ولد حامد بن حسين دمنهوري بمكة المكرمة 1340هـ، ودرس في مدارسها حتى تخرج من المعهد العلمي السعودي عام 1358، ليسافر بعدها إلى مصر ملتحقا بكلية دار العلوم بالقاهرة، ومنها حصل على الدبلوم سنة 1363، والتحق بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية والتي كانت تسمى جامعة فاروق الأول، وحصل منها على ليسانس الآداب بتقدير جيد جدا.
ليعود بعد ذلك إلى السعودية مشاركا في الحركة التعليمية والثقافية التي كانت تتبلور في تلك الفترة، فدرس في مدرسة تحضير البعثات ثم في المدرسة النموذجية بالطائف، ومنها انتقل إلى وظيفة مفتش بديوان النيابة، فمفتش عام مساعد بوزارة الداخلية.
وانتقل إلى وزارة المعارف حتى أصبح وكيلا للشؤون الثقافية بها، إضافة إلى عمله منتدبا في إدارة الإذاعة السعودية، وعضويته في مؤسسة اليمامة الصحفية، وإشرافه فترة من الزمن على تحرير مجلة المعرفة مع الكتابة فيها، كما عمل لفترة مديرا للبعثات السعودية في القاهرة.
عرفت عنه السماحة في التعامل، ومد يد العون إلى من يعرفه ولا يعرفه، ونجاحه في الأعمال التي توكل إليه، واهتمامه بتنمية الوطن وتربية الأجيال، لذلك نجده يقول في مقال له بعنوان: رسالة المعلم في عصر الذرة «إن المهمة الأولى التي يجب أن يقوم بها المعلم ويرعاها حق الرعاية هي تربية شخصية التلميذ وتنمية مداركه العقلية، وتهذيب دوافعه النفسية والوجدانية، وهو مكلف بإتاحة الفرص أمام تلاميذه لفهم الحياة والتعرف على هذا الكون الزاخر».
ورغم الحياة الوظيفية الناجحة، لم ينشغل دمنهوري عن الحياة الأدبية، فنجده مشاركا بعدد من المقالات في عدد من الصحف والمجلات، إلى جانب نظمه للشعر، وكتابته بعض الأبحاث في المجلات في المجال الأدبي والتربوي.
ومن بديع شعره قصيدته الموسومة بعودة الماضي، والتي يقول في بعض أبياتها:
هذا هو الماضي الذي أثرت شجونه
حرى أكبادها بقلبي الموجع
وهياكل الأحلام أضناها الأسى
فوأدتها حيرى تئن بأضلعي
وشتات آمال بقين حطمتها
وذروتها نهب الرياح ببلقع
أذكرت آمالا غرست غصونها
وتركتها بيديك لم تتفرع
كالكهل ناء بحمله متوكئا
يشكو الزمان بصوته المتفزع
تشكو إليه أسى اللدات وتارة
تجثو لديه كراهبات خشع
هذي أيالمياء صورة أمسنا
عبث الزمان بها ولم يتورع
لم يبق لي يومي سوى شبح الهوى ينعى لي الماضي ولا يبكي معي
وتعد روايتاه ثمن التضحية، ومرت الأيام، من أهم أعماله الأدبية، إضافة إلى كثير من المقالات، وبعض القصص القصيرة.
وصفه عبدالسلام الساسي في موسوعته الأدبية بقوله «زهرة أدباء الشباب المثالي العامل في خدمة الأمة والوطن العزيز، وكان إلى جانب ذلك قاصا يجمع بين الجزالة والغزارة». وقال عنه الأديب حسين محمد بافقيه في معرض حديثه عن الرواية في المملكة «دخل دمنهوري بالرواية السعودية عهدا جديدا نستطيع أن نصفه ونحن مطمئنون بأنه عهد الروائي المحترف».
