لماذا دقت طبول عاصفة الحزم؟

الخميس - 10 مارس 2016

Thu - 10 Mar 2016

تنقطع الطرق السياسية بقرار الحرب، فهو التلويح الأخير لمرحلة من الأخذ والرد بين طرفي النزاع تارة، وبين وكلاء النزاع وإن كانوا يستترون خلف ضمائر اللغة أو العملاء إن جاز نسب الضمائر لهم، تلويحة السلم المغادر ودقة الطبول الأولى في المعركة هما تدشين ملامح جديدة لمنطقة أريد لها أن تعيد ترتيب أولوياتها.

«مكة» حاولت أن تستقرئ الأسباب التي دفعت إلى شد رباط الحزم وإعلان المعركة فكان لا بد أن تمر هذه القراءة بتحليل عكسي يفترض عدم انطلاق المعركة وينظر في السيناريوهات المحتملة وتداعياتها على المنطقة.

4 أساسيات دفعت لدق طبول المعركة

يقول المحلل العسكري والسياسي الدكتور فهد الشليمي إن عاصفة الحزم شنت لأربعة أسباب، أولها السيناريوهات المحتملة في حال لم تشن في توقيتها المناسب، عوضا عن التأثيرات العسكرية، والتأثيرات الدبلوماسية التي ستقع في حال لم تبدأ الحرب، وأخيرا التحرك على الأراضي السورية. مشيرا في اتصال خاص بـ«مكة» إلى أن قرار الحرب يكلف الدولة الرجال والأموال وأنه قرار صعب على القادة لكنه يتخذ في حالة كعاصفة الحزم بهدف تأمين الدول لعشرات السنين.

  • السيناريوهات المحتملة في ظل عدم بدء الحرب

  • التأثير العسكري على المنطقة المترتب على بدء عاصفة الحزم

  • التأثير الدبلوماسي على المنطقة والمترتب على عاصفة الحزم

  • اتجاه التحركات على الأراضي السورية


7 تأثيرات سلبية في سيناريو عدم انطلاق عاصفة الحزم

سيطرة الحرس الثوري على مضيق هرمز

على المستوى السياسي ستصعد إيران الموقف في بعض المناطق الموجودة في دول الخليج مثل البحرين عبر دعم الجماعات المعارضة، وأيضا ستعمل على زعزعة بعض المناطق كمحاولة زعزعة المنطقة الشرقية، وزعزعة الحدود الجنوبية للسعودية، وأيضا زعزعة الكويت وبالتالي خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، وتصبح المنطقة تسير نحو المجهول في الوقت الذي تلعب فيه إيران دور المشاهد

الحد الجنوبي يشتعل تحت ذريعة تحرير الأراضي ورفض اتفاقية 1938.

الحرس الثوري الإيراني له مدمرات موجودة بالقرب من باب المندب بحكم أن اليمن ستكون تابعة لنظام الملالي في إيران.

على المستوى العالمي ستتعامل الدول الأوروبية بمنطق المصالح، فإذا تحكم نظام الملالي في طرق المواصلات وخطوطها البحرية، وخاصة طرق النفط والتجارة فلن تتعامل أوروبا مع الخليج بل مع المسيطر في المنطقة، وتحديدا الإيرانيين، وبالتالي سينشأ شق سياسي ويتحول الاهتمام والتأثير السياسي إلى نظام الملالي في إيران.

وجود البحرية الإيرانية والمدمرات الإيرانية بالقرب من مدخل قناة السويس، وهي أهم ممر مائي في العالم يسيطر على خطوط التجارة العالمية.

ابتزاز دول الخليج ووقوعها رهينة القرار الإيراني، إذ إن باب المندب يحوي 4 ملايين برميل، وفي مضيق هرمز هناك أكثر من 17 مليون برميل يوميا، وفي قناة السويس مئات البواخر لطرق التجارة العالمية التي تمر بها فيصبح نظام الملالي في إيران هو المسيطر وبالتالي ستكون السعودية ودول الخليج رهينة الابتزاز والقرار الإيراني على المستوى الإقليمي.

