ولكن التلفزيون ذاكرة تشيخ!

بعد النسيان
بعد النسيان

الجمعة - 18 مارس 2016

Fri - 18 Mar 2016

اليوم يختتم معرض الرياض الدولي للكتاب (2016) بكل ما صاحبه من إيجابيات وسلبيات! لكن البدهي المتفق عليه هو عدم إلقاء اللوم على اللجنة المنظمة الشابة؛ نظراً لحرج التوقيت، بل إن العارفين بخبايا الأمور يشيدون بشجاعة أعضائها في التصدي للتحدي، ويستبشرون بالشجاعة ذاتها لمعالجة الأخطاء وبلوغ أقصى درجات الكمال البشري في الدورة القادمة، في بيئة ثقافية احترافية، يشهد على سعي الوزارة الجديدة لتوفيرها، ما شهدته قناة (الإخبارية) تحت رئاسة الإعلامي القدير/ (جاسر الجاسر) من نقلة نوعية هائلة، ما كان لها أن تسبق ظلنا؛ لولا تصميم معالي الوزير الدكتور/ عادل الطريفي، على أن ينقلنا إلى عالم الإعلام المحترف الحديث، بأقصى ما يمكن من السرعة، بعيدا عن التسرع.

وهنا ننتقل مباشرة إلى القناة التلفزيونية الأولى، بعد أن استلم الدفة فيها، إعلامي قدير آخر، هو الدكتور/ (محمد باريان)، وهو من المؤسسين للإخبارية السعودية، ونال درجة الدكتوراه لرؤيته المستقبلية في مأسستها واستقلاليتها! وبالتالي فإن عودته للقناة الأولى تعد رسالة واضحة من معالي الوزير الذي لم يكد ينهي عامه الأول بأن: (نكون أو لا نكون)!

وإذا كانت الإخبارية بطبيعتها نخبوية، في برامجها الحوارية الراقية، وتحليلاتها المتخصصة؛ فإن القناة الأولى بطبيعتها أيضا لا بد أن تكون شعبية، والمسلسلات (المحلية) هي عصبها الرئيسي؛ لكي تبرز للعالم ما يتمتع به الإنسان السعودي من طيبة وبساطة وكرم!

ولكن الطيبة لا تعني الدلاخة، والبساطة لا تعني السذاجة، والكرم لا يعني الغباء؛ كما تصوره هذه الأشياء (الطاشطاشية) المخجلة، التي دأبت الإدارات السابقة على تعميدها بملايين الريالات، لمنتجين منفذين يفتقرون للحد الأدنى من الاحترافية والوعي الثقافي!

فهل آن الأوان ليعود التلفزيون للإنتاج بنفسه؟! كما كان في عصره الذهبي أيام الإعلامي السابق لعصره الدكتور (عبدالرحمن الشبيلي)؛ حين كان التلفزيون أشبه بمخبز صاخب: هذا يعجن، وذاك يفرد، وذاك يضع في الفرن، ثم يناول المشاهد رغيفا ساخنا شهيا، بعد أن يأخذ حقه قبل أن يجف عرقه!

وما أسهل أن تفعل القناة الأولى ذلك بتحويرها شعار معرض الكتاب إلى: (التلفزيون ذاكرة تشيخ)؛ أي تصبح (شيخة) طال عمرها! ولن يتحقق ذلك إلا بإنتاج هذه الكنوز الهائلة من الروايات السعودية، من (التوأمان) لعبدالقدوس الأنصاري، إلى (الرويس) لسعيد السريحي!