ليبيا
الاثنين - 07 مارس 2016
Mon - 07 Mar 2016
القواسم المشتركة بين ليبيا واليمن كثيرة من التنوع الجغرافي إلى الثقافي وصولا إلى شخصية «الزعيم» القائد خطابا وقيافة وإرثا سياسيا، حيث اجتهد الزعيمان في قولبة الهوية الوطنية لتتناسب وشخصية الزعيم، فأتت النتيجة هلوسة تاريخية على حساب الإنسان الليبي واليمني.
لكن مسار الأحداث في الغرب الليبي وبنغازي يظهر تحولات حقيقية في شخصية الإنسان الليبي، والحديث هنا ليس عن الفرحة بتطهير بنغازي أو محيطها من التنظيمات الإرهابية، بل الانضباط غير المسبوق المصاحب لتلك العملية، أما الملاحظة الأخرى فتتمثل في الانخراط الكلي من قبل كل المؤسسات المدنية في أعمال إعادة تأهيل المدينة انطلاقا من تنظيف الشوارع والبيوت.
هذا التحول الإيجابي في الشخصية الليبية ربما كان نتيجة التعميد بالنار طوال السنوات الخمس الماضية، تلك الشخصية التي عمد نظام العقيد على تشويهها طوال عقود حكمه، فتراكم المعاناة الإنسانية أنتج روحا متمسكة بالحق في الحياة والوطن، فنهوض شرق ليبيا الآن ممثلا للإرادة الوطنية فرض تحولا حتى في الموقف الأمريكي، ليس فقط من السلطة الشرعية المنتخبة ومؤسساتها الوطنية بل حتى من إحدى الشخصيات التي فشل الجميع في إخراجها من المعادلة السياسية ألا وهي اللواء خليفة حفتر.
المشهد السياسي الليبي متغير مع إصرار القوى السياسية في «الغرب» على تغيب الثوابت، وجلسات الحوار في الصخيرات أكبر الأمثلة على ذلك. فمسلسل الاتفاقات والحكومات لم ينقطع لدرجة أن كل مجموعة تتحدث عن اتفاق يلغي ما قبله، أو حكومة تلغي ما قبلها. إلا أن الجغرافيا السياسية الوطنية استطاعت الثبات فقط بفضل المؤسسات الوطنية وأولها القيادة العسكرية الشرعية التي نجحت في بسط السيادة نسبيا، مما قاد لتحول في الموقف الأمريكي والأوروبي نتيجة ارتفاع وتيرة الإرهاب في غرب ووسط أفريقيا واستهدافه المصالح الأوروبية والأمريكية.
صمود بنغازي رغم تكالب كل الظروف والإرادات حولها إلى عنوان لرؤية وطنية، فبقاء الحال مغامرة باستقرار كل شمال أفريقيا، وغياب دور إقليمي قادر على تحفيز معادلة سياسية قابلة للاستدامة في ليبيا سيفرض على التحالف الإسلامي الاضطلاع بتلك المهمة كونها عضوا مؤسسا فيه، خصوصا بعد عجز الجامعة العربية عن الاضطلاع بذلك الدور.
القوى السياسية الليبية مطالبة اليوم بضرورة الاتفاق على برنامج انتقال سياسي يكون فرض الاستقرار أول أهدافه، واعتبار أي سلاح خارج إطار مؤسسات الدولة غير شرعي مع حل كل الميليشيات الحزبية، فالقوى السياسية الليبية تضم شخصيات مدنية قادرة على تمثيل طموح كل الليبيين مدنيا وسياسيا، ونجاح بعض التفاهمات حول سوريا قد يمثل مدخلا لتحفيز حل سياسي في ليبيا، لكن على تلك القوى التخلي عن «فوبيا» اللواء حفتر التي باتت سمة كل الحكومات الصخيراتية، حتى بات شعارها جميعا «لا لحفتر، لا في السياسية ولا في العسكر».
فهذه الشخصية استطاعت عبر تاريخ الأزمة الليبية أن تكون محفزا للاستقرار في كل محطاتها، والملف الليبي سيكون حاضرا بالتأكيد في القمة المرتقبة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالإضافة لملفات أخرى عربية وأفريقية. فاستعادة الدور العربي الفاعل أفريقيا يجب أن ينطلق من مصر، بشرط أن تدرك مصر ضرورة التوافق شبه التام في نظرتنا الاستراتيجية حيال أفريقيا، لأن استقرار ونمو أفريقيا جزء لا يتجزأ من أمننا القومي وأمننا الغذائي مستقبلا.