وعنون الدكتور عبدالله الحيدري كتابه الذي جمع فيه مقالاته وشعره وقصصه بـ»ابن الثقافة وأبوالرواية حامد دمنهوري»، وأشار إلى أن الكتاب اكتسب عنوانه من زاويتين شكلتا شخصية حامد دمنهوري، الأولى منهما عمله الثقافي المتواصل، وتسنمه مناصب مهمة في الجانب الثقافي، أما الأخرى فهي شهرته الروائية الكبيرة، وأهمية أعماله في البناء الروائي في المملكة، وكونها البداية الفعلية للرواية الفنية.
ووصفه من خلال الكتاب بأنه كان يرغب في التنوير والتثقيف والتغيير من خلال نقله لتجارب الأمم المتقدمة، ونقد بعض السلوكيات في المجتمع.
أما الأستاذ عبدالله عمر خياط فسماه نجيب محفوظ الحجاز.
توفي الدمنهوري بعد حياة قصيرة بأيامها، طويلة بما قدمه، فانتقل إلى رحمة الله تعالى في شعبان 1385هـ، وهو لم يتجاوز الخامسة والأربعين من عمره في الرياض، ونقل جثمانه إلى مكة المكرمة ودفن في مقبرة المعلاة، ورثاه عدد من الأدباء والشعراء.
وممن رثاه الأديب إبراهيم فودة بقوله:
بين الشباب إلى الأخرى مسابقة
أم أنه قدر يختار أخيارا
تمشي الجموع وفي الأرواح حشرجة
والدمع ينساب للأذقان مدرارا
أحب أشياخنا فيه تواضعه
وما يفيض به ودا وإكبارا
عاشوا وحامد منهم ملتقى مهج
بنى لها الحب فيما بينهم دارا
وعقب من الأبناء هاني الذي توفي شابا في حادث مروري بعده بثماني سنوات، ومن البنات:
ثريا: حاصلة على دكتوراه في التاريخ المعاصر، وتعمل أستاذا مشاركا بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز.
فائزة: حاصلة على الدكتوراه في الاقتصاد.
عواطف: استشارية في طب الأطفال وتعمل في البحرين.
ليلى: حاصلة على الدكتوراه من بريطانيا في علم المناعة والحساسية، وتعمل أستاذا مشاركا في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك عبدالعزيز، وطبيبا استشاريا بقسم المناعة في المختبرات الطبية في المستشفى الجامعي.
[email protected]
ليعود بعد ذلك إلى السعودية مشاركا في الحركة التعليمية والثقافية التي كانت تتبلور في تلك الفترة، فدرس في مدرسة تحضير البعثات ثم في المدرسة النموذجية بالطائف، ومنها انتقل إلى وظيفة مفتش بديوان النيابة، فمفتش عام مساعد بوزارة الداخلية.
وانتقل إلى وزارة المعارف حتى أصبح وكيلا للشؤون الثقافية بها، إضافة إلى عمله منتدبا في إدارة الإذاعة السعودية، وعضويته في مؤسسة اليمامة الصحفية، وإشرافه فترة من الزمن على تحرير مجلة المعرفة مع الكتابة فيها، كما عمل لفترة مديرا للبعثات السعودية في القاهرة.
عرفت عنه السماحة في التعامل، ومد يد العون إلى من يعرفه ولا يعرفه، ونجاحه في الأعمال التي توكل إليه، واهتمامه بتنمية الوطن وتربية الأجيال، لذلك نجده يقول في مقال له بعنوان: رسالة المعلم في عصر الذرة «إن المهمة الأولى التي يجب أن يقوم بها المعلم ويرعاها حق الرعاية هي تربية شخصية التلميذ وتنمية مداركه العقلية، وتهذيب دوافعه النفسية والوجدانية، وهو مكلف بإتاحة الفرص أمام تلاميذه لفهم الحياة والتعرف على هذا الكون الزاخر».
ورغم الحياة الوظيفية الناجحة، لم ينشغل دمنهوري عن الحياة الأدبية، فنجده مشاركا بعدد من المقالات في عدد من الصحف والمجلات، إلى جانب نظمه للشعر، وكتابته بعض الأبحاث في المجلات في المجال الأدبي والتربوي.
