ولدي حساس
دبس الرمان
دبس الرمان
الثلاثاء - 15 مارس 2016
Tue - 15 Mar 2016
ها نحن نصب جل اهتمامنا وجميع طاقاتنا في أن نوفر لأولادنا كل أسباب الراحة وسبل العيش الهانئ، فها هي أفضل المدارس، وها نحن نستدين لنكفي مصاريفها التي تزداد عاما بعد عام. وها نحن نركض لشراء احتياجاتهم من أفضل الشركات، فنحن لا نتحمل أن يكون شعار التمساح موجودا على قميص ابن جارنا وليس على قميص ابننا حتى لا يتعقد. وها هي أحدث الأجهزة وأغلاها وأفضل البرامج والسفرات ولو بالدين والتكلفة والمشاكل والضغط باقي الأيام. فالأهم الأهم ألا يشعروا بالحرمان، وأن تكون إنجليزيتهم جيدة وأن يتخرجوا في أفضل المدارس ويدخلوا أفضل الجامعات، ومن ثم لأفضل الوظائف التي توفر لهم المكانة الاجتماعية المرموقة والعيش الهانئ، ولن نسمح لأحد بأن يمسهم، فلو أن المدرس رفع صوته فالويل له، ولو أن زميله جرح مشاعره فالويل له، فكيف نسمح لهم بأن يعقدوا أولادنا!
الخجل، نعم الخجل هو أقل كلمة يجب أن نشعر بها حين نسمع بقصة حنان حاروب الفلسطينية التي نشأت في مخيم للاجئين بالقرب من بيت لحم، ومن ثم أصبحت معلمة، ولكن ليس أي معلمة، بل معلمة تفننت وأبدعت وأحسنت في عملها من خلال اختراعها لألعاب ووسائل ساعدت من خلالها أطفالها الذين يمرون بظروف قاهرة وقاسية وعنيفة بسبب عيشهم في منطقة حرب واحتلال. ومن ثم كانت لحنان الجرأة والثقة لترشح نفسها لمسابقة المعلم الأفضل في العالم، لتفوز بالجائزة وتتهادى فوق المسرح بثوبها الفلسطيني الجميل، لاستلام جائزتها في وسط ذلك الجمع الغفير من جميع دول العالم ومنها دول العالم الأول التي توفر أفضل الأنظمة التعليمية والظروف التربوية.
ما بين ردات فعلنا على قسوة طفولتنا بالمبالغة في الحماية وتوفير الرفاهيات لأولادنا. وما بين غرقنا في اجترار مآسيها وجعلها شماعة نعلق عليها كل قصورنا أو تجاوزاتنا، نسينا أن نتحمل المسؤولية نحو أنفسنا ومصائرنا، وأن نزرع في أولادنا الاعتمادية وصنع الأفضل مما يتوفر لهم، نسينا أن ما يخلق الإنجازات والهمم والشخصيات المؤثرة ليس المال، ولا أفضل ما في الدنيا من أشياء، ما يصنعه قد يكون شعور الأطفال بأمهم وقد اعتمرت الإيمان وكانت لهم القدوة ورمز الصمود، أو رؤيتهم لوالدهم يسعى في الأرض ليعود فيحتضن نفوسهم بكل حبور، أو مجتمع يسمح لهم بتنفس الأحلام، والإيمان بأنهم قادرون على صنع مصائرهم رغم كل الحدود، وقد تكون القسوة، والظروف الصعبة التي استنفرت فيهم غريزة البقاء، ومساعدة المقهور، وربما لا شيء مما سبق، بل فقط نفسٌ أدركت بالفطرة بأن سعيها سوف يُرى، وأنها قادرةٌ على صنع الوجود.
الخجل، نعم الخجل هو أقل كلمة يجب أن نشعر بها حين نسمع بقصة حنان حاروب الفلسطينية التي نشأت في مخيم للاجئين بالقرب من بيت لحم، ومن ثم أصبحت معلمة، ولكن ليس أي معلمة، بل معلمة تفننت وأبدعت وأحسنت في عملها من خلال اختراعها لألعاب ووسائل ساعدت من خلالها أطفالها الذين يمرون بظروف قاهرة وقاسية وعنيفة بسبب عيشهم في منطقة حرب واحتلال. ومن ثم كانت لحنان الجرأة والثقة لترشح نفسها لمسابقة المعلم الأفضل في العالم، لتفوز بالجائزة وتتهادى فوق المسرح بثوبها الفلسطيني الجميل، لاستلام جائزتها في وسط ذلك الجمع الغفير من جميع دول العالم ومنها دول العالم الأول التي توفر أفضل الأنظمة التعليمية والظروف التربوية.
ما بين ردات فعلنا على قسوة طفولتنا بالمبالغة في الحماية وتوفير الرفاهيات لأولادنا. وما بين غرقنا في اجترار مآسيها وجعلها شماعة نعلق عليها كل قصورنا أو تجاوزاتنا، نسينا أن نتحمل المسؤولية نحو أنفسنا ومصائرنا، وأن نزرع في أولادنا الاعتمادية وصنع الأفضل مما يتوفر لهم، نسينا أن ما يخلق الإنجازات والهمم والشخصيات المؤثرة ليس المال، ولا أفضل ما في الدنيا من أشياء، ما يصنعه قد يكون شعور الأطفال بأمهم وقد اعتمرت الإيمان وكانت لهم القدوة ورمز الصمود، أو رؤيتهم لوالدهم يسعى في الأرض ليعود فيحتضن نفوسهم بكل حبور، أو مجتمع يسمح لهم بتنفس الأحلام، والإيمان بأنهم قادرون على صنع مصائرهم رغم كل الحدود، وقد تكون القسوة، والظروف الصعبة التي استنفرت فيهم غريزة البقاء، ومساعدة المقهور، وربما لا شيء مما سبق، بل فقط نفسٌ أدركت بالفطرة بأن سعيها سوف يُرى، وأنها قادرةٌ على صنع الوجود.