من مكتب (كاتيا) إلى سنة أولى حصار!!
بعد النسيان
بعد النسيان
الاثنين - 14 مارس 2016
Mon - 14 Mar 2016
أكثر ما وفق إليه منظمو معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام هو الشعار القائل: «الكتاب ذاكرة لا تشيخ»! ولشدة التوفيق ـ ما شاء الله لا قوة إلا بالله ـ لا تستطيع الجزم بالضبط: هل المنظمون الملهمون هم الذين قرؤوا ظاهرة أن كثيراً من الكتاب السعوديين جنحوا في العامين الأخيرين إلى كتابة السير الذاتية أو ما يشبهها؟ أم إن الكتاب السعوديين (المكبوتين) هم الذين فهموا غمزات الرقيب للرقابة؛ وأدركوا بكامل إرادتهم أن الكتب الجادة ستأخذ من الوقت والأعصاب الشيء الكثير، قبل أن تمنع أو يلحق بها ما يفوق صفحاتها من الملحوظات! وأيقنوا في النهاية أنهم لا يمونون إلا على أنفسهم؟!
ولكن هناك كتاباً مشاكسين، كالبروفيسور (سعيد فالح الغامدي) عرفوا كيف يجعلون من السيرة الذاتية أو الذكريات: عباءة على الرأس، لا يجرؤ الرقيب على نزعها وكشف ما تحتها؛ وإلا لاستفز نصيره الوحيد (جمس بوند)؛ ليَنُطَّ على ظهره بتهمة التحرش بالمحصنات الغافلات! ولا يمكن لكاتب أن يفعل ذلك إلا بالسخرية (الثوعية)؛ نسبة إلى (سعد الثوعي الغامدي) الذي أسس، في الثمانينات الميلادية، مدرسة في السخرية لا تستطيع أن تفرِّق بين جدها وهزلها، وتتميز بسرعة الانتقال من موضوع إلى آخر، كما يقول البروفيسور (سعيد) ويجسدها في كتابه الممتع المدهش (من مكتب كاتيا إلى سنة أولى حصار)!
ورغم أن الكتاب يحوي فصولاً لا علاقة عضوية بينها؛ إلا أنها جاءت متجانسةً لا يمكن اجتزاء بعضها عن بعض، من الغلاف الأمامي/ اللوحة التي أبدعها المقام الحجازي (يحيى با جنيد)، إلى الغلاف الخلفي الذي يحمل صورة طفلته (هدى) التي خطفها الموت من بين يديه؛ والسبب كما يقول: «لأَنِّي مواطن لا أملك ثمن علاجها... بل لأَنِّي مواطن لا أملك ثمن أجرة سيارة تنقلها بسرعة إلى المشفى لإسعافها.. فقد ماتت»! ثم يضيف: «من مثلك يا هدى؟ تملكين مساحة على غلاف كتاب»؟
ولكن هذا لا يبيح له ـ وهو المعلم المزمن ـ الخطأ الإملائي الفادح بكتابة (مواطن) بالنون، وهي كما تعلمون: (مواااطٍ) بالتنوين!
أما أهم النتائج (العلمية) في الكتاب، وهي التي ربما (بَرْفَسَتْه) فهي: تحديده عمر الشعب السعودي بـ(صفرٍ) من السنوات؛ إن لم يكن بسالب عمر نوح! كييييف؟ اقرأ الكتاب ولن تندم!!
[email protected]
ولكن هناك كتاباً مشاكسين، كالبروفيسور (سعيد فالح الغامدي) عرفوا كيف يجعلون من السيرة الذاتية أو الذكريات: عباءة على الرأس، لا يجرؤ الرقيب على نزعها وكشف ما تحتها؛ وإلا لاستفز نصيره الوحيد (جمس بوند)؛ ليَنُطَّ على ظهره بتهمة التحرش بالمحصنات الغافلات! ولا يمكن لكاتب أن يفعل ذلك إلا بالسخرية (الثوعية)؛ نسبة إلى (سعد الثوعي الغامدي) الذي أسس، في الثمانينات الميلادية، مدرسة في السخرية لا تستطيع أن تفرِّق بين جدها وهزلها، وتتميز بسرعة الانتقال من موضوع إلى آخر، كما يقول البروفيسور (سعيد) ويجسدها في كتابه الممتع المدهش (من مكتب كاتيا إلى سنة أولى حصار)!
ورغم أن الكتاب يحوي فصولاً لا علاقة عضوية بينها؛ إلا أنها جاءت متجانسةً لا يمكن اجتزاء بعضها عن بعض، من الغلاف الأمامي/ اللوحة التي أبدعها المقام الحجازي (يحيى با جنيد)، إلى الغلاف الخلفي الذي يحمل صورة طفلته (هدى) التي خطفها الموت من بين يديه؛ والسبب كما يقول: «لأَنِّي مواطن لا أملك ثمن علاجها... بل لأَنِّي مواطن لا أملك ثمن أجرة سيارة تنقلها بسرعة إلى المشفى لإسعافها.. فقد ماتت»! ثم يضيف: «من مثلك يا هدى؟ تملكين مساحة على غلاف كتاب»؟
ولكن هذا لا يبيح له ـ وهو المعلم المزمن ـ الخطأ الإملائي الفادح بكتابة (مواطن) بالنون، وهي كما تعلمون: (مواااطٍ) بالتنوين!
أما أهم النتائج (العلمية) في الكتاب، وهي التي ربما (بَرْفَسَتْه) فهي: تحديده عمر الشعب السعودي بـ(صفرٍ) من السنوات؛ إن لم يكن بسالب عمر نوح! كييييف؟ اقرأ الكتاب ولن تندم!!
[email protected]