أحمد الهلالي

هموم المواطنين بين البلدية والتعليم!

الأربعاء - 16 مارس 2016

Wed - 16 Mar 2016

من حق القارئ أن يبحث عن كل نافذة توصل صوته، وقد رأى بعض قرائي أن زاويتي نافذة تستوعب آمالهم وتنقلها إلى المسؤول، وعليّ واجب الاستجابة لرسائلهم التي تحمل مطالب عامة عادلة لا تضر أحدا، ولا تشوه منجزا وطنيا، ولا معتقدا ولا عرقا، وسأجمع كل فترة ما يصلني لأضع ما أراه مناسبا في مقالة كهذه، ولست صاحب السبق في هذا المضمار، فمنذ (كانت الحصى خبزا) والكتّاب يسخّرون بعض أعمدتهم نوافذ لآمال قرائهم، ولكني -أيضا- لن أنشر إلا لقراء معروفين، أستطيع الإحالة إليهم حين تقتضي الحاجة. الرسالة الأولى من أكاديمي معروف من منطقة الباحة، يشكو موقف مدير بلدية المندق الرافض لنصب علم المملكة العربية السعودية على أعلى جبل بالمحافظة، رغم موافقة سمو أمير المنطقة حسب الرسالة، واحتجاج المرسل بمشاهداته في تركيا التي تزين معظم جبالها بعلم الدولة، وأرى المطلب عادلا ونبيلا ما دام لا يؤثر على مصلحة عامة أو خاصة، ولذات القارئ أيضا وجهة نظر حول الطريق (التهامي) الذي يوصل لقرى (عنازة والجماجم والنشم) وبقية القرى التابعة لمحافظة (قلوة)، ويذكر أن الطريق كلف الملايين، وقبل الانتهاء من أعماله اجتثته السيول، والسبب في ذلك حسب المرسل أن المهندسين لم يستمعوا إلى آراء الأهالي فيخططوا الطريق من تحت الجبال بعيدا عن الوادي، بل أصروا على تحدي الطبيعة وإنشائه وسط الوادي، وقد أخذت الشركة المنفذة مستحقاتها، ولا يزال المواطنون بلا طريق يرددون (يا ليل ما أطولك)!! وقد سبق أن كتبت مقالة عن قضية مشابهة، فطريق في قرية (مراج) التابعة لمحافظة الليث نصبه المهندسون من وسط الوادي، وحذرهم الأهالي لكنهم أصروا على رؤيتهم، فلم يلبث الطريق إلا فترة وجيزة، حيث أتى السيل على بنيانه من القواعد ودمره تدميرا، كأن لم يغن بالأمس، وهذا في نظري يرجع إلى ضعف بعض الكوادر الهندسية في قراءة الطبيعة والبيئة، ومن استهان بالطبيعة ولم يحترمها، ستكون ضد طموحاته ومخططاته، وليت وزارة النقل والبلديات تتنبه تحديدا لهذه النقطة الجوهرية في إنشاء الطرق، وألا تضع الملايين ومصالح المواطنين إلا في أيدي مهندسين أكفاء (بدون شدة)، وأن تكون الخبرة والمهنية فيصلا في هذه الحالة، أو أن ترسل لجانا تناقش التقارير الأولية للتخطيط قبل التنفيذ ثم الندم أو (الفشلة)!! أما القضية الثانية فتتعلق أيضا بالبلدية، من رئيس مجلس بلدي رنية، الذي ينقل شكوى مواطني مركز (الأملح) برنية، إذ يفصلهم وادي رنية الكبير عن المحافظة، حيث المدارس والكلية والحركة التجارية والدوائر الحكومية الرئيسية، فتقدموا بطلب إنشاء جسر يربطهم بالمحافظة، ويحميهم من مخاطر السيل والانقطاع، وقد وجهت الوزارة باعتماده في ميزانية العام المنصرم، وكذلك تقدم أحد أعضاء المجلس البلدي الحالي بورقة عمل حول ذات الموضوع، ووقعوا مع رئيس البلدية على محضر الجلسة وتنفيذ ما اتفقوا عليه، لكن رئيس البلدية بعدها فاجأهم برفض المشروع وطلب عرضه في جلسة أخرى، وأن يعامل حسب صلاحية المجلس، ويطالب رئيس مجلس بلدي رنية بضرورة إنفاذ المشروع عاجلا خدمة لأهالي المركز، وكذلك النظر بجدية إلى قرارات المجلس التي تتم بالتوافق بينه وبين البلدية، وتصب في خدمة المواطنين وتنمية المحافظة. أما الرسالة الثالثة فيوجهها مواطن إلى مدير تعليم محافظة الليث/ ومكتب تعليم أضم، وقد ضمنها طلبات المواطنين في قرية أم حطب وما يجاورها بضرورة افتتاح فصول للمرحلة الثانوية، وقد تقدم الأهالي حسب المرسل بأكثر من طلب لإدارة تعليم الليث، لكن دون إجابة، ولوعورة الطرق وخطورتها أثناء السيول، وبُعد المدارس الثانوية عن قراهم؛ فإنهم يأملون إنهاء معاناتهم عاجلا، وكذلك وجه الرسالة إلى بلدية أضم بإيصال السفلتة والخدمات إلى قراهم في (أم حطب/ والكفو/ وملحة) التي يغيب عنها كثير من مظاهر التنمية. والرسالة الأخيرة من أكاديمي يتساءل بحرقة عن التمييز بين الطالب وأستاذه، وبحسب رسالته فإن الطالب الذي يتخرج طبيبا يحصل على بدل سكن يعادل (50) ألف ريال، بينما أستاذه البروفيسور في التشريح يسكن على حسابه الخاص، ويطالب المرسل وزارة التعليم والجامعات أن يتعاملوا مع هذه القضية كتعامل جامعة الملك خالد التي أنصفت أساتذتها وحلت الإشكالية، التي تزعج أساتذة في جامعات أخرى، ولا يزال الأكاديمي يتساءل عن النظام الجامعي الجديد بعد الدمج، وانتظار الجامعات للأنظمة الجديدة والمدراء الجدد. ختاما: يظل الوطن عش مواطنيه الدافئ، همهم الأكبر أمنه ثم رفاهه وتذليل الصعوبات التي تواجه معاشهم، وجل مطالباتهم تصب في المصلحة العامة والتنمية، ولا أشك مطلقا أن المسؤول يلتقي معهم في ذات الهم؛ لأنه بالدرجة الأولى مواطن تحمّل عبء المسؤولية، وسيعود إلى موقعه قبل المسؤولية بعد أداء واجباته الوطنية. [email protected]