تواضع «محمد» ووضاعة حسن زميرة

الخميس - 17 مارس 2016

Thu - 17 Mar 2016

الإنسان ولد ليكون حرا أبيا، يتصرف كما يريد لا كما يريد الناس، ولكنه أحيانا يصبح مسلوب الإرادة، ويفعل ما يمليه عليه أسياده، وينفذ أوامرهم بلا تردد، ويدين بالطاعة المطلقة لهم، ينفذ أجندتهم، ويفتخر بالعمالة والتبعية لهم، ويصبح كالدمية في أيدي أعداء الأمة، وعلى النقيض هناك رجال ولدوا ليكونوا أحرارا، وشربوا العزة مع حليب أمهاتهم، وتربوا في كنف آبائهم، الذين علموهم كيف تكون عزة المسلم العربي وشهامته، واشتدت أعوادهم على الكرامة والشجاعة، وأصبحوا رجالا أقوياء.

فهذا صقر الإمارات وولي عهدها وزير الدفاع الشيخ محمد بن زايد الذي عاش في بيت زايد الشهامة والكرم، يفز كالصقر، عندما شعر بأن أخاه الأكبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يريد أن يشرب ماء، عندما أطربته أسراب الطائرات، التي تستعرض في سماء المملكة، ليقدم له الماء بيده الكريمة، وكأن لسان حاله يقول نحن أصحاب الدار وأنتم فيها ضيوف، حركته مكارم الأخلاق، من تلقاء نفسه لأنه تعود على العطاء وروح المبادرة، واحترام الكبير، فزاده تواضعه عزا على عزة، ونال إعجاب الملايين من الذين شاهدوا الحدث.

بينما كان على الطرف الآخر حسن زميرة أمين عام حزب الشيطان في طهران يركع أمام المرشد الإيراني ليقدم له كرامته قربانا، ليفقد أعظم ما يملكه الإنسان، ويتفاخر بالولاء المطلق لمصالح إيران الفارسية، فقد باع مصالح بلاده بلا ثمن، وقبل يد المرشد ذلة وهوانا لا تقديرا واحتراما، مرغما لا مختارا، ليزيد وضاعته وضاعة وخيانته خيانة، ويصبح أداة في أيدي إيران الخبيثة، وينفذ أجندتهم في العالم العربي بالوكالة، ويخدم مصالحها، ويعبر عن آرائها، بلسان عربي فصيح، وتنكر للدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي قدمت للبنان الدعم المادي والمعنوي لعقود طويلة بلا أجندة خفية، أو شروط مسبقة، ولم يتوقف هذا الدعم حتى أصبحت لبنان العربية تتكلم بلغة فارسية، وأتوقع أن يعود هذا الدعم إذا عادت لبنان تنطق بلسانها العربي الفصيح بلا لكنة فارسية.

شتان ما بين الموقفين، فموقف الشهم ولي عهد أبوظبي وزير الدفاع الشيخ محمد بن زايد كبير من رجل كبير لأخ كبير، حيث انطبق عليه (من تواضع لله رفعه)، وأما ما فعله حسن زميرة فهو الوضاعة بكامل تفاصيلها ومعانيها، فانطبق عليه لقب الوضيع لا المتواضع، لأن هناك فرقا كبيرا بين من تواضع لله، ومن فرض الفرس عليه الوضاعة والسمع والطاعة، فإذا رغبتم أن تقبلوا يدا فقبلوها كما يقبل الابن يد أبيه تواضعا وتقديرا لا وضاعة، فالفرق بين قبلة التواضع وقبلة الوضاعة كالفرق بين الكرامة والمهانة، عذرا أبا خالد بأن قارنت موقفكم الكريم بموقفه اللئيم، فما قلل من شأن الحق مقارنته بالباطل، وشكرا أبا خالد من الشعب السعودي فقد ضربت أروع الأمثال تقديرا لمن يخدم الحرمين الشريفين ويقود بلاد المسلمين نحو العزة والكرامة، وتبا لحسن زميرة الذي يريق دماء أطفال العرب الزكية، لترضى عنه إيران الفارسية.

وفي الختام شكرا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فقد جمعت شتات الأمة، وجعلت المستحيل ممكنا، والخيال واقعا، وفي زمن قياسي في عهدكم الكريم تحولت الأقوال إلى أفعال، وأصبح الحلم حقيقة، حفظ الله المسلمين وألف بين قلوبهم، وجمعهم على الحق، وقذف في قلوب أعدائهم الرعب، إنه ولي ذلك والقادر عليه.