احذروا المادحين
السبت - 19 مارس 2016
Sat - 19 Mar 2016
في زمن مضى كان لنا زميل عمل يعيش حالة من الغياب عن الواقع، يتدخل فيما لا يعنيه، ويتحدث بما لا يفيد، ويذهب في التصورات إلى حدود الوهم، وأحيانا يدخل مربعات الوهم نفسه، المهم عنده أن يثبت وجوده ويمضي بصرف النظر عن النتائج حتى وإن كانت تصرفاته مضادة للصحيح! كثيرا ما كانت ردود الأفعال ضده ساخرة سواء في العلن أو بغطاء شبه شفاف لا يحجب استياء غالبية من حوله. ما زال عالقا في الذاكرة الكثير من المواقف والحكايات عن هذا الزميل الذي دفعه الوهم إلى الاستمرار في محاولات ملء الفراغ الذي يسهم هو في اتساعه بتصرفاته ومحاولاته التي لا تقدم ولا تؤخر شيئا يحقق منفعة أو يصحح وضعا على بينة مهنية يعتد بها. كثيرا ما قدم له النصح تلميحا وتصريحا دون أن يستفيد، وكثيرا جدا ما انتهت المسائل التي يشارك فيها إلى شبه مسلسل بلا خاتمة.
كان يركن إلى أسلوب المديح المكشوف دون خجل، له ألف حكاية وحكاية يصلح جلها أو كلها أن تكون مذكرات تسرد تفاصيل تجارب عملية أو مشاهد إدارية في منتهى الغرابة.
الحياة مليئة بالدروس والعبر، ومن الطبيعي أن تكرر هذه الحالة أو ما يشابهها في زمن كثر فيه الهروب من الواقع، وقت عمد فيه الكثير من الناس في مجال الوظيفة العامة إلى اتخاذ استراتيجية الإطراء ونثر عبارات المديح في كل الطرقات التي يسلكها المسؤولون عنهم منهجا لكل تعاملاتهم وهم لا يدرون أن المسؤولين قد «سئموا» هذه الاستراتيجية، بل ويتوقون إلى غيابها بقشها وقشيشها إلى غير رجعة، فماذا خلفت غير الفوضى وتشويه المهنية وتغييب الكفاءات والتضليل.
الواقع يقول أن البلد يعيش مرحلة التحول، وهذه المرحلة حتما لا تقبل في مجال الأعمال تخبطات أولئك المادحين، انتهى زمن التطبيل وحتى إن استمر فلن يدوم طويلا وستعريه الأيام.. الأيام التي ستفرض واقعا جديدا على الحياة العملية حيث ستفرض الضرورة مبدأ «التجويد» و»التمكين» لتحل محل ما يضادها، لن يكون هناك مكان لغير المهنيين وأصحاب المنطق المتفاعلين تجديدا مع المستجدات المهنية كل في اختصاصه ونطاق مهنته.
ختاما إذا كانت نصيحتي المتواضعة تتجه إلى لفت نظر القادة الإداريين لتنظيف مسارات العمل من أتباع سياسة التطبيل الذين يضبطون ساعات عملهم على فوضى المديح والثناء لتغطية عورات عملهم، فإنني في الوقت نفسه أوجه الرسالة بكل صراحة لأولئك الهاربين من واقعهم إلى محطات الفراغ، وأقول كفوا عن فوضى المديح، المرحلة لا تتحمل، وثمة سبل أخرى للارتزاق.. وبكم يتجدد اللقاء.
كان يركن إلى أسلوب المديح المكشوف دون خجل، له ألف حكاية وحكاية يصلح جلها أو كلها أن تكون مذكرات تسرد تفاصيل تجارب عملية أو مشاهد إدارية في منتهى الغرابة.
الحياة مليئة بالدروس والعبر، ومن الطبيعي أن تكرر هذه الحالة أو ما يشابهها في زمن كثر فيه الهروب من الواقع، وقت عمد فيه الكثير من الناس في مجال الوظيفة العامة إلى اتخاذ استراتيجية الإطراء ونثر عبارات المديح في كل الطرقات التي يسلكها المسؤولون عنهم منهجا لكل تعاملاتهم وهم لا يدرون أن المسؤولين قد «سئموا» هذه الاستراتيجية، بل ويتوقون إلى غيابها بقشها وقشيشها إلى غير رجعة، فماذا خلفت غير الفوضى وتشويه المهنية وتغييب الكفاءات والتضليل.
الواقع يقول أن البلد يعيش مرحلة التحول، وهذه المرحلة حتما لا تقبل في مجال الأعمال تخبطات أولئك المادحين، انتهى زمن التطبيل وحتى إن استمر فلن يدوم طويلا وستعريه الأيام.. الأيام التي ستفرض واقعا جديدا على الحياة العملية حيث ستفرض الضرورة مبدأ «التجويد» و»التمكين» لتحل محل ما يضادها، لن يكون هناك مكان لغير المهنيين وأصحاب المنطق المتفاعلين تجديدا مع المستجدات المهنية كل في اختصاصه ونطاق مهنته.
ختاما إذا كانت نصيحتي المتواضعة تتجه إلى لفت نظر القادة الإداريين لتنظيف مسارات العمل من أتباع سياسة التطبيل الذين يضبطون ساعات عملهم على فوضى المديح والثناء لتغطية عورات عملهم، فإنني في الوقت نفسه أوجه الرسالة بكل صراحة لأولئك الهاربين من واقعهم إلى محطات الفراغ، وأقول كفوا عن فوضى المديح، المرحلة لا تتحمل، وثمة سبل أخرى للارتزاق.. وبكم يتجدد اللقاء.