كيف تأثرت المنطقة الإقليمية عسكريا بعاصفة الحزم؟

وبحسب الشليمي فإن استخدام المنطق العسكري في انطلاق عاصفة الحزم أدى إلى إظهار القوة العسكرية السعودية الخليجية بأنها قوة إقليمية في المنطقة ويجب أن تحترم ويسمع رأيها، وهو ما نجح من خلال التحرك الدبلوماسي السعودي الذي شهدناه، لأن المفاوض السعودي ممثلا بولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير تحدث بمنطق قوة الموجود والمسيطر على الأرض مما جعل الخطاب السعودي والخليجي مؤثرا.

التغيرالجذريوالوجه الدبلوماسي

قادت عاصفة الحزم إلى تغير جذري في خريطة التحركات الدبلوماسية، تزامنت مع نشاط دبلوماسي سعودي أسفر عن صدور قرار الأمم المتحدة 2216 والذي لم يكن ليرى النور إن لم يكن للسعودية تأثير فعلي على الأراضي اليمنية وعلى إحكام خطوط مواصلات الطاقة.

اتجاه التحرك الدبلوماسي سيكون في صالح القوة الإيرانية إن لم تشن الحرب كونها ستكون المسيطرة على باب المندب ومضيق هرمز، وسيطال تأثيرها مصر إذ ستقع قناة السويس تحت رحمة المدمرات الإيرانية والبحرية اليمنية التابعة لنظام الملالي.

التحرك السوري والحرب الرباعية

حصار خانق على شبه الجزيرة العربية ستفرضه إيران لو لم تعمل عاصفة الحزم على قطع أذرعتها، إذ إن تأجيل العاصفة كان سيشكل فرصة لتحرك مجموعة من الأراضي السورية إلى الأردن لزعزعة أمنها بما يجعل السعودية محاطة برباعية ملتهبة، فالأحزاب الموالية لإيران في العراق ستثير المشاكل الأمنية على الحدود السعودية العراقية، فيما ستكون الحدود السعودية الأردنية ملتهبة إثر التحركات السورية لزعزعة أمن الأردن، وستعمل إيران بتزامن لزعزعة وخلخلة النظام في المنطقة الشرقية وفي الحد الجنوبي للسعودية، وبالتالي ستقع السعودية في حصار خانق على أربع جبهات، إذ لا يمكن عسكريا التركيز على الجهات الأربع وشن الحروب فيها، وبالتالي تصبح السعودية محاصرة برا وبحرا، فكان لزاما بدء عاصفة الحزم لتحجيم القدرات الإيرانية وقطع أذرعتها.

ثلاثة أوجه لتأثير التحرك العسكري السعودي

01

الدول تخوض حروبا في سبيل تأمين المواطنين وتأمين السيادة الوطنية وتأمين خطوط مواصلات الطاقة، مصدر الرزق في دول الخليج هو النفط، فإذا تم التحكم في عقد المواصلات أو تم زعزعة انتظامها يجعل المفاوض الإيراني في موقف قوي ويستطيع أن يتعامل مع الغرب كقوة مهيمنة ويحظى بالتأييد والدعم.

02

عزز قرار الحرب وعاصفة الحزم قرار الأمم المتحدة الخاص باليمن 2216، إذ إن القرار بشكله دون عاصفة الحزم قرار ضعيف لعدم وجود استخدام القوة لردع من يخالف القرار، السعودية قوت هذا القرار باستخدام القوة العسكرية وبالتالي غيرت الميزان السياسي والآن الكل سيعود إلى القرار 2216 المتمثل في استعادة الشرعية واسترداد الأسلحة والرجوع إلى ما قبل 23 مارس، وهذه كلها أمور لم تكن ستتم دون عاصفة الحزم.

03 التحرك السعودي العسكري في عاصفة الحزم عزز القدرات العربية وولد التحالف الإسلامي من خلال عرض القوة السعودية وبالتالي كل الدول أرادت أن تتحالف مع السعودية والآن لدينا 34 دولة من ضمن التحالف الإسلامي.