قم للطالب وفه التبجيلا

الأربعاء - 09 مارس 2016

Wed - 09 Mar 2016

في كل مرة يتم فيها تداول وانتشار مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه معلم وهو يقوم بضرب أحد الطلاب، نجد أنفسنا أمام ردود أفعال متباينة أو لنقل أمام مشهدين مختلفين، الأول: من يطالب بإيقاع أقصى العقوبة على المعلم وتأديبه ليكون عبرة لغيره من المعلمين، وهؤلاء في الغالب من خارج قطاع التعليم، وتحت الضغط والتأثير من المجتمع نرى التجاوب السريع من وزارة التعليم وتبدأ فورا وعاجلا التحقيق مع المعلم ومعاقبته.

والمشهد الآخر المعاكس والمتمثل في فئة المعلمين الذين يظهرون تعاطفهم مع زميلهم والدفاع عنه بحكم الزمالة والانتماء للمهنة، ويرون أن المعلم ما قام بهذا الفعل إلا بوجود سبب وأن الطالب ربما استفزه حتى جعله يفقد أعصابه مما دفعه لهذا التصرف.

وأنا كأب، أدرك وأقدر مشاعر أي أب يتم تعنيف ابنه والاعتداء عليه بالضرب ولا أرضى بذلك، ولا يفهم أنني مع عقوبة الضرب بل أقف بقوة ضد العنف الذي قد يمارس في مدارسنا من قبل بعض المعلين، وأعلم أن هذا الأسلوب من العقاب قد يكون له ضحايا من أبنائنا الطلاب. لكن الأسئلة التي تتردد دائما مع كل حالة، وهي أسئلة مشروعة: ماذا لو حصل العكس؟ أي المعتدى عليه هو المعلم والمعتدي هو الطالب؟ وهذا حصل بالفعل وتكرر، هل سنرى نفس التفاعل والتجاوب؟ هل ستقف وزارة التعليم مع المعلم وتدافع عنه؟ وهل ستحرص على معاقبة الطالب عقوبة شديدة ورادعة كحرصها على معاقبة المعلم، ويكون عبرة لغيره من الطلاب وليست عقوبة فيها قدر من التهاون وتبعث على السخرية؟ عقوبة تحافظ على ما تبقى للمعلم من مكانة وهيبة -إن كان هناك بقية أصلا- وتحفظ له حقه وكرامته.