من لا يملك لمن لا يستحق
الاثنين - 14 مارس 2016
Mon - 14 Mar 2016
هناك مثل باللهجة الخليجية الدارجة يقول (طلقها وأخذ أختها، قال الله يلعنها ويلعن أختها)، لذلك كانت عاصفة الحزم واليوم رعد الشمال، فتجاربنا مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتحديدا منذ 2003 تستوجب منا التوجس قبل الحذر. فافتتان الأمريكان بمفردة «ستان» أي (موطن عرقي لأحد الأعراق البشرية) ضيع العراق، وهي لا تزال ماضية في تطوير ذلك المفهوم جيوسياسيا على أساس عرقي وطائفي من العراق شمالا إلى اليمن على بحر العرب جنوبا، منتجة أو محفزة «سنة ستان» هنا أو «شيعة ستان» هناك.
وفي حال قبولنا بذلك هناك، علينا التحضر لقبوله هنا، لأن مخرجات ذلك الواقع من جغرافيا سياسية ستضع القوى الإقليمية «السنية» من المنظور الأمريكي الإسرائيلي في مواجهة بعضها سياسيا قبل جغرافيا، وقد اختبرنا ذلك إبان الربيع العربي، وخبرنا ما أنتجت من عناصر توتر لم تسهم في دعم الاستقرار.
الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط تقوم على دعامتين، أمن إسرائيل ومصالح الأمن القومي الأمريكي، ولقياس ذلك سنستعرض موقفين، الأول يتمثل في الرؤية الإسرائيلية لمستقبل سوريا من خلال الورقة المقدمة من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون في مؤتمر الأمن بميونخ، حيث قال «نحن نستطيع أن نصنع عجة من البيض، لكننا لا نستطيع أن نصنع بيضا من العجة»، وتتطابق تلك الرؤية والرؤية الأمريكية التي عبر عنها سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون برأي، نشرت في 18 ديسمبر الماضي في صحيفة النيويورك تايمز، حيث تناول النسخة المعدلة لمشروع الشرق الأوسط الجديد، واقترح إنشاء «استانات» متعددة تكون تحت وصايات مباشرة تنتج جغرافيا سياسية قابلة للاستدامة.
فالسفير بولتون يرى بأن «يُقتطع» ثلث العراق بالإضافة «لثلث» سوريا، أي الأنبار وبادية الشام وإعلانها دولة (سنة - ستان) تكون تحت الوصاية والرعاية السعودية. وأن يتقبل الجميع الاعتراف بـ»كردستان» وطنا قوميا للأكراد، والذي سيكون له نصيب من أرض سوريا كذلك.
والسفير بولتون عرج في مستهل المقال كعادته مسفها استراتيجية أوباما الشرق أوسطية، وتحديدا في حربه ضد داعش قائلا «عندما تبنى الاستراتيجيات يجب وضع ما يناسبها من تكتيكات»، ونحن بدورنا نسأل: هل الاستانات المقترحة ستؤسس لاستقرار حقيقي في المنطقة؟، لأن هذه الرؤية إن كانت تنبئ بشيء، فهو طمأنة طرفين هما إسرائيل وإيران أولا وأخيرا، وتغيب «جغرافيا» سوريا سوف ينتج «دروز- ستان» في الجولان وما جاورها من لبنان «مسيح - ستان».
وفي حال القبول بالدولة العلوية الساحلية ضمن الحلول «الأقل ضررا»، فنحن أمام واقع سيفرض إلغاء لبنان مهد مشروع دولة الطوائف أساسا.
رعد الشمال يتعدى الأهداف المعلنة، حيث سيكون أهمها فرض الاستقرار في حوض الهلال الخصيب أو التحفيز عليه بتوفير الآليات المطلوبة لتنفيذ إرادة الشرعية الدولية.
