حفر عدة قبور وتغسيل أجساد موتاها
السبت - 26 مارس 2016
Sat - 26 Mar 2016
أذكر في سنة من سنوات طفولتي مدى الرعب والحيرة، التي انتابتني بعد وفاة أحد أقاربنا في منزلنا بمدينة الرياض، وكان - رحمه الله - قد حضر من قرية بالجنوب لمراجعة أحد مستشفيات العاصمة، فكان أن ظلت صور وفاته تحضرني كلما سمعت بسيرة الموت.
حادثة كان لها الأثر العظيم على نفسيتي، فلم تستطع الأيام محوها.
وللعجب فقد أفزعني خبر على صحيفة مكة 20 مارس، بأن محاكم الرياض قد طبقت مؤخرا عقوبات بديلة على بعض الأحداث ممن ترعاهم وزارة الشؤون الاجتماعية، منها حفظ أجزاء من القرآن، والمشاركة في حفر القبور، وتغسيل الموتى!.
ولعلي بتعسر عقلي عظيم أحاول هضم ما تحاول الوزارة أن تفعله بهؤلاء الأحداث، فهل يعقل ذلك، وهل نحن فعلا نعيش في القرن الواحد والعشرين؟!.
ويضيف يوسف السيالي مدير عام مكافحة التسول المسؤول عن ملف الأحداث: أن الوزارة ستقدم للأحداث عددا من البرامج المتخصصة، التي تحاكي سلوكهم، وتسعى لربط الحدث بأسرته، وإشراكها في تعديل سلوكه.
فأي برامج تلك الكارثية - رعاك الله - وعن أي سلوكيات تتكلم، وهل هذا منطق فطري سليم لتنشئة وتربية الأحداث؛ أنا حقيقة في غاية العجب من هذا المنطق المتشدد!.
كما أكد: أن الجرائم لا تسجل في صحيفة سوابق الأحداث.
وأنا أتساءل أيهما أخطر على الحدث والمجتمع، أن تسجل الجريمة عليه، أو أن يتم تهيئته بقلب جلمود صارم حتى يستسهل كل جريمة تمر به مستقبلا!؟.
وأكد أن المصلحة تحاول استكشاف ميولهم واتجاهاتهم وأنماط سلوكهم تمهيدا لإعداد الخطط العلاجية اللازمة، إضافة إلى ربط الحدث بأسرته عن طريق زيارات أولياء الأمور أو الاتصال بأسرة الحدث لمعرفة سلوكياته قبل دخوله الدار وتهيئة الأسرة لاستقباله.
وهنا تقطع جهيزة قول كل خطيب، فأي سلوك تنوي المصلحة تنميته في داخل الحدث المسكين، والذي وإن كان اقترف جرما، إلا أن الله غفور رحيم؛ فكيف لا نغفر نحن ونسامح، وكيف تقوم المصلحة بإحراق مشاعر الحدث الطفولية، وتهوين الموت عليه، وجعله يتعامل مع الموتى بعينه ويديه وجوارحه، ليسهل عليه بعد ذلك أن يعنف وأن يقتل، وأن يتحول إلى بلطجي، أو إرهابي يسابق بالقتل والذبح، ويتم تحفيزه بالسبي والنهب والاتجار بالبشر.
نحن نصنع من خلال برامج وزارة الشؤون الاجتماعية فئة من الشباب القساة، المفرغين من مشاعر الرحمة، والمختلين نفسيا، فلا تعود تعول عليهم أسرة، ولا يتقبلهم مجتمع ولا شارع.
ما يحدث لهؤلاء الأحداث جريمة شنعاء يجب أن تتوقف، وأن يتم احتواء وعلاج من تم معاقبتهم منهم في المصحات النفسية المتخصصة، لمحاولة انتزاع بعض ما علق بأنفسهم الغضة من سواد، وتجبر، وكره للحياة، وحيرة، وحقد، وتشتت وخروج عن المألوف.
نحن بهذا العقاب البشع نتخطى كل حواجز حقوق الإنسان، وكل محاذير تربية الحدث النفسية، والشعورية، والمنطقية، بإجباره على التصالح مع الموت، وتنمية بذرة الشر والقسوة والانتقام في جوفه أينما حل.
