هل كان العالم أجمل؟
السبت - 19 مارس 2016
Sat - 19 Mar 2016
كان آباؤنا يحدثوننا عن حقبة الخمسينات بكثير من الشغف والحب لذلك الزمان، رغم مشقة السفر وضعف الإمكانات، فقد كانت مدينتا القاهرة والإسكندرية من أجمل مدن العالم، وكانت مكة المكرمة بصغرها مدينة لا يمكن أن تنسى حواريها الجميلة النظيفة، كانت بيت الجميع، ويهتم بنظافتها الجميع، والاحترام يسود مجتمعها، وأخذت الأمور تسوء يوما بعد يوم في عالمنا ومدن العالم تتطور للأحسن.
لقد استورد الانقلابيون العرب كل ما عافه الغرب من قوميات وعنصريات، سواء كان ذلك بتشجيع خفي، أو بطموح ورغبة في السلطة، وقابل ذلك فكر معاكس يستحضر الماضي الذي كتبوه ليعيشوا فيه، فلا هم في الماضي وآليات الماضي، ولا هم في الحاضر ومستجداته، وجاءت الصحوات التي في حقيقتها إيغال وانغماس في الظلامية باسم الجهاد، الذي خلطوا مفاهيمه، حتى أصبحنا في المطارات عرضة للتفتيش، وفي العالم تهما ثابتة تتطلب إثبات العكس وإثبات البراءة، وكأن مشاركتنا في الحضارة كانت بتضييق الخناق على كل إنسان في حياته، نظرا لعمليات الإرهاب التي تفنن الإرهابيون في تصديرها للعالم، ومع ذلك نتعجب لماذا يعاملنا العالم بهذه الطريقة.
كانت الفرحة موجودة في مناسباتنا وأعيادنا، والألوان تراها في الملابس المزركشة، فكان الجنوب غني بألوانه الزاهية الجميلة وبتعدد وتنوع فنونه ورسومه، تخرج العائلة لتشارك في المناسبات والاحتفالات بالرغم من مشقة الحياة وضعف الإمكانات، غير أن الفرح كان يظهر في الوجوه الطيبة وفي كل مناحي الحياة.
هذا الغنى في الألوان كان يعبر عن الفرح والتنوع وجمال الحياة وبهجتها، ولكن في عالمنا الآن أصبحت الألوان تخبو وتنزوي وتذبل، ويحل الأسود مكان الأبيض، خاصة في الفترة التي تسمى بفترة الصحوة، وكأن الألوان تقف إلى جوار الفرح والبهجة والسرور والسعادة.
«القاعدة» و«الإخوان» و«طالبان» وغيرها من منظمات وأحزاب وجماعات لم تكن معروفة، ولم يتشكل فكرها ولم تعرف أدبياتها، فقد كان الآخرون محترمين نتعايش معهم ولا نكرههم، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمعات العربية والإسلامية، قال تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم»، حتى ظهرت أدبيات الفكر الظلامي وأصبح متسيدا للمشهد، واستغل الثروة لنشر الفكر فتغيرت الألوان وسادت الكراهية والطائفية، وتكرست وتعمقت القبلية، ورحل الماضي الجميل والناس الطيبون، وضاع التعليم وضعفت مخرجاته وتدهورت الأحوال، حتى أصبح كبار السن يبكون على ماضيهم الجميل، وصغار السن حائرين في أحوالهم وأوضاعهم، غير أن المفرح أن شبابنا متفائل لمستقبله، وقد لمست ذلك من شباب العشرينات الذين سوف يرسمون المستقبل ويعدون صياغة أدبياتهم بعيدا عن أدبيات الظلام.
لقد استورد الانقلابيون العرب كل ما عافه الغرب من قوميات وعنصريات، سواء كان ذلك بتشجيع خفي، أو بطموح ورغبة في السلطة، وقابل ذلك فكر معاكس يستحضر الماضي الذي كتبوه ليعيشوا فيه، فلا هم في الماضي وآليات الماضي، ولا هم في الحاضر ومستجداته، وجاءت الصحوات التي في حقيقتها إيغال وانغماس في الظلامية باسم الجهاد، الذي خلطوا مفاهيمه، حتى أصبحنا في المطارات عرضة للتفتيش، وفي العالم تهما ثابتة تتطلب إثبات العكس وإثبات البراءة، وكأن مشاركتنا في الحضارة كانت بتضييق الخناق على كل إنسان في حياته، نظرا لعمليات الإرهاب التي تفنن الإرهابيون في تصديرها للعالم، ومع ذلك نتعجب لماذا يعاملنا العالم بهذه الطريقة.
كانت الفرحة موجودة في مناسباتنا وأعيادنا، والألوان تراها في الملابس المزركشة، فكان الجنوب غني بألوانه الزاهية الجميلة وبتعدد وتنوع فنونه ورسومه، تخرج العائلة لتشارك في المناسبات والاحتفالات بالرغم من مشقة الحياة وضعف الإمكانات، غير أن الفرح كان يظهر في الوجوه الطيبة وفي كل مناحي الحياة.
هذا الغنى في الألوان كان يعبر عن الفرح والتنوع وجمال الحياة وبهجتها، ولكن في عالمنا الآن أصبحت الألوان تخبو وتنزوي وتذبل، ويحل الأسود مكان الأبيض، خاصة في الفترة التي تسمى بفترة الصحوة، وكأن الألوان تقف إلى جوار الفرح والبهجة والسرور والسعادة.
«القاعدة» و«الإخوان» و«طالبان» وغيرها من منظمات وأحزاب وجماعات لم تكن معروفة، ولم يتشكل فكرها ولم تعرف أدبياتها، فقد كان الآخرون محترمين نتعايش معهم ولا نكرههم، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمعات العربية والإسلامية، قال تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم»، حتى ظهرت أدبيات الفكر الظلامي وأصبح متسيدا للمشهد، واستغل الثروة لنشر الفكر فتغيرت الألوان وسادت الكراهية والطائفية، وتكرست وتعمقت القبلية، ورحل الماضي الجميل والناس الطيبون، وضاع التعليم وضعفت مخرجاته وتدهورت الأحوال، حتى أصبح كبار السن يبكون على ماضيهم الجميل، وصغار السن حائرين في أحوالهم وأوضاعهم، غير أن المفرح أن شبابنا متفائل لمستقبله، وقد لمست ذلك من شباب العشرينات الذين سوف يرسمون المستقبل ويعدون صياغة أدبياتهم بعيدا عن أدبيات الظلام.