لم الإصرار على وسائل غير فاعلة لمكافحة الإرهاب!
الثلاثاء - 08 مارس 2016
Tue - 08 Mar 2016
تشهد هذه الأيام أساليب عدة مقترحة للحرب ضد الإرهاب والتي من بينها تعزيز الأمن القومي للدول، ممارسة ضغط عسكري أكبر على المنظمات الإرهابية ومحاصرة تمويل المنظمات الإرهابية، وكذلك الاتفاقات السياسية مع تلك المنظمات. وفي حال لم تجد تلك الأساليب نفعا، تلجأ الدول في الغالب إلى محاولة إيجاد تسوية مع المنظمات الإرهابية.
يلاحظ ازدياد أعداد العناصر الأمنية على منافذ الحدود والجمارك والمطارات، وتتم المراقبة الأمنية بشكل متكرر وباستخدام أجهزة غالية الثمن، فمنذ اعتداءات سبتمبر 2001 في نيويورك أوضحت الأبحاث أن تكلفة الإجراءات الأمنية الإضافية وأجهزة المراقبة ارتفعت من 0.5 % إلى 3 % مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد.
إن معظم تلك الوسائل الاحترازية والقيود المفروضة ليست بحد ذاتها كافية لحل المشاكل، وأن فرض قيود موقتة على الحريات المدنية يصبح في الغالب جزءا من تركيبة المجتمعات المدنية وأنظمتها القانونية.
على سبيل المثال، فإن الأجهزة الأمنية في إنجلترا - وضمن إجراءاتها الاحترازية ضد الإرهاب - بات يسمح لها باعتقال المشبوهين من الإرهابيين دون محاكمة، ولمدة 28 يوما، وفي عام 2001 ووفقا لقانون الجنسية الأمريكي سمح لأجهزة الأمن باعتقال المهاجرين بلا قيود.
كل هذه الإجراءات التي تتخذ باسم الوقاية من الإرهاب، قد عززت من قبضة الحكومات وأدت إلى تقييد الحريات الشخصية، وأبرز الأمثلة على ذلك هو حقيقة ما يحدث في خليج جوانتنامو، فقاعدة جوانتنامو البحرية في كوبا مستثناة من سلطة قضاء المحكمة العليا للولايات المتحدة الأمريكية، ووفقا لمعاهدة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، فإن المشبوهين المحتجزين في خليج جوانتنامو لا يتمتعون بأي حقوق قانونية، وأنهم يتعرضون لسوء المعاملة والتعذيب.
إنه وفي أغلب الأوقات يكون هدف المنظمات الإرهابية الحيلولة دون ردود أفعال مبالغ فيها من قبل الحكومات، وتشجيع الحكومات على التصرف بهذه الطريقة يؤدي إلى خلق حالة من الرعب في الأوساط العامة، ولهذا السبب فإن كل الإجراءات الاحترازية التي تتخذ باسم الحرب على الإرهاب، تمكن الإرهابيين في الغالب من تحقيق أهدافهم بسهولة أكبر.
إن التدخل العسكري هو الطريقة الأكثر اتباعا ضد الإرهاب، فمن المستحيل القول إن مثل هذه الطريقة تجدي، على سبيل المثال، نفذت الولايات المتحدة في 1998 اعتداءات مكثفة على أهداف في أفغانستان، وعلى الرغم من تأثر حركة طالبان سلبيا جراء تلك الاعتداءات إلا أن القوات الأمريكية بدأت مع الوقت تنسحب باتجاه الحدود الباكستانية، وتعيد تنظيم نفسها لتصبح أكثر تأثيرا هناك، وبالرغم من كل العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة، إلا أن القاعدة لديها القدرة على النشاط في أفريقيا والشرق الأوسط.
إنه وفي أثناء العمليات العسكرية ضد الإرهابيين يكون في الغالب من الصعب التفريق بين المدنيين والإرهابيين، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى فقدان حياة كثير من المدنيين، وتعد مثل هذه النتيجة للعمليات متناقضة مع أهدافها المرجوة.
إن حقيقة سقوط أعداد هائلة من القتلى المدنيين خلال عمليات الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان واليمن، قد زادت من الشعور بالعداء لأمريكا إلى حد بعيد في تلك المناطق.
إن خيار التوصل إلى تفاهمات سياسية مع المنظمات الإرهابية لهو أيضا خيار غير موفق، فإن أي مفاوضات تجريها دول مع منظمات إرهابية يعد تراجعا أخلاقيا وتخليا من قبل الدول لإيمانها بأنظمتها لتحقيق النتائج الضرورية.
إن كل عملية تفاوض مع منظمة إرهابية في مكان ما، تشجع منظمة إرهابية أخرى في مكان آخر من العالم، ويؤدي ذلك بدوره إلى انتشار الإرهاب، إلى جانب ذلك فإن منظمات مثل القاعدة والدولة الإسلامية اللتين تستندان في تفسيرهما المتشدد إلى الدين، من المستحيل منعهما باتباع طرق سياسية، وعلى هذا فإنه لم تظهر بعد أي طريقة مثلى لمنع الإرهاب أو منع الإرهابيين من تحقيق هدفهم بطمس الأسس والمبادئ الديمقراطية والليبرالية.
إن المطالب السياسية لتلك المنظمات ليس لها حدود معينة، وهي بذلك تكون مشابهة لمنظمتي إيتا وRIA وهما منظمتان تعبران عن أيديولوجية دكتاتورية وتسعيان للقضاء على الديمقراطية، ونمط الحياة القائم على الحريات الغربية، ولذلك فإنه ليس من الممكن عمليا إجراء مفاوضات معها أو ردعها من خلال التنازلات.
