مانع اليامي

السيد سيد

الأربعاء - 16 مارس 2016

Wed - 16 Mar 2016

.. يتجول بين مواقع التواصل الاجتماعي، يجمع من هنا ومن هناك بالجملة والمفرق، وفي نهاية المطاف يحشو النافذة الالكترونية بكتلة من الشاردات الواردات. يخيل للمتأمل أن السيد سيد في مؤتمر صحفي مثير أو على وشك الكشف عن سر سياسي خطير. وربما إنجاز طبي هائل لولا أن سرعة انتقاله على ذات الخط الزمني إلى مواضيع مغايرة في الشكل والمضمون تحول دون ذلك، حيث لا يفوته التفتيش في المناسبات عامها وخاصها، أحيانا يدور الأخبار بالزيادة التي ترضي فضوله وأحايين أخرى يتفنن في تمديد المساحة لنبش التفاصيل على هواه وتبرير بعض الأحداث بطريقته الذاهبة الراجعة بأسفار وبلا أسفار.

هو يتنفس هواء الطيبة ومن صنف المرحب به في غالب الأوقات، وبالذات التي يتعكر فيها مزاج القوم أو عند من يغلبهم الصمت حيرة، وما أكثر اللحظات الموجبة للصمت والحيرة وتقلب المزاج في وقتنا الحالي.. هكذا تبدو بعض ملامح سيرة «سيد» في عيون من عرفوه أو تواصلوا معه ولا سبيل لإنكار نقاء سريرته في كل الأحوال، فهو بشبه الإجماع من القادرين بعفوية على تقديم أنفسهم كما هم دونما إضافات مفتعلة كما يفعل الغير من أصحاب الشدوق المزبدة بعبارات تضخيم الذات والقفز على الواقع.

نعم السيد، سيد في نظري وبكل حالاته لا يرقى إلى مستوى تأثير أولئك المتكئين على أرائك الكلام المستهلك المبالغين في كل شيء، هم وحدهم الأتقياء وهم الأنقياء، وهم من أهل الطليعة، وكأنك بالشخص منهم واحد في ثلاثة أو أكثر.

خلاصة القول أن شريحة واسعة من المجتمع في حاجة لمراجعة النفس، بصراحة أكثر، ثمة ضرورة تدعو إلى النزول إلى الأرض والمسير عبر قنوات الواقع ومنافذه بعيدا عن المزايدات المتورمة أو المبالغات التي لا تنتهي سوى إلى مغالطة النفس وتضليل الآخرين، لا يوجد مجتمع ملائكي. هذا قول صحيح، لكنه لا يلغي وجود مجتمعات يسودها التوازن النفسي ففضلت تلمس الواقع وسرت به وغدت إلى الأفضل فازدهر حاضرها وقوي عودها لمصافحة المستقبل والشواهد كثيرة.

في الختام، قناعتي أن المجتمعات التي تقفز على واقعها تطول مراوحتها في مكانها، مثلها مثل المجتمعات التي يطويها المديح في أكمامه ويذهب بها بعيدا إلى لا شيء أكثر من الاستعراضات المثيرة للسخرية، ومنها الاستعراض الذي يحقن في أقل نتائجه ذهنية الأجيال الجديدة بالفراغ ويقدمها للمستقبل على ظهر خيال المنزلة ووهم المكانة.

تكثر الملاحظات المجافية للواقع ويسهل تدوينها في حراك بعض المجتمعات وقد فتحت الساحة ذراعيها لاستقبال المغالطات التي لا تتردد في تشويه التاريخ وطعن خاصرة الجغرافيا. في النهاية يبقى المنطق كما هو متعارف عليه،»وسيلة العقل للتعرف على الصواب وتجنب الخطأ» فتشوا جيوب الواقع وأكثروا من المنطق تفلحوا.. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]