الخبير العسكري آل مرعي: الحوثيون صعاليك افتقدوا فنون القتال والتخطيط

الخميس - 10 مارس 2016

Thu - 10 Mar 2016

قبل عام خرجت فلول ميليشيات الحوثي من كهوفها في جبال مران في صعدة شمال اليمن، بعد أن تحصنت بها كما تتحصن «الجرذان في جحورها»، محاولة الانطلاق لنشر طاعونها باجتياح السهول والوديان، بهدف نشر الوباء في كل مكان.

الفلول الحوثية تسربت من جحورها وانتشرت وحاولت التقوِّي، بسبب قدرة زعيمها عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح على الحشد السريع وبأعداد كبيرة، كما يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد متقاعد إبراهيم آل مرعي لـ»مكة»، إلا أن «الصعاليك»، كما وصفهم بذلك آل مرعي، لا يجيدون فنون ومهارات القتال.

ويؤكد آل مرعي أن مقاتلي ميليشيات الحوثي لا يعرفون متى ينسحبون من أرض المعركة، ولا يعرفون فنون الانسحاب التكتيكي، وأنه من خلال ملاحظة الأساليب القتالية المتبعة من قبلهم منذ بدء عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل، رُصد أنهم لم ينفذوا عملية عسكرية يمكن أن تكون ذات فائدة أو يشار إليها كدروس مستفادة أو عمليات ذات طابع قتالي جديد في الحروب.

وذكر أنهم اعتمدوا سياسة «حروب العصابات» دون أي محددات إنسانية، لكونهم لا يملكون مشروعا سياسيا ولا خططا عسكرية، مما جعلهم لا يشكلون أي قوة عسكرية ولا قوة سياسية، مشددا على أن ما سجل لهم من مميزات عسكرية أو سياسية لتحركاتهم يعد «صفرا».

ودفعت هزائم ميليشيات الحوثي وصالح إلى ارتكاب قيادة الميليشيات «غباء عسكريا»، بحسب آل مرعي، إذ نفذت «ميليشيات الصعاليك» 10 عمليات إطلاق صواريخ باليستية «سكود»، بعضها أطلق لأهداف داخل اليمن، وأخرى أطلقت باتجاه الأراضي السعودية، منها ما تم اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، ومنها ما سقط في الأراضي اليمنية بسبب «عطب» بها.

ودلل الخبير العسكري والاستراتيجي آل مرعي على أن استخدام الصواريخ الباليستية يعد غباء عسكريا، كونها تعد سلاح ردع، أو كما يصفه الخبراء العسكريون والاستراتيجيون بأنه إفلاس عسكري، إلا أن ميليشيات الحوثي لم تكن ترغب في استخدام تلك الصواريخ لغايتها التي صنعت من أجلها، وهي «الردع»، وإنما أرادت إصابة أي موقع داخل الأراضي السعودية لتسليط الأضواء الإعلامية على ذلك، بهدف محاولة رفع معنويات الميليشيات الحوثية والحرس الجمهوري التابع للرئيس المخلوع علي صالح.

ولم يخف آل مرعي توقعاته بأن يواصل قيادات الميليشيات إطلاق الصواريخ الباليستية تجاه الأراضي السعودية خلال الأيام المقبلة، وأن ذلك لن يتوقف إلا بإعلان انتصار قوات التحالف بالحرب، ونزع السلاح الحوثي، أو تدميره بالكامل.

قيادة الفلول أصابها الغرور وتوهمت قدرتها على تحقيق نصر إعلامي باختراق الحدود السعودية، وأرسلت جرذانها بصبغة «انتحارية» لمحاولة الاختراق، وفشلت، بحسب آل مرعي، في أكثر من 350 محاولة اختراق، مستعينة بأسلوبين في تلك المحاولات الفاشلة، أحدهما عبر خلايا صغيرة، والآخر عبر حشود كبيرة.

وشكلت العقيدة القتالية التي من أجلها تحارب القوات السعودية والمتمثلة في كلمة التوحيد، إضافة إلى الدفاع عن بلاد الحرمين، والدفاع عن قضية عادلة ومنع الحوثيين من السيطرة على اليمن وشعبه، أبرز عناصر الحسم السعودي في إحباط محاولات الاختراق، إذ يقول آل مرعي إنه عندما تقاتل من أجل عقيدة تنتصر، وعندما تقاتل من أجل مال وسلطة فسوف تخسر.

كما لعب التقدم التقني الذي تمتلكه القوات المسلحة وقوات حرس الحدود السعودية، والدعم السعودي الشعبي لرجال الأمن المقاتلين هناك، خصوصا من قبل المواطنين الذين يعيشون على مقربة من الحدود السعودية اليمنية، دورا في رفع معنويات رجال الأمن على الحد الجنوبي، وجاء كلا العنصرين ضمن أبرز عناصر حسم محاولات الاختراق.