صفعة في مستشفى الملك خالد!
الاثنين - 07 مارس 2016
Mon - 07 Mar 2016
بدأت الحكاية بألم طفيف في عضلة الكتف الأيمن للعبد الفقير، بعد رحلة برية مع مجموعة من الأصدقاء وحمل بعض الأشياء الثقيلة. وكعادة أي أم سعودية يأتيها ابنها مريضا، فالخيار الأول قبل الفحص والتشخيص، أن يتم دهنك بالـ(فكس) من منابت الشعر في رأسك إلى أخمص قدميك! ولكن الألم في ازدياد مع الوقت، ولم تُجْد بعض الأفكار الأولية في تخفيف مساحة الألم.
وصل الألم لمرحلة تذكر فيها قول الشاعر، بعدك نار، قربك نار، نار يا حبيبي نار، فجميع وضعيات الجلوس أو النوم نار من الألم، ولم يستفق صاحبكم إلا وخرائط قوقل تقله إلى مستشفى الملك خالد الجامعي المتكئ على مدخل حرم جامعة الملك سعود. كانت الساعة تشير للثالثة صباحا، وعلى غير العادة كان المستشفى خاليا من المرضى، وكانت موظفة الاستقبال ذات الأصول الفلبينية تعبث بجوالها في محاولة فاشلة لقتل وقت الفراغ الطويل! أخذت الممرضة بيانات المريض الجديد، وبينما تقوم بإدخال البيانات للحاسب الآلي قطع كل هذا صوت لمشهد غريب، وذلك عندما خرجت من غرفة انتظار النساء امرأة تبدو في عقدها الرابع، ونادت شابا من غرفة الانتظار المقابلة يحبو لإتمام عقده الثالث، وحين اقترب الشاب من هذه المرأة، التي لا أعلم وقتها ما هي صلة القرابة بينهما، أمسكت المرأة بتلابيبه بقوة وهي تهزه بكل ما أوتيت من شدة، ثم أوجم السكون على المكان بعد صفعة عنيفة، وكف من عيار ثقيل من يد هذه المرأة، وكان مسرح الجريمة وجه هذا الشاب النحيل، حيث وقف شعر رأسي من الموقف الذي يفصلني عنه بضعه أمتار!
مباشرة.. اشتعلت الخلايا العصبية في خلق سيناريو قد يفسر المشهد أعلاه، وأي خطأ ارتكبه هذا الشاب الوسيم لينتهي به المطاف في هذا الموقف الغارق إحراجا! كانت صفعة المرأة وجرأتها مثيرة للتأمل، لكن الذي جعل المشهد أكثر إثارة هدوء الرجل غير الطبيعي وعدم وجود أي ردة فعل تجاه هذه المرأة! بل لم يتكلم حتى بكلمة واحدة! هل هذا يدل على أنه مقر تماما بخطئه؟ حتى لو ارتكب خطأ.. لماذا لا يعتذر؟ هكذا جلست أحادث النفس. عند ذلك أطلقت المرأة سراح الشاب المسكين ثم انسلت بهدوء لغرفة الانتظار المخصصة للنساء، بينما قام الشاب بلملمة أشيائه المتناثرة هنا وهناك بعد الصفعة القوية التي تلقاها والتي أخلت توازنه.
أقبل الشاب يمشي نحوي، ولأن العبد الفقير يعلم يقينا أنه لا يوجد خلفه سوى الباب الخارجي للمستشفى، فلم يكن هناك أدنى شك أنه متجه صوبي، مما رفع الأدرنالين في الدم استعدادا لأي ردة فعل قد تكون، ولكنه سلّم بصوت خافت مملوء حزنا، ثم التفت لممرضة الاستقبال وكسر حاجز الصمت: أرجوكم.. استعجلوا في العلاج.. حالة أمي تزداد سوءا! عندها تلخبطت حسابات سوء الظن، أمام مشهد رجل طيب بار بأمه، بالرغم أنها تسومه سوء العذاب، وانتقلت الذاكرة لشباب وشابات لكل واحد منهم أم تحبه ولكنه لا يبادلها ذات الشعور.. أم تحسن إليه، ولا يرد الجميل، إلى مثل هؤلاء يقال: احمدوا الله على ما أنتم عليه من النعم.. وتذكر أن بر والديك هو رأس المال، قبل أن يرحل عن الدنيا، ثم تعيش بقية عمرك تعض أصابع الندم، لفراق حبيب لم يسعفك القدر أن تقول له يوما.. كم أحبك يا أمي.
