فهيد العديم

حكاية العاج.. جامعة حائل أيضا!

الثلاثاء - 15 مارس 2016

Tue - 15 Mar 2016

في الفترة الأخيرة أصبحت أخبارنا الجادة غارقة في السخرية، وأصبحنا غارقين في الحيرة، نحاول أن نستوعب ونفشل، وقد اقترحت من قبل أن تدرج علامتا الاستفهام والتعجب في نهاية «المانشتات» الرئيسية في الصحافة، فبعض الأخبار ينبغي أن تنتهي بعلامة تعجب أو استفهام، أو حتى أيقونه تعبر عن الاندهاش أو الحيرة، أو حتى إشارة من إحدى أصابع اليد تعبر عن النزق والتمرد.

في الأسبوع الماضي تناقلت الصحف المحلية خبرا عن إحباط ميناء ضباء محاولة تهريب كمية من العاج «أنياب الفيلة» إلى خارج المملكة!، توقفوا قليلا وفكروا.. طيب.. الفيلة السعودية أين تعيش؟ الجواب: لا توجد فيلة في السعودية – على الأقل في المعنى الحرفي! - إذن كيف يهرب العاج؟ أو كيف (تنتج) السعودية عاجا رغم أن الفيلة لا توجد حتى في حدائق الحيوان؟!، أتمنى أن لا يتنبه القائمون على اختبارات (القياس والقدرات) لهذه الأسئلة.. أم إن الفيلة في العالم أصبحت (تجميع) أي ماكينة هندية والإكسسوارات صناعة سعودية؟!

وواصلوا طرح الأسئلة الجادة، لكن انتبهوا من الخبثاء الذين يسألون: أعندك شك في أن الله قادر على إيجاد ناب فيل بدون وجود فيل؟ مثل هذا السؤال يبحث عن إيجاد منكر كي يقوم بالاحتساب ضده!

وغير بعيد عن أسئلة الفيلة، أعلنت لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم بمنطقة حائل (تراحم) عن دعوتها لعدد ممن يسبق أسماءهم لقب (شيخ) في فعاليتها المصاحبة لرالي حائل، الشيوخ الأربعة اثنان منهم يحملان مؤهل دكتوراه (وهمية)، فأحدهما صاحب اكتشاف اللحوم التي تقتل الحيوانات المنوية الذكورية، حيث يصدرها الغرب للمسلمين كي يكون نسلهم من البنات فقط، والدكتور الآخر هو المستشار الأسري الشهير الذي جعل متصلا يطلق زوجته على الهواء، وهو ذاته الذي يغرد – ساخرا - بمعادلة رياضية، ثم يختم تغريدته بقوله: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع..)، وثالثهما شيخ شهير بتفسير الأحلام، وهو صاحب اكتشاف (خلطة وزيت مقري تحاميل) كما يقول، ورابعهم لا ينازعه بالشهرة إلا (زبيريته) التي يصور معها دائما مهددا بها خصومه، بالإضافة لرأيه الشهير بتعليم الفتيات في المدارس الرسمية، والآن فكروا على طريقة العاج الذي يُهرب دون وجود أفيال، ما الرسالة التي تريد (تراحم) أن يوصلها هؤلاء للناس؟

لنحسن الظن بـ(تراحم) ونقول إنهم دعوا هؤلاء لأنهم (يطلعون دايم في التلفزيون) وأحسنوا بهم الظن، لكن ماذا نقول عندما يستقبل مدير صرح أكاديمي كجامعة حائل أحد هؤلاء الدكاترة (الوهميين) ويلتقط معه الصور ويشرح له مدير الجامعة – كما يقول – اهتمام الجامعة في الأمن الفكري!

أيضا ما الرسالة التي تصل لطلاب الجامعة؟ سأحسن الظن وأقول بأن طالب الجامعة لن يقول: (شف يا بعد حيي اللي كدوا ليل ونهار وأخذوا دكتوراه حقيقية ما حد درى عنهم وجالسين عاطلين، واللي أخذها من قاصرها وارتاح واشترى شهادة شف كيف يُستقبل).. وعندها سأقول: (بهذي فلجتن يالعزوه)!

[email protected]