أرجوكم يا وزارة الشؤون الاجتماعية، ويا مصلحة السجون، قليل من الحكمة، والحلم، والرحمة، وقليل من المنطق، فلا يمكن أن يستمر ذلك العقاب لفترة، لا نتنبه خلالها لمضاره، إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس، تلك التي برينا حدها بأيدينا.
حادثة كان لها الأثر العظيم على نفسيتي، فلم تستطع الأيام محوها.
وللعجب فقد أفزعني خبر على صحيفة مكة 20 مارس، بأن محاكم الرياض قد طبقت مؤخرا عقوبات بديلة على بعض الأحداث ممن ترعاهم وزارة الشؤون الاجتماعية، منها حفظ أجزاء من القرآن، والمشاركة في حفر القبور، وتغسيل الموتى!.
ولعلي بتعسر عقلي عظيم أحاول هضم ما تحاول الوزارة أن تفعله بهؤلاء الأحداث، فهل يعقل ذلك، وهل نحن فعلا نعيش في القرن الواحد والعشرين؟!.
ويضيف يوسف السيالي مدير عام مكافحة التسول المسؤول عن ملف الأحداث: أن الوزارة ستقدم للأحداث عددا من البرامج المتخصصة، التي تحاكي سلوكهم، وتسعى لربط الحدث بأسرته، وإشراكها في تعديل سلوكه.
فأي برامج تلك الكارثية - رعاك الله - وعن أي سلوكيات تتكلم، وهل هذا منطق فطري سليم لتنشئة وتربية الأحداث؛ أنا حقيقة في غاية العجب من هذا المنطق المتشدد!.
كما أكد: أن الجرائم لا تسجل في صحيفة سوابق الأحداث.
وأنا أتساءل أيهما أخطر على الحدث والمجتمع، أن تسجل الجريمة عليه، أو أن يتم تهيئته بقلب جلمود صارم حتى يستسهل كل جريمة تمر به مستقبلا!؟.
وأكد أن المصلحة تحاول استكشاف ميولهم واتجاهاتهم وأنماط سلوكهم تمهيدا لإعداد الخطط العلاجية اللازمة، إضافة إلى ربط الحدث بأسرته عن طريق زيارات أولياء الأمور أو الاتصال بأسرة الحدث لمعرفة سلوكياته قبل دخوله الدار وتهيئة الأسرة لاستقباله.
وهنا تقطع جهيزة قول كل خطيب، فأي سلوك تنوي المصلحة تنميته في داخل الحدث المسكين، والذي وإن كان اقترف جرما، إلا أن الله غفور رحيم؛ فكيف لا نغفر نحن ونسامح، وكيف تقوم المصلحة بإحراق مشاعر الحدث الطفولية، وتهوين الموت عليه، وجعله يتعامل مع الموتى بعينه ويديه وجوارحه، ليسهل عليه بعد ذلك أن يعنف وأن يقتل، وأن يتحول إلى بلطجي، أو إرهابي يسابق بالقتل والذبح، ويتم تحفيزه بالسبي والنهب والاتجار بالبشر.
نحن نصنع من خلال برامج وزارة الشؤون الاجتماعية فئة من الشباب القساة، المفرغين من مشاعر الرحمة، والمختلين نفسيا، فلا تعود تعول عليهم أسرة، ولا يتقبلهم مجتمع ولا شارع.
ما يحدث لهؤلاء الأحداث جريمة شنعاء يجب أن تتوقف، وأن يتم احتواء وعلاج من تم معاقبتهم منهم في المصحات النفسية المتخصصة، لمحاولة انتزاع بعض ما علق بأنفسهم الغضة من سواد، وتجبر، وكره للحياة، وحيرة، وحقد، وتشتت وخروج عن المألوف.
نحن بهذا العقاب البشع نتخطى كل حواجز حقوق الإنسان، وكل محاذير تربية الحدث النفسية، والشعورية، والمنطقية، بإجباره على التصالح مع الموت، وتنمية بذرة الشر والقسوة والانتقام في جوفه أينما حل.
أرجوكم يا وزارة الشؤون الاجتماعية، ويا مصلحة السجون، قليل من الحكمة، والحلم، والرحمة، وقليل من المنطق، فلا يمكن أن يستمر ذلك العقاب لفترة، لا نتنبه خلالها لمضاره، إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس، تلك التي برينا حدها بأيدينا.