[email protected]
وصل الألم لمرحلة تذكر فيها قول الشاعر، بعدك نار، قربك نار، نار يا حبيبي نار، فجميع وضعيات الجلوس أو النوم نار من الألم، ولم يستفق صاحبكم إلا وخرائط قوقل تقله إلى مستشفى الملك خالد الجامعي المتكئ على مدخل حرم جامعة الملك سعود. كانت الساعة تشير للثالثة صباحا، وعلى غير العادة كان المستشفى خاليا من المرضى، وكانت موظفة الاستقبال ذات الأصول الفلبينية تعبث بجوالها في محاولة فاشلة لقتل وقت الفراغ الطويل! أخذت الممرضة بيانات المريض الجديد، وبينما تقوم بإدخال البيانات للحاسب الآلي قطع كل هذا صوت لمشهد غريب، وذلك عندما خرجت من غرفة انتظار النساء امرأة تبدو في عقدها الرابع، ونادت شابا من غرفة الانتظار المقابلة يحبو لإتمام عقده الثالث، وحين اقترب الشاب من هذه المرأة، التي لا أعلم وقتها ما هي صلة القرابة بينهما، أمسكت المرأة بتلابيبه بقوة وهي تهزه بكل ما أوتيت من شدة، ثم أوجم السكون على المكان بعد صفعة عنيفة، وكف من عيار ثقيل من يد هذه المرأة، وكان مسرح الجريمة وجه هذا الشاب النحيل، حيث وقف شعر رأسي من الموقف الذي يفصلني عنه بضعه أمتار!
مباشرة.. اشتعلت الخلايا العصبية في خلق سيناريو قد يفسر المشهد أعلاه، وأي خطأ ارتكبه هذا الشاب الوسيم لينتهي به المطاف في هذا الموقف الغارق إحراجا! كانت صفعة المرأة وجرأتها مثيرة للتأمل، لكن الذي جعل المشهد أكثر إثارة هدوء الرجل غير الطبيعي وعدم وجود أي ردة فعل تجاه هذه المرأة! بل لم يتكلم حتى بكلمة واحدة! هل هذا يدل على أنه مقر تماما بخطئه؟ حتى لو ارتكب خطأ.. لماذا لا يعتذر؟ هكذا جلست أحادث النفس. عند ذلك أطلقت المرأة سراح الشاب المسكين ثم انسلت بهدوء لغرفة الانتظار المخصصة للنساء، بينما قام الشاب بلملمة أشيائه المتناثرة هنا وهناك بعد الصفعة القوية التي تلقاها والتي أخلت توازنه.
أقبل الشاب يمشي نحوي، ولأن العبد الفقير يعلم يقينا أنه لا يوجد خلفه سوى الباب الخارجي للمستشفى، فلم يكن هناك أدنى شك أنه متجه صوبي، مما رفع الأدرنالين في الدم استعدادا لأي ردة فعل قد تكون، ولكنه سلّم بصوت خافت مملوء حزنا، ثم التفت لممرضة الاستقبال وكسر حاجز الصمت: أرجوكم.. استعجلوا في العلاج.. حالة أمي تزداد سوءا! عندها تلخبطت حسابات سوء الظن، أمام مشهد رجل طيب بار بأمه، بالرغم أنها تسومه سوء العذاب، وانتقلت الذاكرة لشباب وشابات لكل واحد منهم أم تحبه ولكنه لا يبادلها ذات الشعور.. أم تحسن إليه، ولا يرد الجميل، إلى مثل هؤلاء يقال: احمدوا الله على ما أنتم عليه من النعم.. وتذكر أن بر والديك هو رأس المال، قبل أن يرحل عن الدنيا، ثم تعيش بقية عمرك تعض أصابع الندم، لفراق حبيب لم يسعفك القدر أن تقول له يوما.. كم أحبك يا أمي.
[email protected]