تعرف «فلان»؟

تفاعل
تفاعل

الثلاثاء - 22 مارس 2016

Tue - 22 Mar 2016

إن أول ما يفكر فيه المرء قبل الذهاب إلى أي مؤسسة خدمية في مجتمعنا هو بحاجة إليها، هو السؤال عن شخص يعمل فيها، سواء أكانت المؤسسة الخدمية حكومية أو خاصة، كبيرة أو صغيرة، لإنهاء إجراءاته -التي جاء من أجلها- دون عناء أو مشقة، وتجنبا لروتين المماطلة والتأخير وطلب الرشوة، في مختلف الخدمات ومن مختلف الفئات، بل أصبحت عبارة «تعرف فلان» ثقافة عامة بين المواطنين في مجتمعنا.

وهو واقع مؤسف نشاهده في حياتنا اليومية، فأينما اتجه المرء وهو بدون (واسطة) وجد العناء ولاقى التعب، ولكنه إذا جاء يحمل اسم موظف من شخص مهم أو ذي منصب فسيجد ضالته بكل سهولة، وسيجد الكل يخدمه وهو متكئ على أريكته، ويقابل بالابتسامات العريضة والكلمات الجميلة وبكرم الضيافة.

لا تظن أخي القارئ بأن المؤسسات التي عنيتها هي محددة، بل أكاد أجزم بأن غالبها تنهج ذات المنهج نفسه في التأخير والتعطيل والتسويف، كالمستشفيات مثلا: إذا كان لديك مريض بحاجة إلى سرير أو إلى موعد في عيادة فهو بحاجة إلى أن يسأل بـ(تعرف فلان؟) قبل الذهاب للمستشفى. وستجد نفسك أخي الحبيب محتاجا لهذا السؤال قبل ذهابك للبنوك والأمانات والجامعات.. ووووو.. إلخ.

بل كلما ازدادت حاجتك لمؤسسة خدمية بعينها ازدادت صعوبة التعاطي مع موظفيها، فليس كل (معرف) يستطيع أن يجلب لك اسما يخدمك بالسرعة التي ترجوها، أي بمعنى إن كانت (واسطتك) رجلا بسيطا وليس بصاحب منصب أو ليس للموظف المرسل إليه حاجة لديه، فعد أدراجك ولا تتعب نفسك فأنت كأي مواطن سيجد التجاهل ويلاقي الإهمال أو التأخير غير المبرر.

بكل أسف أقول، أصبحنا لا نثق بمن وضعوا لخدمتنا وبمن أقسموا بذلك، لأننا نرى بأعيننا ما يثبت يوما بعد يوم بأنك إذا لم يكن لديك معروف في تلك المؤسسة أو الإدارة فلن ولن تجد ما أتيت لأجله ولن تنتهي مسألتك إلا بشق الأنفس، والمؤسف أيضا أنه لا سبيل لك للشكوى فأنت لن تجد من ينتصر لك.