لكن مسار الأحداث في الغرب الليبي وبنغازي يظهر تحولات حقيقية في شخصية الإنسان الليبي، والحديث هنا ليس عن الفرحة بتطهير بنغازي أو محيطها من التنظيمات الإرهابية، بل الانضباط غير المسبوق المصاحب لتلك العملية، أما الملاحظة الأخرى فتتمثل في الانخراط الكلي من قبل كل المؤسسات المدنية في أعمال إعادة تأهيل المدينة انطلاقا من تنظيف الشوارع والبيوت.
هذا التحول الإيجابي في الشخصية الليبية ربما كان نتيجة التعميد بالنار طوال السنوات الخمس الماضية، تلك الشخصية التي عمد نظام العقيد على تشويهها طوال عقود حكمه، فتراكم المعاناة الإنسانية أنتج روحا متمسكة بالحق في الحياة والوطن، فنهوض شرق ليبيا الآن ممثلا للإرادة الوطنية فرض تحولا حتى في الموقف الأمريكي، ليس فقط من السلطة الشرعية المنتخبة ومؤسساتها الوطنية بل حتى من إحدى الشخصيات التي فشل الجميع في إخراجها من المعادلة السياسية ألا وهي اللواء خليفة حفتر.
المشهد السياسي الليبي متغير مع إصرار القوى السياسية في «الغرب» على تغيب الثوابت، وجلسات الحوار في الصخيرات أكبر الأمثلة على ذلك. فمسلسل الاتفاقات والحكومات لم ينقطع لدرجة أن كل مجموعة تتحدث عن اتفاق يلغي ما قبله، أو حكومة تلغي ما قبلها. إلا أن الجغرافيا السياسية الوطنية استطاعت الثبات فقط بفضل المؤسسات الوطنية وأولها القيادة العسكرية الشرعية التي نجحت في بسط السيادة نسبيا، مما قاد لتحول في الموقف الأمريكي والأوروبي نتيجة ارتفاع وتيرة الإرهاب في غرب ووسط أفريقيا واستهدافه المصالح الأوروبية والأمريكية.
صمود بنغازي رغم تكالب كل الظروف والإرادات حولها إلى عنوان لرؤية وطنية، فبقاء الحال مغامرة باستقرار كل شمال أفريقيا، وغياب دور إقليمي قادر على تحفيز معادلة سياسية قابلة للاستدامة في ليبيا سيفرض على التحالف الإسلامي الاضطلاع بتلك المهمة كونها عضوا مؤسسا فيه، خصوصا بعد عجز الجامعة العربية عن الاضطلاع بذلك الدور.
القوى السياسية الليبية مطالبة اليوم بضرورة الاتفاق على برنامج انتقال سياسي يكون فرض الاستقرار أول أهدافه، واعتبار أي سلاح خارج إطار مؤسسات الدولة غير شرعي مع حل كل الميليشيات الحزبية، فالقوى السياسية الليبية تضم شخصيات مدنية قادرة على تمثيل طموح كل الليبيين مدنيا وسياسيا، ونجاح بعض التفاهمات حول سوريا قد يمثل مدخلا لتحفيز حل سياسي في ليبيا، لكن على تلك القوى التخلي عن «فوبيا» اللواء حفتر التي باتت سمة كل الحكومات الصخيراتية، حتى بات شعارها جميعا «لا لحفتر، لا في السياسية ولا في العسكر».
فهذه الشخصية استطاعت عبر تاريخ الأزمة الليبية أن تكون محفزا للاستقرار في كل محطاتها، والملف الليبي سيكون حاضرا بالتأكيد في القمة المرتقبة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالإضافة لملفات أخرى عربية وأفريقية. فاستعادة الدور العربي الفاعل أفريقيا يجب أن ينطلق من مصر، بشرط أن تدرك مصر ضرورة التوافق شبه التام في نظرتنا الاستراتيجية حيال أفريقيا، لأن استقرار ونمو أفريقيا جزء لا يتجزأ من أمننا القومي وأمننا الغذائي مستقبلا.