لا تعتذر عما لم تفعله!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 24 مارس 2016
Thu - 24 Mar 2016
ليس خيطا رفيعا ذلك الذي يفصل بين التعاطف والاعتذار، بل الفرق بينهما شيء سميك ويراه الأذكياء والأغبياء. هو فرق واضح إلى درجة يمكن معها القول إنه لا يمكن أن يحدث الخلط بينهما إلا تعمدا.
التعاطف مع كل الأبرياء الذين يقتلون في كل مكان على سطح هذا الكوكب قيمة إنسانية عليا، أما الانتقائية والتعاطف حسب لون جواز السفر وجنسية المقتول فهي من أحط الصفات البشرية التي يبدو أنه يصعب الفكاك منها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
من الطبيعي والمنطقي أن يحزن الأوروبيون على قتلاهم الأبرياء أكثر من قتلانا الأبرياء أيضا، وأن يتعاطفوا مع قضاياهم أكثر من قضيانا، لكنه أمر مثير للاشمئزاز أن نحزن نحن على ضحاياهم أكثر من حزننا على ضحايانا. أما الأمر غير المستساغ بالكلية فهو أن نعتذر دائما عن كل مصيبة تحدث في الكون، وأن نضع أنفسنا في موضع الاتهام حتى قبل أن يتهمنا غيرنا.
في الوقت الذي تهتز فيه بروكسل وباريس على وقع الإرهاب، يموت فيه الآلاف بذات الطريقة، لكن موتهم لم يعد حدثا يستدعي التعاطف، لأن قتلهم أصبح أمرا معتادا لا يثير قلق العالم.
أتعاطف مع الأبرياء الذين قتلوا في باريس وبروكسل وفي كل مكان في العالم، وأشعر بالحزن من أجلهم ومن أجل أسرهم، وأشعر بالأسى لأن إنسانا فقد حياته لمجرد أنه تواجد في المكان الذي قرر فيه معتوه ما أن يفجر نفسه، لكني أعلم أنه في ذات الوقت يقتل الآلاف ـ على سبيل المثال ـ في الموصل وفي الرقة وفي الفلوجة جوعا وحصارا وتفجيرا، لمجرد أنهم ولدوا في مكان سيطرت عليه عصابة مجرمة، ثم قرر أحد ما أن العلاج الأمثل للقضاء على هذه العصابة هو التضحية بالأم والجنين والأب والمستشفى والطبيب!
وعلى أي حال..لا أطلب أكثر مما طلبه مطر:
»أَعِـدْ شَـفَتي ..
لَعَـلَّ الهَـولَ يُسـعِفُني
بأن أُعطيكَ تصـويرا لأهـوالِكْ.
أَعِـدْ عَيْـني..
لِكَـي أبكـي على أرواحِ أطفـالِكْ«.
التعاطف مع كل الأبرياء الذين يقتلون في كل مكان على سطح هذا الكوكب قيمة إنسانية عليا، أما الانتقائية والتعاطف حسب لون جواز السفر وجنسية المقتول فهي من أحط الصفات البشرية التي يبدو أنه يصعب الفكاك منها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
من الطبيعي والمنطقي أن يحزن الأوروبيون على قتلاهم الأبرياء أكثر من قتلانا الأبرياء أيضا، وأن يتعاطفوا مع قضاياهم أكثر من قضيانا، لكنه أمر مثير للاشمئزاز أن نحزن نحن على ضحاياهم أكثر من حزننا على ضحايانا. أما الأمر غير المستساغ بالكلية فهو أن نعتذر دائما عن كل مصيبة تحدث في الكون، وأن نضع أنفسنا في موضع الاتهام حتى قبل أن يتهمنا غيرنا.
في الوقت الذي تهتز فيه بروكسل وباريس على وقع الإرهاب، يموت فيه الآلاف بذات الطريقة، لكن موتهم لم يعد حدثا يستدعي التعاطف، لأن قتلهم أصبح أمرا معتادا لا يثير قلق العالم.
أتعاطف مع الأبرياء الذين قتلوا في باريس وبروكسل وفي كل مكان في العالم، وأشعر بالحزن من أجلهم ومن أجل أسرهم، وأشعر بالأسى لأن إنسانا فقد حياته لمجرد أنه تواجد في المكان الذي قرر فيه معتوه ما أن يفجر نفسه، لكني أعلم أنه في ذات الوقت يقتل الآلاف ـ على سبيل المثال ـ في الموصل وفي الرقة وفي الفلوجة جوعا وحصارا وتفجيرا، لمجرد أنهم ولدوا في مكان سيطرت عليه عصابة مجرمة، ثم قرر أحد ما أن العلاج الأمثل للقضاء على هذه العصابة هو التضحية بالأم والجنين والأب والمستشفى والطبيب!
وعلى أي حال..لا أطلب أكثر مما طلبه مطر:
»أَعِـدْ شَـفَتي ..
لَعَـلَّ الهَـولَ يُسـعِفُني
بأن أُعطيكَ تصـويرا لأهـوالِكْ.
أَعِـدْ عَيْـني..
لِكَـي أبكـي على أرواحِ أطفـالِكْ«.