ومن بديع شعره قصيدته الموسومة بعودة الماضي، والتي يقول في بعض أبياتها:
هذا هو الماضي الذي أثرت شجونه
حرى أكبادها بقلبي الموجع
وهياكل الأحلام أضناها الأسى
فوأدتها حيرى تئن بأضلعي
وشتات آمال بقين حطمتها
وذروتها نهب الرياح ببلقع
أذكرت آمالا غرست غصونها
وتركتها بيديك لم تتفرع
كالكهل ناء بحمله متوكئا
يشكو الزمان بصوته المتفزع
تشكو إليه أسى اللدات وتارة
تجثو لديه كراهبات خشع
هذي أيالمياء صورة أمسنا
عبث الزمان بها ولم يتورع
لم يبق لي يومي سوى شبح الهوى ينعى لي الماضي ولا يبكي معي
وتعد روايتاه ثمن التضحية، ومرت الأيام، من أهم أعماله الأدبية، إضافة إلى كثير من المقالات، وبعض القصص القصيرة.
وصفه عبدالسلام الساسي في موسوعته الأدبية بقوله «زهرة أدباء الشباب المثالي العامل في خدمة الأمة والوطن العزيز، وكان إلى جانب ذلك قاصا يجمع بين الجزالة والغزارة». وقال عنه الأديب حسين محمد بافقيه في معرض حديثه عن الرواية في المملكة «دخل دمنهوري بالرواية السعودية عهدا جديدا نستطيع أن نصفه ونحن مطمئنون بأنه عهد الروائي المحترف».
وعنون الدكتور عبدالله الحيدري كتابه الذي جمع فيه مقالاته وشعره وقصصه بـ»ابن الثقافة وأبوالرواية حامد دمنهوري»، وأشار إلى أن الكتاب اكتسب عنوانه من زاويتين شكلتا شخصية حامد دمنهوري، الأولى منهما عمله الثقافي المتواصل، وتسنمه مناصب مهمة في الجانب الثقافي، أما الأخرى فهي شهرته الروائية الكبيرة، وأهمية أعماله في البناء الروائي في المملكة، وكونها البداية الفعلية للرواية الفنية.
ووصفه من خلال الكتاب بأنه كان يرغب في التنوير والتثقيف والتغيير من خلال نقله لتجارب الأمم المتقدمة، ونقد بعض السلوكيات في المجتمع.
أما الأستاذ عبدالله عمر خياط فسماه نجيب محفوظ الحجاز.
توفي الدمنهوري بعد حياة قصيرة بأيامها، طويلة بما قدمه، فانتقل إلى رحمة الله تعالى في شعبان 1385هـ، وهو لم يتجاوز الخامسة والأربعين من عمره في الرياض، ونقل جثمانه إلى مكة المكرمة ودفن في مقبرة المعلاة، ورثاه عدد من الأدباء والشعراء.
وممن رثاه الأديب إبراهيم فودة بقوله:
بين الشباب إلى الأخرى مسابقة
أم أنه قدر يختار أخيارا
تمشي الجموع وفي الأرواح حشرجة
والدمع ينساب للأذقان مدرارا
أحب أشياخنا فيه تواضعه
وما يفيض به ودا وإكبارا
عاشوا وحامد منهم ملتقى مهج
بنى لها الحب فيما بينهم دارا
وعقب من الأبناء هاني الذي توفي شابا في حادث مروري بعده بثماني سنوات، ومن البنات:
ثريا: حاصلة على دكتوراه في التاريخ المعاصر، وتعمل أستاذا مشاركا بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز.
فائزة: حاصلة على الدكتوراه في الاقتصاد.
عواطف: استشارية في طب الأطفال وتعمل في البحرين.
ليلى: حاصلة على الدكتوراه من بريطانيا في علم المناعة والحساسية، وتعمل أستاذا مشاركا في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك عبدالعزيز، وطبيبا استشاريا بقسم المناعة في المختبرات الطبية في المستشفى الجامعي.
[email protected]