الاصطفاف الأصفر

الاثنين - 07 مارس 2016

Mon - 07 Mar 2016

قررت الخوض في المعترك الرياضي، فالرياضة أكثر أريحية من سواها بالرغم مما يشوبها من تعصب فظيع، ولكن هذا أمر مقدور عليه، والرياضة في جميع أحوالها تظل أفضل وأسهل بكثير من الدخول في دهاليز التيارات الفكرية التي لا أول لها ولا آخر، وبما أنني نصراوي الهوى والميول فسوف يكون عقلي برفقه قلبي وأنشغل بالنصر عن غيره، أنشغل بإنجازاته وبمشاكله الفنية والإدارية التي قادت الفريق إلى منحدر ليس بالسهل تخطيه.

لحظة! ما الذي يجري؟

سبق أن قلت بأنني قررت أن أبتعد عن جميع أنواع الاصطفاف، وها أنا أجد نفسي أساق إلى اصطفاف من نوع آخر، هذه والله المشكلة!

لم يكن يخطر في بالي قط أن أرى اصطفافا رياضيا، وفوق هذا يكون هذا التحزب أصفر اللون.. عجبي!

الاصطفاف هنا غير.. ففريقا الاصطفاف يشجعان نفس الفريق ويعشقان نفس اللون وهمهما المعلن أن يعود هذا الفارس لسابق عهده وينافس على صدارة الدوري من جديد، ولكن كل هذا التشجيع والعشق مغاير، وكل فريق هنا يشجع بطريقته الخاصة، وكل فريق للأسف يخون الآخر ويشكك فيه، ويفرض عليه أستاذية لها عنجهية مقززة.

فريق يعارض لمجرد المعارضة وغالبا ما تكون هذا المعارضة لها أهداف شخصية بعيدة تمام البعد عن حب النادي والخوف على مكتسباته، وهي دائما ما توجه سهام نقدها في شخص الرئيس لثارات قديمة بينهما.

وهناك فريق ولا مزيكة حسب الله يجيد التطبيل بشكل جنوني وعلى الفاضي والمليان، وفي الطالعة والنازلة.. ويدعي حب النصر كذبا وأفعاله تقول إنه متيم في حب الرئيس أكثر من النادي، وأنا لا أرى حب الرئيس منقصة، ولكن أن يكون هذا الحب بعد حب النادي الذي أخرج وأبرز الرئيس وجعل له مريدين.

لا أجد في هذا الجو المشحون بالاصطفاف والتحزب إلا القليل من الجماهير الذين يعشقون ناديهم بحق، فهم يفسرون ويحللون الأمور بمنطقية أكثر ويضعون النقاط على الحروف ويعرفون ما لهم وما عليهم وما هي واجباتهم كجماهير ومحبين للنادي، وما هي حقوقهم على هذا الكيان، ولكن حتى هؤلاء القلة لم يسلموا من التصنيف، فكل فريق يصفه بالتبعية للآخر على حسب أهوائهم ومزاجية قائدهم.

أخيرا .. شكل الدخول في هموم كرة القدم خيارا غير موفق، لذا علي الاختيار مجددا في مواضيع وأبواب جديدة عل وعسى أجد فيها غايتي المنشودة ولم يقربها هذا الاصطفاف المجنون.