عاصفة ملامح تاريخ جديد.. ومناورات بصوت الرعد

الخميس - 10 مارس 2016

Thu - 10 Mar 2016

الأسماء لا تأتي من فراغ، وفيها يختزل الحدث ويوثق التاريخ وتكتب البدايات الجديدة. وكالفأل تعكس تلك المسميات حالة معنوية للحدث يعبر بها عن الرغبة الحقيقية لمطلقي الاسم.»العاصفة» اسم تزامن مع معارك متعددة شهدتها جغرافية الجزيرة العربية على مر التاريخ. وإذا كنا نتحدث عن التاريخ القريب فلم يغب مسمى عاصفة الصحراء عن الذاكرة حتى أطلق على عاصفة الحزم. فهل لكلمة «عاصفة» مدلولات عسكرية جعلتها اسما لأكثر من معركة؟ حاولت «مكة» الإجابة عن هذا السؤال من خلال القراءة التالية للعاصفة.

يقول الخبير العسكري الدكتور فهد الشليمي إن استخدام لفظ «العاصفة» يعكس وصفها، فهي تيار من الهواء قوي وسريع جدا بإمكانه تغيير ملامح المكان برتم سريع جدا، وهو ما أريد لعاصفة الحزم في هذه التسمية، فهي قادرة بسرعتها وقوتها على تغيير ملامح المنطقة، كما أن لفظ «العاصفة» يعكس القوة العسكرية والمعنوية للحدث.

من جانبه أرجع الخبير العسكري والسياسي الدكتور حمدان الشهري استخدام كلمة العاصفة إلى مدلولاتها اللغوية في القرآن الكريم، فحيثما ذكرت كانت دليلا على قوة كبيرة، كما أن العاصفة لا تبقي ولا تذر، ولا يظل المكان قبلها على حاله.

وعسكريا يقول اللواء الركن محمد الفبيبان إن مسميات العمليات العسكرية تنطلق أولا من طبيعة البقعة الجغرافية، فلا يمكن إطلاق اسم «المطر الغاضب» مثلا على منطقة صحراوية لا يأتيها المطر، ويضيف: أسماء المعارك تثبت تاريخها، ولا يمكن أن يطلق على معركتين نفس الاسم، والعاصفة كالريح التي استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة قوتها، وبالتالي هي تعكس الشدة والقوة العسكرية. وفي العرف العسكري يجب أن تبعث الأسماء القوة والرعب، عوضا عن أن جيش العاصفة يمسح الأرض تماما لتولد منطقة جديدة وتاريخ جديد. وبحسب القبيبان فإن اسم المعركة يوافق عليه من المقام السامي بعد أن يرفع من وزير الدفاع.

وعن رعد الشمال فإن المناورات والتدريبات المتزامنة في وقت الربيع ومع أمطار المنطقة الشمالية دفعت إلى هذه التسمية وفق قراءة اللواء القبيبان، إذ يعرف عن رعد الشمال ارتفاع صوته، «و لو أن هذه المناورات تحولت إلى عمل عسكري فسيطلق عليها اسم آخر، لكنها الآن رعد، كونها مناورات».