إن العديد من الدول - ولا سيما الولايات المتحدة - تحاول محاربة الإرهاب باتباع طرق غير فاعلة، وهذا الوضع يحتم على العالم إيجاد طريقة أكثر فاعلية للنضال، طريقة لا تعتمد على العنف، بل تعتمد بدلا من ذلك على التربية والأيديلوجية المضادة.
يلاحظ ازدياد أعداد العناصر الأمنية على منافذ الحدود والجمارك والمطارات، وتتم المراقبة الأمنية بشكل متكرر وباستخدام أجهزة غالية الثمن، فمنذ اعتداءات سبتمبر 2001 في نيويورك أوضحت الأبحاث أن تكلفة الإجراءات الأمنية الإضافية وأجهزة المراقبة ارتفعت من 0.5 % إلى 3 % مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد.
إن معظم تلك الوسائل الاحترازية والقيود المفروضة ليست بحد ذاتها كافية لحل المشاكل، وأن فرض قيود موقتة على الحريات المدنية يصبح في الغالب جزءا من تركيبة المجتمعات المدنية وأنظمتها القانونية.
على سبيل المثال، فإن الأجهزة الأمنية في إنجلترا - وضمن إجراءاتها الاحترازية ضد الإرهاب - بات يسمح لها باعتقال المشبوهين من الإرهابيين دون محاكمة، ولمدة 28 يوما، وفي عام 2001 ووفقا لقانون الجنسية الأمريكي سمح لأجهزة الأمن باعتقال المهاجرين بلا قيود.
كل هذه الإجراءات التي تتخذ باسم الوقاية من الإرهاب، قد عززت من قبضة الحكومات وأدت إلى تقييد الحريات الشخصية، وأبرز الأمثلة على ذلك هو حقيقة ما يحدث في خليج جوانتنامو، فقاعدة جوانتنامو البحرية في كوبا مستثناة من سلطة قضاء المحكمة العليا للولايات المتحدة الأمريكية، ووفقا لمعاهدة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، فإن المشبوهين المحتجزين في خليج جوانتنامو لا يتمتعون بأي حقوق قانونية، وأنهم يتعرضون لسوء المعاملة والتعذيب.
إنه وفي أغلب الأوقات يكون هدف المنظمات الإرهابية الحيلولة دون ردود أفعال مبالغ فيها من قبل الحكومات، وتشجيع الحكومات على التصرف بهذه الطريقة يؤدي إلى خلق حالة من الرعب في الأوساط العامة، ولهذا السبب فإن كل الإجراءات الاحترازية التي تتخذ باسم الحرب على الإرهاب، تمكن الإرهابيين في الغالب من تحقيق أهدافهم بسهولة أكبر.
إن التدخل العسكري هو الطريقة الأكثر اتباعا ضد الإرهاب، فمن المستحيل القول إن مثل هذه الطريقة تجدي، على سبيل المثال، نفذت الولايات المتحدة في 1998 اعتداءات مكثفة على أهداف في أفغانستان، وعلى الرغم من تأثر حركة طالبان سلبيا جراء تلك الاعتداءات إلا أن القوات الأمريكية بدأت مع الوقت تنسحب باتجاه الحدود الباكستانية، وتعيد تنظيم نفسها لتصبح أكثر تأثيرا هناك، وبالرغم من كل العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة، إلا أن القاعدة لديها القدرة على النشاط في أفريقيا والشرق الأوسط.
إنه وفي أثناء العمليات العسكرية ضد الإرهابيين يكون في الغالب من الصعب التفريق بين المدنيين والإرهابيين، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى فقدان حياة كثير من المدنيين، وتعد مثل هذه النتيجة للعمليات متناقضة مع أهدافها المرجوة.
إن حقيقة سقوط أعداد هائلة من القتلى المدنيين خلال عمليات الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان واليمن، قد زادت من الشعور بالعداء لأمريكا إلى حد بعيد في تلك المناطق.
إن خيار التوصل إلى تفاهمات سياسية مع المنظمات الإرهابية لهو أيضا خيار غير موفق، فإن أي مفاوضات تجريها دول مع منظمات إرهابية يعد تراجعا أخلاقيا وتخليا من قبل الدول لإيمانها بأنظمتها لتحقيق النتائج الضرورية.
إن كل عملية تفاوض مع منظمة إرهابية في مكان ما، تشجع منظمة إرهابية أخرى في مكان آخر من العالم، ويؤدي ذلك بدوره إلى انتشار الإرهاب، إلى جانب ذلك فإن منظمات مثل القاعدة والدولة الإسلامية اللتين تستندان في تفسيرهما المتشدد إلى الدين، من المستحيل منعهما باتباع طرق سياسية، وعلى هذا فإنه لم تظهر بعد أي طريقة مثلى لمنع الإرهاب أو منع الإرهابيين من تحقيق هدفهم بطمس الأسس والمبادئ الديمقراطية والليبرالية.
إن المطالب السياسية لتلك المنظمات ليس لها حدود معينة، وهي بذلك تكون مشابهة لمنظمتي إيتا وRIA وهما منظمتان تعبران عن أيديولوجية دكتاتورية وتسعيان للقضاء على الديمقراطية، ونمط الحياة القائم على الحريات الغربية، ولذلك فإنه ليس من الممكن عمليا إجراء مفاوضات معها أو ردعها من خلال التنازلات.
إن العديد من الدول - ولا سيما الولايات المتحدة - تحاول محاربة الإرهاب باتباع طرق غير فاعلة، وهذا الوضع يحتم على العالم إيجاد طريقة أكثر فاعلية للنضال، طريقة لا تعتمد على العنف، بل تعتمد بدلا من ذلك على التربية والأيديلوجية المضادة.