وداعا يا أفضل النجوم على الإطلاق!

بعد النسيان
بعد النسيان

السبت - 26 مارس 2016

Sat - 26 Mar 2016

لما أعلنت وفاة (يوهان كرويف) قال عنه الفرنسي (ميشيل بلاتيني): «إنه أفضل لاعب كرة قدم على الإطلاق»! ولو لم يقل بلاتيني في حياته إلا هذه الحقيقة لكفته براءة من كل التهم التي ورطه فيها رئيس دولة الفيفا السابق (سيب بلاتر)!

ولكن بلاتيني لم يكن أول من رأى هذه الشمس في رابعة النهار، فقد سبقه ثلث العالم على الأقل، حين حصل (كرويف) على المركز الثالث في تصويت (الفيفا) عام (2000) بعد البرازيلي (بيليه) ـ المصرفي الملياردير وليس اللاعب الفنان ـ والأرجنتيني (دييغو مارادونا) أكبر مهايطي في العالم بعد السيدة (هيلاري كلينتون)!!

أما الأخخخ/ أنا فقد قال ذلك قبل أشهر ـ أي في حياة الفقيد ـ في برنامج (الملعب) في الرياضية السعودية مع الزميل (بدر الفرهود)؛ وكان يرتدي شماغاً برتقالياً ـ الأخخخ/ أنا وليس الفرهود ـ تعصباً لنادي الأنصار بالمدينة المنورة، الذي شجعه متأثراً برئيسه في السبعينات الميلادية، الأديب والناقد والمسرحي القدير (عبدالعزيز الربيع) مدير التعليم (الحقيقي) في المدينة المنورة آنذاك! لكن الذي جعل البرتقالي لون العقيق والشفق والغسق على مستوى العالم، هو (كرويف) كابتن فريق (أجاكس) و(برشلونة)، وقائد منتخب (هولاندا)، وهو اللاعب الوحيد الذي تنطبق عليه شروط لقب (الأسطورة) بالكامل، فيما لا تنطبق إلا قليلاً على (بيليه) و(مارادونا)؛ فما بالك بمن يطلقه مجاناً على (عوير) و(صوير) و(اللي مافيه خير) في دوري المتردية والنطيحة وما أكل التبن (فيذا)؟!

وقد عرضنا في مقالة بعنوان: (يوهان كرويف الأسعدي) في (2014/7/11)، أهم تلك الشروط وهو أنه كان صاحب رسالة إنسانية، حين استخدم نجوميته الكاسحة في انتقاد النظام العسكري المستبد في الأرجنتين قبل أشهر من مونديال (1978)، واعتزل اللعب الدولي لتلقيه تهديداً حقيقياً بالقتل؛ ليسجل موقفاً خالداً خلود بيت الشاعر (حمد الأسعدي) الشهير:

وإن كان همّك في الزمن بس لقْمَتْكْ * الفول بريالين والخبز بريال!!

إضافة إلى ذلك فقد كان القائد التنفيذي لتكتيك (الكرة الشاملة) الذي ابتكره المدرب الفلتة (رينوس ميتشلز) منتصف الستينات، وطوره (كرويف) نفسه حين درَّب برشلونة (1988ـ 1996)، ونشره في أوروبا كلها عن طريق تلاميذه أمثال (ريكارد) و(غوارديولا) و(كوكو)!

[email protected]