بصمة الشفاه: (بوس كي أراك)!
الثلاثاء - 08 مارس 2016
Tue - 08 Mar 2016
في هذا العالم الذي يتراقص في حفلة شواء بعضه بعضا، وهو في سكرة الانتشاء على إيقاع الشتائم الصاخبة، تحتار عم تكتب، فنحن في النهاية جزء من العالم وفي هذا الزمان تحديدا، لهذا أصبح الناس بين قلة تشعر أنها أتت في الزمان والمكان الخطأ، وتحاول أن تلتزم الحياد وتفشل دائما، وبين أغلبية تشعر أن الله اختارها لترتب هذا العالم ولو بالقوة، ولهذا ترى أنها امتداد لجيل الغزاة الفاتحين العظماء، وبين الأقلية والأغلبية خط شفيف لا يكاد يُرى يمثله بضعة أشخاص حول العالم – أنتمي إليهم رغم أنني لا أعرفهم ولا أود ذلك – يحالون أن يقنعوا أنفسهم أنهم غير مبالين بما يحدث، ولهذا دأبنا – أنا وأصدقائي الذين لا أعرفهم – على أن نتجاوز قراءة أي خبر جاد، فمثلا لا نرى أن ثمة مشكلة في السكن، فالأرض هي سكن الإنسان، ولن يستطيع أحد أن يطرد الإنسان من الأرض، بل وحتى لو قتله فلن يستطيع القاتل أن يرميه في درب التبانة مثلا، ففي النهاية سيسخر المقتول من القاتل وهو يرتمي يسف التراب إلى الأبد (كهامور عقار كبير)، وهنا تتسلل الثنائيات من جديد مع مفردة (عقار) بين فئة تقسم بأغلظ الأيمان أن أسعار العقار ستتهاوى لدرجة أن تاجر العقار سيتوسل إلى المواطن أن يقبل بيتا هدية ومعه سيارة (شرهة) كل ذلك ليتخلص من ثروته قبل أن تُفرض عليها رسوم، والفريق المقابل (يطق إصبع) ويردد المثل الشعبي (طريق الـ»أو أو» على القصاب)، وبالنهاية هي تصفية حسابات ومماحكات بين أثرياء العقار، والأثرياء الآخرين، ورغم أن المواطن يعرف أنه خارج اللعبة اكتفى أن يقوم بدور «جامع الكور»، واختياره لهذا الدور ليس لقلة المهارة بل لقلة ذات اليد ..نعم فكُرة القدم تحتاج ليد فاعلة أيضا!
وبعيدا عن هذه المواضيع الرتيبة فإن أهم ما قرأتُ هذا الأسبوع خبر أبهجني – بصفتي من أولئك القابعين بالخط الشفيف بين الحالمين والقانطين- فالخبر الذي نشرته هذه الصحيفة الأحد الماضي عن (بصمة شفاه للكشف عن الجرائم) وبعيدا عن الجزء الرومانسي من الفكرة، فهذا الاكتشاف ربما كان لبيت عنترة الشهيرة دور فيه «فوددت تقبيل السيوف..»، الأهم أنني أتوسل كل من هو أعلى الهرم الإداري في المناطق أن يبادر للحصول على هذا الجهاز، شريطة أن لا يُسلم لجهة رقابية، بل يتم تركيبه على بشت المسؤول، وتحديدا على كتفه الأيمن، وأنا هنا لا أقصد الكشف عن الفساد – معاذ الله – لكن للحفاظ على وقت المسؤول وإراحته من سماع التقرير اليومي أو حتى ثرثرة التقارير السنوية، بل ويختصر معرفة الإنجاز اليومي من خلال وداع الموظفين يوميا إن أراد دون أن ينبس ببنت شفة، وقتها سنغني جميعا: (من شفة الرجال تعرف خوافيه!).
[email protected]
وبعيدا عن هذه المواضيع الرتيبة فإن أهم ما قرأتُ هذا الأسبوع خبر أبهجني – بصفتي من أولئك القابعين بالخط الشفيف بين الحالمين والقانطين- فالخبر الذي نشرته هذه الصحيفة الأحد الماضي عن (بصمة شفاه للكشف عن الجرائم) وبعيدا عن الجزء الرومانسي من الفكرة، فهذا الاكتشاف ربما كان لبيت عنترة الشهيرة دور فيه «فوددت تقبيل السيوف..»، الأهم أنني أتوسل كل من هو أعلى الهرم الإداري في المناطق أن يبادر للحصول على هذا الجهاز، شريطة أن لا يُسلم لجهة رقابية، بل يتم تركيبه على بشت المسؤول، وتحديدا على كتفه الأيمن، وأنا هنا لا أقصد الكشف عن الفساد – معاذ الله – لكن للحفاظ على وقت المسؤول وإراحته من سماع التقرير اليومي أو حتى ثرثرة التقارير السنوية، بل ويختصر معرفة الإنجاز اليومي من خلال وداع الموظفين يوميا إن أراد دون أن ينبس ببنت شفة، وقتها سنغني جميعا: (من شفة الرجال تعرف خوافيه!).
[email protected]