عبدالله الجنيد

التحول فيصل الخطاب

الاثنين - 21 مارس 2016

Mon - 21 Mar 2016

كلمة الأمير خالد الفيصل في منتدى جدة الاقتصادي كانت أقرب للبيان رقم واحد لمشروع حالة «التحول» رغم القالب الشعري الملحمي للكلمة، إلا أنها عبرت عن حالته السعودية ورؤيته الإدارية للمشروع.. ولتبيان الحالة، كان مطلع الخطاب:

أنا لا أكتب بالحروف أوهاما، ولا أنسج من الأفكار أحلاما، وإنما أستخلص من عبر الزمان دروسا، وأزين من ومضات الفكر عروسا، وأرسلها مع ساري العمر ألحانا، لأهل الرأي والفكر أشجانا، إنها حالة التحول، وما أدراك ما حالة التحول، التحول يصنعه الإنسان أو يفرضهُ الزمان.

بيان الفيصل تجاوز الزمان مبشرا بثقافة الإنسان الواثق غير الوجل من ضرورات الانفتاح على العالم أو الآخر، والأقدر على التعريف والدفاع عن ثوابت الهوية الإسلامية والعربية. والإطار الملحمي البلاغي للبيان صاحبته لغة جسد ونبرة صوت تجاوزتا الصورة إلى التحديات التي مرت بها الدولة منذ المُؤسس إلى إرادة الحزم. فالتحول في البيان هو صيرورة التاريخ، والتاريخ قد يَقبل بحرف مساره إلا أنه سيفرض صيرورته لاحقا بصورة أقسى. هنا يستحث الفيصل ضرورة الانعتاق من ثقافة التوجس لأنها كانت مدخلا لأولئك الذين اجتهدوا في تعطيل مشروع الدولة حتى ما قبل ظهور الصحوة إلى حين بروز الاعتلال في بناء شخصية الغر. تعريجات الاستشهاد بالتاريخ البشري اجتماعيا وسياسيا، تناولت تجربتين لهما مكانهما في وجدان الإنسان من حيث المكانة في التأثير والسطوة على القرار، فما كان لأوروبا أن تحكم العالم لو لم تنفض عنها تسلط الظلام، وما كان للولايات المتحدة أن تبلغ اليوم هذه السيادة المطلقة لو لم تتخل عن عبثية راعي البقر.

البيان كان بيان الانتقال إلى فضاء التحول الاختياري في فكر الفرد والدولة، حتى عندما تناول ضرورة ذلك، فقد شكر الظرف الخارجي الذي افترض غياب الإرادة والرؤية، فكانت النتيجة ناقوسا لصحوة ما بعدها صحوة، إن أحسنا استثمار الفرص مع سوء قراءة الخصم، فالعالم يتعلم من أخطائه، وخصومنا عازمون على الاستمرار في الخصومة.

تحديات المستقبل تقتضي المكاشفة قبل الشفافية في كل الأمور حيث ستكون أهون وقعاً علينا لو أحسنا إدراك مقاصد الفكر في البناء قبل التجارة، وفي التجارة قبل المال، وأن المال عزم الدولة، وأن الدولة إدارة وعزم وحزم. نعم يتوجب علينا إعادة قراءة كل المفاهيم، لأن من سبقنا قد أخلص في وضع الثوابت في مكانها من وجداننا قيماً. و الآن علينا حث الخطى باتجاه بناء ما يتناسب وما نبتغية لنا ولمن سيخلفنا، حيث قال «لن نسلم لحانا لمن يريد لها الهوانا»..

يا سيدي سيحضرنا شعرك لأنه تجاوز فواصل الجغرافيا.

[email protected]