء من شمال غرب الجزيرة العربية هو الذي أطلق عليه الرومان هذا الاسم وكان جزءا من مملكة الأنباط التي حاربوها واستولوا عليها سنة 105م، ومن ثم جعلوها منطقة إدارية متميزة وسموها Provincia Arabia، ويظهر أنها تُرجمت بلفظ «كَورة عربية» وهذا دليل على أنها ترجمة حرفية للمصطلح الروماني، لذلك لم تدخل عليه العرب «أل» التعريف.
معنى المصطلح
بعد احتلال الرومان لمملكة الأنباط واستيلائهم على القدس هرب اليهود من الاحتلال إلى شمال وشمال غرب الجزيرة العربية، واستوطنوا في بعض الواحات المتناثرة فيها تحت حماية القبائل العربية المحيطة بهم.
وبمرور الزمن أصبحت تلك المستوطنات مراكز حضرية لها خصائص معينة تجمع بين الثقافة الوافدة والثقافة العربية، فعرفت تلك الواحات الخصبة عند العرب قبل الإسلام وبعده باسم «قرى عربية» أخذا من ترجمة الاسم الروماني.
موقعها
ظهر اسم قرى عربية بعد فتح خيبر، وتسليم القرى والبلدات التي يقطنها اليهود مثل فدك «الحائط» وتيماء وقرى أخرى، فأصبحت هذه البلدات مما أفاء الله على رسوله –صلى الله عليه وسلم-، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
نقل البكري حديث الزهري قال: قال عمر في قول اللـه تعالى: {وما أفاء ٱلله على رسوله منهم فما أوْجَفْتُمْ عليه من خيل ولا رِكَابٍ} قال هذه لرسول اللـه صلى الله عليه وسلم خاصة قرى عربية، وفدك وكذا وكذا - وهي قرى معروفة بالحجاز.
وعن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: «قرى ظاهرة» يعني: قرى عربية بين المدينة والشام.
وفي كتاب «البدء والتاريخ» لابن طاهر المقدسي في ذكر رسول اللـه وميراثه، قال «ولـه صلى الله عليه وسلم من الضياع: قرى عربية، وفدك، والنضير، وكثير من خيبر».
نستنتج من مرور النبي بقرى عربية في عودته من خيبر، ووادي القرى أنها في طريق الشام كما قال ابن عباس وغيره، وأنها بين المدينة وخيبر ووادي القرى. بالرجوع إلى المصادر التاريخية والجغرافية نستطيع أن نتعرف على تلك الضياع التي أفاء الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم.
برمة
قال الجغرافي أبوعبيد البكري «وهي قرية من قرى السواد» والمقصود سواد خيبر وهذا الوصف يدل على مدى خصوبتها وعمارتها، وقال ابن حبيب: برمة عرض عظيم من أعراض المدينة قرب بلاكث، وهي عيون ونخل لقريش.
ولا تزال برمة معروفة وآثارها قائمة على ضفاف وادي خيبر «وادي الطبق»
بلاكث
قال العلامة محمد بن حبيب: بلاكث وبرمَة عرض من المدينة عظيم، وبلاكث قريب من برمة، وقال المؤرخ أحمد اليعقوبي: بلاكث قارِة عظيمة فوق ذي المروَة بينه وبين ذي خشب ببطن إضم.
ولا تزال بلاكث معروفة وهي جبال بركانية في بطن وادي الحمض (إضم) قرب سليلة عنزة، ولعل المنطقة الزراعية والسكانية المنسوبة إليها كانت في محل السليلة الحالي
المصنّع
هي أكبرها وما زالت آثارها العظيمة شامخة، واسمها التاريخي «المصنعة» ولها ذكر في حدود الإقطاع النبوي لعوسجة بن حرملة الرفاعي الجهني، وبجانبها عرض آخر ما زال محتفظا بجزء من اسمه يدعى تاريخيا «شبكة الدوم» ويسمى اليوم «قعرة الدومة».
هذه العروض الثلاثة؛ برمة وبلاكث وشبكة الدومة يجمعها جامع واحد وهو أنها كلها تقع على وادي خيبر وعند التقائه بوادي إضم (الحمض)، ولذلك اعتبرت من سواد خيبر وعين لها وال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم هو عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه.
وهذه المواقع التاريخية الإسلامية والعربية التي يعدّ تاريخها في حكم المجهول بسبب اسمها التاريخي الغامض، تساعد معرفة مواقعها والوقوف عليها على فهم الآيات الخاصة بها والتصور الصحيح لأحداث السيرة النبوية