المسرحية (المحلية) التي تحولت (لمسلسل) مدهش!!
السبت - 26 مارس 2016
Sat - 26 Mar 2016
(مسرحية هزلية)
أعجب كل العجب من الذهنية (المحدودة) العامة لأصحاب الخطاب الإعلامي، وتزداد دهشتي حسرة عندما أراهم ينتجون ذلك الخطاب (المهترئ) بثقة لا حدود لها، الأمر الذي ليس له إلا تفسير(وحيد)، وهو أن أصحاب هذا الخطاب منعزلون عن أي خطابات أخرى بتجلياتها وأصحابها ومضامينها (من خطابات سياسية وثقافية وعلمية وأدبية..).
أما أصحاب ذلك الخطاب الرياضي، فهم كل من (يتحدث) دائما داخل المنظومة الرياضية، من قادة الاتحاد السعودي، ورؤساء لجانه المتعددة، والإعلاميين بجميع أطيافهم من مقدمي برامج ومحللين ومعلقين...!
هل لكم أن تصدقوا أني استمرأت أن أجعل من مشاهد تلك الخطابات مسرحيات هزلية (كوميدية) (أريح) بها أعصابي أحيانا من (يقظة) الخطابات الأخرى!
ولعلي الآن -بحسرة انتظار خطابات محلية أكثر وعيا وعقلا وتحضرا- أقدم لكم بعض مشاهد هذا الخطاب المسرحي (العجيب):
(مشهد أول)
يستضيف أحد مقدمي البرنامج الرياضي الشهير رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي ظل يتحدث لساعة كاملة، غير عابئ بالكلمات العامة التي لا معنى لها، ولا بالحقائق التي يدور حولها خائفا وجلا، ولا بالوضع المزري الذي وضع نفسه فيه أمام بلاغة وصدق ووعي مقدم البرنامج، (هذا.. بالذات)، للدرجة التي أصبح فيها الرئيس كتلميذ خائب أمام معلم وجد في تلميذه الاثنتين معا (الخيبة والخوف) فزادت وتيرة عقابه (اللغوي) المنطقي!
(مشهد ثان)
يسأل أحد مقدمي البرامج الإذاعية الرياضية ضيوفه (الأكثر شهرة ولمعانا) عن قضية الاستعانة بالحكم الأجنبي في ملاعبنا: هل هي وجدت بسبب انعدام الثقة بالتحكيم المحلي؟!
(ماذا كان ينتظر السائل الحصيف من إجابة غير التي دلقها ببساطة..؟! هل كان ينتظر إجابة تؤكد على الرغبة في تطوير التحكيم المحلي البائس مثلا؟!!... ومع ذلك ظل الحوار في هذه القضية الشائكة المعقدة!! قرابة النصف ساعة من زمن الفراغ)!
(مشهد ثالث)
بعد (حوار) استمر لساعة أخرى من زمن (العبث)، عن ظاهرة التعصب الرياضي، يطمئن (مقدم البرامج العتيد) إلى النتائج (الخارقة) التي (وصل) إليها مع ضيوفه (الأثيرين) منهيا الحلقة/المسرحية بجملة الخاتمة: «يمكن أن نتخلص من ظاهرة التعصب الرياضي، إذا ما تخلصنا من التعصب لألوان الأندية»! (يوه! يا ساتر! هل كان الإعلامي الخبير يجهل بأن معنى التعصب الرياضي منطقيا هو التعصب المقيت لشعار الأندية؟ لأنه فسر الشيء بالشيء ذاته، كما هو قول الشاعر الخبير أيضا:
كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء)!
(مشهد رابع)
كثيرا ما يقع (المحللون الرياضيون) وهم النجوم اللامعة في سماء التلقي الساذج (بزعامة الشيف الأكبر) في أخطاء فنية (بدائية) متكررة (ساذجة)، تؤكد أن هؤلاء (المحلحلين) وجدوا أنفسهم في (زفة) مزيفة،(فانزفوا) معها، ظانين أنهم بجد رجال المرحلة!
فعندما يرون مثلا (تشكيلة) نادي النصر السعودي تتكون من (الجبرين وغالب وعوض خميس) في وسط الملعب، يتفقون بذكاء متقد بأن الفريق يلعب بخطة دفاعية بسبب اللعب بهؤلاء (الثلاثة) كمحاور لعب!! (..كيف عرف هؤلاء الطيبون بأن المدير الفني طلب من الأسماء الثلاثة اللعب كمحاور دفاعية؟! يعني: ألا يمكن أن يكون أحدهم محورا متحركا للأمام، والآخر في خانة الوسط الهجومي؟!
ما المانع؟ بل إن هذا هو الذي يفهمه من له أدنى علاقة بالوعي الكروي الصحيح؟!!)
وفي مشهد قريب آخر يفصح أحد المحللين المخضرمين بأن الاعتماد على الأجنبيين (كواك وديجاو) في قلب دفاع (الفريق الهلالي) يؤدي إلى اهتزاز وضعف هذه الخانة من (اللعب) بدعوى أنهما لا يعرفان لغة بعضهما البعض!! (رحماك ربي، فإن عامين كاملين، وهذان اللاعبان يلعبان متجاورين، كفيلان بأن يفهما بعضهما تماما، حتى من غير صوت أو كلمة أو إشارة..ولكن)!!
(فاصل أول)
وتستمر تلك المشاهد (الهزلية) إلى آخر مدى.. بالتأكيد.. فإن الليلة أنتم على موعد مع (مسرحية) جديدة (حتى لا تقولوا: ما عندنا مسرح)!!
