الشدوي يروي ذكرياته عن التعليم في القرية
الثلاثاء - 08 مارس 2016
Tue - 08 Mar 2016
أكد الناقد علي الشدوي على أنه في الوقت الذي كانت تعاني فيه الخدمة التربوية التي تقدمها المدرسة للمجتمع السعودي، كانت خدمات المدرسة الابتدائية بين عامي «1970-1976» لا تقدر بثمن.
جاء ذلك خلال الحلقة النقدية التي نظمها أدبي جدة أمس الأول، وقرأ فيها ورقة نقدية بعنوان »قهر السياق الطبيعي«، حيث تحدث بشكل ذاتي عن ذكرياته الشخصية في التعليم بقريته بجبل شدا الأعلى، محاولا إسقاط ما هو شخصي على العامي.
وأضاف «أتحدث هنا عن قرى متناثرة في جبال الجنوب، ومنها قرى جبل شدا الأعلى. ما زلت إلى الآن أتذكر الرحلات التي نظمتها مدرستنا؛ لكي نكتشف عالمنا القروي المحيط الذي كنا نألفه من دون أن أعرفه».
التعليم للجميع
وأشار إلى أن كلمة «مدرسة» لم تكن معروفة في لهجة قريته، وقال «أكثر من ذلك أنها تدل في بعض القرى المجاورة على معنى غير مرغوب فيه. يعرف الأهالي آنذاك كلمة معلامة لتوصيف المكان الذي يتعلم فيه الأطفال قراءة القرآن الكريم. ولم يكن أولئك المعلمون يعلمون الكتابة، إنما يعلمون القرآن».
وأضاف »أدركت أحد أبناء هؤلاء وحدثني أن أباه لم يكن يعلم الكتابة عمدا لكي يحتكرها لأبنائه، فالكتابة سلطة. وحين يحتكرها أولئك فهم يحتكرون السلطة، لذلك فإن أهم ما فعلته الدولة هو أنها فككت تلك السلطة؛ حيث بإمكان الجميع أن يكتب ويقرأ«.
أولويات الدولة
وأوضح الشدوي أنه «مقارنة مع المعلامة فإن التغيرات التي حملتها المدرسة في طرق التربية ومناهجها هي نتاج لحالة المجتمع السعودي آنذاك، فالدولة حاولت أن تكون التربية في المدارس جهدا يسد حاجات المجتمع السعودي الآخذ بالتكون. كان لا بد من أن تخطو الدولة تلك الخطوة، لأن نمط التغير في التربية يجب أن يواكب نمط التغير في النشاطات المجتمعية الأخرى كالصناعة والتجارة».
وقال «كان من أولويات الدولة آنذاك تكافؤ فرص التعليم حتى لو أدى ذلك إلى الاستبداد المستنير. فحين رفض الآباء علقت الدولة بعض منافعهم بتعليم أبنائهم، كمنع صرف الضمان الاجتماعي من دون أن يحضر الأب مشهدا من المدرسة أن أبناءه وبناته يتعلمون. ليس هذا استبدادا، إنما جزء من رعاية الدولة الاجتماعية التي اختطتها آنذاك، وأجمل ثمارها المدرسة».
جاء ذلك خلال الحلقة النقدية التي نظمها أدبي جدة أمس الأول، وقرأ فيها ورقة نقدية بعنوان »قهر السياق الطبيعي«، حيث تحدث بشكل ذاتي عن ذكرياته الشخصية في التعليم بقريته بجبل شدا الأعلى، محاولا إسقاط ما هو شخصي على العامي.
وأضاف «أتحدث هنا عن قرى متناثرة في جبال الجنوب، ومنها قرى جبل شدا الأعلى. ما زلت إلى الآن أتذكر الرحلات التي نظمتها مدرستنا؛ لكي نكتشف عالمنا القروي المحيط الذي كنا نألفه من دون أن أعرفه».
التعليم للجميع
وأشار إلى أن كلمة «مدرسة» لم تكن معروفة في لهجة قريته، وقال «أكثر من ذلك أنها تدل في بعض القرى المجاورة على معنى غير مرغوب فيه. يعرف الأهالي آنذاك كلمة معلامة لتوصيف المكان الذي يتعلم فيه الأطفال قراءة القرآن الكريم. ولم يكن أولئك المعلمون يعلمون الكتابة، إنما يعلمون القرآن».
وأضاف »أدركت أحد أبناء هؤلاء وحدثني أن أباه لم يكن يعلم الكتابة عمدا لكي يحتكرها لأبنائه، فالكتابة سلطة. وحين يحتكرها أولئك فهم يحتكرون السلطة، لذلك فإن أهم ما فعلته الدولة هو أنها فككت تلك السلطة؛ حيث بإمكان الجميع أن يكتب ويقرأ«.
أولويات الدولة
وأوضح الشدوي أنه «مقارنة مع المعلامة فإن التغيرات التي حملتها المدرسة في طرق التربية ومناهجها هي نتاج لحالة المجتمع السعودي آنذاك، فالدولة حاولت أن تكون التربية في المدارس جهدا يسد حاجات المجتمع السعودي الآخذ بالتكون. كان لا بد من أن تخطو الدولة تلك الخطوة، لأن نمط التغير في التربية يجب أن يواكب نمط التغير في النشاطات المجتمعية الأخرى كالصناعة والتجارة».
وقال «كان من أولويات الدولة آنذاك تكافؤ فرص التعليم حتى لو أدى ذلك إلى الاستبداد المستنير. فحين رفض الآباء علقت الدولة بعض منافعهم بتعليم أبنائهم، كمنع صرف الضمان الاجتماعي من دون أن يحضر الأب مشهدا من المدرسة أن أبناءه وبناته يتعلمون. ليس هذا استبدادا، إنما جزء من رعاية الدولة الاجتماعية التي اختطتها آنذاك، وأجمل ثمارها المدرسة».