ما تقدم سوف يفرض على المجتمع الدولي اتخاذ موقف أكثر مسؤولية من مبادرة السلام السعودية، لأنها المخرج الوحيد من عتمة الشرق الأوسط القائمة. وفي حال عدم توفر شركاء حقيقيين لذلك المشروع، فعلينا فرض رؤيتنا لشرق أوسط جديد قادر على تحقيق الحد الأقصى الممكن من الاستقرار طويل المدى لصالح كل دولة. فنحن ندرك أن لا صقور هناك ولا حمائم في مؤسسات صنع القرار الأمريكي حيال الشرق الأوسط العربي، وإن اعتقد البعض أن وصول الجمهوريين للبيت الأبيض قد ينتج عنه تغيير في سياسات البيت الأبيض حيال ملفاتنا فهو واهم.
وفي حال قبولنا بذلك هناك، علينا التحضر لقبوله هنا، لأن مخرجات ذلك الواقع من جغرافيا سياسية ستضع القوى الإقليمية «السنية» من المنظور الأمريكي الإسرائيلي في مواجهة بعضها سياسيا قبل جغرافيا، وقد اختبرنا ذلك إبان الربيع العربي، وخبرنا ما أنتجت من عناصر توتر لم تسهم في دعم الاستقرار.
الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط تقوم على دعامتين، أمن إسرائيل ومصالح الأمن القومي الأمريكي، ولقياس ذلك سنستعرض موقفين، الأول يتمثل في الرؤية الإسرائيلية لمستقبل سوريا من خلال الورقة المقدمة من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون في مؤتمر الأمن بميونخ، حيث قال «نحن نستطيع أن نصنع عجة من البيض، لكننا لا نستطيع أن نصنع بيضا من العجة»، وتتطابق تلك الرؤية والرؤية الأمريكية التي عبر عنها سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون برأي، نشرت في 18 ديسمبر الماضي في صحيفة النيويورك تايمز، حيث تناول النسخة المعدلة لمشروع الشرق الأوسط الجديد، واقترح إنشاء «استانات» متعددة تكون تحت وصايات مباشرة تنتج جغرافيا سياسية قابلة للاستدامة.
فالسفير بولتون يرى بأن «يُقتطع» ثلث العراق بالإضافة «لثلث» سوريا، أي الأنبار وبادية الشام وإعلانها دولة (سنة - ستان) تكون تحت الوصاية والرعاية السعودية. وأن يتقبل الجميع الاعتراف بـ»كردستان» وطنا قوميا للأكراد، والذي سيكون له نصيب من أرض سوريا كذلك.
والسفير بولتون عرج في مستهل المقال كعادته مسفها استراتيجية أوباما الشرق أوسطية، وتحديدا في حربه ضد داعش قائلا «عندما تبنى الاستراتيجيات يجب وضع ما يناسبها من تكتيكات»، ونحن بدورنا نسأل: هل الاستانات المقترحة ستؤسس لاستقرار حقيقي في المنطقة؟، لأن هذه الرؤية إن كانت تنبئ بشيء، فهو طمأنة طرفين هما إسرائيل وإيران أولا وأخيرا، وتغيب «جغرافيا» سوريا سوف ينتج «دروز- ستان» في الجولان وما جاورها من لبنان «مسيح - ستان».
وفي حال القبول بالدولة العلوية الساحلية ضمن الحلول «الأقل ضررا»، فنحن أمام واقع سيفرض إلغاء لبنان مهد مشروع دولة الطوائف أساسا.
رعد الشمال يتعدى الأهداف المعلنة، حيث سيكون أهمها فرض الاستقرار في حوض الهلال الخصيب أو التحفيز عليه بتوفير الآليات المطلوبة لتنفيذ إرادة الشرعية الدولية.
ما تقدم سوف يفرض على المجتمع الدولي اتخاذ موقف أكثر مسؤولية من مبادرة السلام السعودية، لأنها المخرج الوحيد من عتمة الشرق الأوسط القائمة. وفي حال عدم توفر شركاء حقيقيين لذلك المشروع، فعلينا فرض رؤيتنا لشرق أوسط جديد قادر على تحقيق الحد الأقصى الممكن من الاستقرار طويل المدى لصالح كل دولة. فنحن ندرك أن لا صقور هناك ولا حمائم في مؤسسات صنع القرار الأمريكي حيال الشرق الأوسط العربي، وإن اعتقد البعض أن وصول الجمهوريين للبيت الأبيض قد ينتج عنه تغيير في سياسات البيت الأبيض حيال ملفاتنا فهو واهم.