[email protected]
أعجب كل العجب من الذهنية (المحدودة) العامة لأصحاب الخطاب الإعلامي، وتزداد دهشتي حسرة عندما أراهم ينتجون ذلك الخطاب (المهترئ) بثقة لا حدود لها، الأمر الذي ليس له إلا تفسير(وحيد)، وهو أن أصحاب هذا الخطاب منعزلون عن أي خطابات أخرى بتجلياتها وأصحابها ومضامينها (من خطابات سياسية وثقافية وعلمية وأدبية..).
أما أصحاب ذلك الخطاب الرياضي، فهم كل من (يتحدث) دائما داخل المنظومة الرياضية، من قادة الاتحاد السعودي، ورؤساء لجانه المتعددة، والإعلاميين بجميع أطيافهم من مقدمي برامج ومحللين ومعلقين...!
هل لكم أن تصدقوا أني استمرأت أن أجعل من مشاهد تلك الخطابات مسرحيات هزلية (كوميدية) (أريح) بها أعصابي أحيانا من (يقظة) الخطابات الأخرى!
ولعلي الآن -بحسرة انتظار خطابات محلية أكثر وعيا وعقلا وتحضرا- أقدم لكم بعض مشاهد هذا الخطاب المسرحي (العجيب):
(مشهد أول)
يستضيف أحد مقدمي البرنامج الرياضي الشهير رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي ظل يتحدث لساعة كاملة، غير عابئ بالكلمات العامة التي لا معنى لها، ولا بالحقائق التي يدور حولها خائفا وجلا، ولا بالوضع المزري الذي وضع نفسه فيه أمام بلاغة وصدق ووعي مقدم البرنامج، (هذا.. بالذات)، للدرجة التي أصبح فيها الرئيس كتلميذ خائب أمام معلم وجد في تلميذه الاثنتين معا (الخيبة والخوف) فزادت وتيرة عقابه (اللغوي) المنطقي!
(مشهد ثان)
يسأل أحد مقدمي البرامج الإذاعية الرياضية ضيوفه (الأكثر شهرة ولمعانا) عن قضية الاستعانة بالحكم الأجنبي في ملاعبنا: هل هي وجدت بسبب انعدام الثقة بالتحكيم المحلي؟!
(ماذا كان ينتظر السائل الحصيف من إجابة غير التي دلقها ببساطة..؟! هل كان ينتظر إجابة تؤكد على الرغبة في تطوير التحكيم المحلي البائس مثلا؟!!... ومع ذلك ظل الحوار في هذه القضية الشائكة المعقدة!! قرابة النصف ساعة من زمن الفراغ)!
(مشهد ثالث)
بعد (حوار) استمر لساعة أخرى من زمن (العبث)، عن ظاهرة التعصب الرياضي، يطمئن (مقدم البرامج العتيد) إلى النتائج (الخارقة) التي (وصل) إليها مع ضيوفه (الأثيرين) منهيا الحلقة/المسرحية بجملة الخاتمة: «يمكن أن نتخلص من ظاهرة التعصب الرياضي، إذا ما تخلصنا من التعصب لألوان الأندية»! (يوه! يا ساتر! هل كان الإعلامي الخبير يجهل بأن معنى التعصب الرياضي منطقيا هو التعصب المقيت لشعار الأندية؟ لأنه فسر الشيء بالشيء ذاته، كما هو قول الشاعر الخبير أيضا:
كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء)!
(مشهد رابع)
كثيرا ما يقع (المحللون الرياضيون) وهم النجوم اللامعة في سماء التلقي الساذج (بزعامة الشيف الأكبر) في أخطاء فنية (بدائية) متكررة (ساذجة)، تؤكد أن هؤلاء (المحلحلين) وجدوا أنفسهم في (زفة) مزيفة،(فانزفوا) معها، ظانين أنهم بجد رجال المرحلة!
فعندما يرون مثلا (تشكيلة) نادي النصر السعودي تتكون من (الجبرين وغالب وعوض خميس) في وسط الملعب، يتفقون بذكاء متقد بأن الفريق يلعب بخطة دفاعية بسبب اللعب بهؤلاء (الثلاثة) كمحاور لعب!! (..كيف عرف هؤلاء الطيبون بأن المدير الفني طلب من الأسماء الثلاثة اللعب كمحاور دفاعية؟! يعني: ألا يمكن أن يكون أحدهم محورا متحركا للأمام، والآخر في خانة الوسط الهجومي؟!
ما المانع؟ بل إن هذا هو الذي يفهمه من له أدنى علاقة بالوعي الكروي الصحيح؟!!)
وفي مشهد قريب آخر يفصح أحد المحللين المخضرمين بأن الاعتماد على الأجنبيين (كواك وديجاو) في قلب دفاع (الفريق الهلالي) يؤدي إلى اهتزاز وضعف هذه الخانة من (اللعب) بدعوى أنهما لا يعرفان لغة بعضهما البعض!! (رحماك ربي، فإن عامين كاملين، وهذان اللاعبان يلعبان متجاورين، كفيلان بأن يفهما بعضهما تماما، حتى من غير صوت أو كلمة أو إشارة..ولكن)!!
(فاصل أول)
وتستمر تلك المشاهد (الهزلية) إلى آخر مدى.. بالتأكيد.. فإن الليلة أنتم على موعد مع (مسرحية) جديدة (حتى لا تقولوا: ما عندنا مسرح)!!
[email protected]