قبل 26 مارس وبعده كيف كانت خارطة اليمن وكيف أصبحت؟

الخميس - 10 مارس 2016

Thu - 10 Mar 2016

لم تكن العملية العسكرية التي قادتها السعودية ودول التحالف العربي في اليمن خيارا بقدر ما كانت نجدة واضطرارا، فبلد الـ26 مليون نسمة كان على وشك أن يحكم بقوة السلاح من قبل 47 ألف حوثي يشكلون 10% فقط من سكان صعدة، قوّتهم إيران على مدار سنوات انتظارا للحظة الانقضاض على الشرعية والدستور، لتتلاشى الخيارات السلمية ويبرز خيار العملية العسكرية.

منذ سنوات كان الانقلابيون مدعومين بالمخلوع الخارج عن حسابات السلطة منذ 2011 يتحينون فرصة فرض سياسة الأمر الواقع، كما تفعل الجماعات المشابهة لأيديولوجيتهم في عدد من بلدان المنطقة العربية، فكانوا يخزنون السلاح، وتحديدا الذي تلقوا كميات كبيرة منه بعد أن فتحت طهران خطا جويا قوامه 14 رحلة يومية إلى صنعاء، وبعد أن أعدوا العدة استولوا على العاصمة اليمنية وكتبوا إعلانهم الانقلابي، قبل أن يفتح أمامهم المخلوع معسكراته ومهاجع طائراته، ليكون أول استخدام لها محاولة تصفية الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي عقب تمكنه من الفرار من واضعيه قيد الإقامة الجبرية.

جنون بمثل ذلك الذي أبداه الحوثيون ومن ورائهم المخلوع صالح، والذي قال عنه ذات يوم عبدربه منصور هادي إنه المتحكم في كل ما يجري على الأرض ولولا دعمه لما تمكن الحوثيون من فعل 20% مما فعلوه، لا تنفع معه حكمة.

ورغم ذلك سعت الدول الخليجية تتقدمها السعودية وبطلب من الشرعية في 7 مارس العام الماضي (قبل 19 يوما من انطلاقة عاصفة الحزم) لدعوة اليمنيين إلى مؤتمر برعاية خليجية تدعى إليه كل المكونات الرافضة للإعلان الدستوري من جهة، والراغبة في حفظ أمن واستقرار اليمن من جهة أخرى، إلا أن صوت الجهل كان قد استفحل ولم يعد يجدي أمامه إلا الخيارات التي يفرضها العقل، وهو ما دفع بالرئيس اليمني إلى طلب النجدة، فكانت عاصفة الحزم.

خارطة اليمن قبل 26 مارس الماضي لم تعد كما هي بعد ذلك التاريخ، وتحديدا منذ الـ15 دقيقة الأولى بعد الـ12 صباحا، إذ تمكنت القوة الجوية الضاربة التي كانت تشكل المقاتلات السعودية الجزء الأكبر من أسرابها من السيطرة على الأجواء، وفرض حظر جوي، لم يشهد أي اختراق حقيقي، عدا محاولة أو اثنتين تصدى لها التحالف، يذكر منها الطائرة الكينية التي أجبرتها مقاتلات التحالف على الهبوط بجازان، وأخرى إيرانية كسرت الحظر ومنعها التحالف من الهبوط بقصف مدرج مطار صنعاء، مما اضطرها للمغادرة.

وبموازاة الحظر الجوي انتشرت القطع البحرية لقوات التحالف لفرض حصار بحري لمنع وصول الإمدادات للحوثيين عبر المنافذ المائية، فيما قابل ذلك تكثيف الضربات الجوية لمقاتلات التحالف على الأهداف العسكرية على الأرض، مما مكنها من تدمير ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ التي سيطر عليها الحوثيون، وتحييد خطر الطائرات الحربية والصواريخ الباليستية التي مكن المخلوع الحوثيين منها، وكل ذلك في فترة لم تتجاوز 26 يوما، لتنتهي عاصفة الحزم وتبدأ إعادة الأمل، فيما استمرت وحدات الجيش السعودي والحرس الوطني وقوات حرس الحدود في تنفيذ المهام في ردع اعتداءات الحوثيين على الحدود الجنوبية من السعودية.