خالد عبدالرحيم المعينا

المرأة السعودية مفتاح النجاح للبلاد

الخميس - 10 مارس 2016

Thu - 10 Mar 2016

يوم الثلاثاء الثامن من مارس الحالي، احتفل العالم كله باليوم العالمي للمرأة حيث دبجت المقالات، وعرضت الأفلام الوثائقية، وقدمت المحاضرات، وعقدت الاجتماعات التي ركزت على إبراز النجاحات التي حققتها المرأة في مختلف المجالات، كما تناولت أوجه القصور، والمعوقات والأهداف التي يتعين على النساء تحقيقها في قادم الأيام.

واحتفالا بهذه الذكرى، قامت الخطوط الجوية الهندية بتسيير رحلة جوية استغرقت 17 ساعة متواصلة من نيودلهي إلى سان فرانسيسكو وكان الطيارون والملاحون، والمهندسون الجويون، وموظفو الضيافة كلهن من النساء.

وقبل ذلك بنحو أسبوع، وصلت رحلة الخطوط الملكية لسلطنة بروناي إلى جدة قادمة من دار السلام، عاصمة السلطنة، تقودها ثلاث نساء، وهذه أيضا رحلة طويلة ومرهقة.

فها هي المرأة التي كنا نخاف عليها من السفر وحدها أصبحت تقود الطائرات وتحلق عاليا فوق السحاب في رحلات طويلة ومضنية.

لقد حققت المرأة الكثير خاصة خلال العقود الثلاثة المنصرمة وتقلدت المناصب القيادية الرفيعة فأصبحت رئيسة للدولة ورئيسة لمجلس الوزراء، ووزيرة وقائدة تحدث التغيير في مجتمعها.

وفي هذا السياق نجد أن رئيس شركة البيبسي كولا العملاقة في الولايات المتحدة امرأة من جذور هندية.

ولن أبالغ وأقول إن طريق المرأة كان مفروشاً بالورود والرياحين، أو أن وضعها مثالي في المملكة ولكن ما أستطيع قوله بكل ثقة هو أن المرأة السعودية قد قطعت مشوارا طويلا منذ بداية إدخال تعليم الفتيات على يد المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز، ثم دخولها عضوا في مجلس الشورى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله – يرحمه الله -.

واستمر تقدم المرأة ممثلا في الانتخابات البلدية التي جرت مؤخرا والتي أكدت عزم وتصميم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على تمكينها وحفظ حقوقها وإعطائها مكانها اللائق في المجتمع.

إن المجتمع الذي يتجاهل نصفه ويحرمه من أبسط حقوقه الإنسانية هو مجتمع محكوم عليه بالفشل، وفي هذا قالت هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، «إن ترقية وضع النساء والفتيات سيعزز النمو الاقتصادي وسيجعل الأمم أكثر أمنا، وهذا هو الشيء الصحيح والذكي الذي يجب عمله»، وكم كانت محقة هذه المرأة!!

والمرأة السعودية تمثل جزءا لا يتجزأ من مسيرة المرأة في العالم، وهي تخطو خطوات، وإن كانت بطيئة، ولكنها واثقة إلى الأمام. ولكن يجب أن نكف عن معاملتها كطفلة غير ناضجة أو جوهرة مكنونة نخاف عليها من الهواء الطائر.

إن المرأة السعودية نالت قدرا كبيرا من التعليم العالي، وهي تمتلك القدرات الاجتماعية والمواهب المتعددة، وعليه فلا يجب أن تبقى قابعة في المقاعد الخلفية.

ويجب ألاّ نستخدم العادات والتقاليد مبررا لإبقائهن في الخلف خاصة وأن النساء السعوديات يتمتعن بالأخلاق العالية والسلوك القويم وهن قادرات على الاعتناء بأنفسهن بلا تدخل من سلطة ولي الأمر، لا سيما وهن متدينات يعرفن واجباتهن وحدودهن.

لقد طفح الكيل بالنساء السعوديات من محاولات بعض الرجال قمعهن والسيطرة عليهن وإخضاعهن لسلطانهم. وعلى هؤلاء الرجال أن يفعلوا ذك فقط لزوجاتهم وبناتهم، ولكن حتى هذا أصبح غير ممكن الآن تحت ظل القوانين الجديدة التي تمنع الإساءة إلى المرأة وقهرها بأي وسيلة كانت.

ولعل الحديث عن نضال المرأة وتاريخها حديث ذو شجون، ففي يوم من الأيام كانت ثلاث نساء بالتزامن رئيسات للجمهورية والوزراء، وهن السيدة تانسو شيلر في تركيا، وبنازير بوتو في باكستان وخالدة ضياء في بنجلاديش التي تحكمها الآن خصمتها اللدودة حسينة واجد، وجاءت بعد ذلك بفترة وجيزة السيدة ميجاواتي رئيسة لإندونيسيا (أكبر دولة إسلامية من ناحية عدد السكان المسلمين).

هؤلاء النسوة جاءت بهن إلى السلطة أغلبية مسلمة محافظة من الناخبين!

وبالمناسبة فهؤلاء النساء الرئيسات والوزيرات كن يجلسن في نفس الغرفة وعلى نفس الطاولة مع زملائهن الرجال وهم مسلمون! وكنت، وما زلت، وسأظل مؤمنا بالمرأة السعودية وبقدراتها، وإمكاناتها وبأنها مساوية للرجل إن لم تكن أكفأ منه.

ومن هذا المنبر أدعو النساء جميعا للتكاتف، والتضامن، والتعاون من أجل مساعدة أخواتهن الأخريات والأخذ بأيديهن نحو آفاق أرحب من التطور والنمو.

وأدعو الرجال أيضا إلى منح الفرصة كاملة لزوجاتهم، وبناتهم، وأخواتهم، وقريباتهم ليعشن حياة منتجة، فهن المفتاح لنجاح البلاد وتقدمها.

[email protected]