وثق الصحفي الأمريكي جون ريد المعروف بأفكاره الاشتراكية اليسارية تجربته مع ثورة أكتوبر البلشفية في روسيا عام 1917، في كتابه «عشرة أيام هزت العالم» ونشرته دار بوني ليفرايت، 1919.
وتبع ريد العديد من قادة الثورة عن قرب خلال وجوده في روسيا واستفاد من معلوماتهم في تأليف الكتاب بشكل كبير، وبعد نشره بفترة وجيزة توفي في موسكو، وهو واحد من أمريكيين اثنين منحتهما السلطات السوفيتية قبول الدفن في مقبرة الكرملين في موسكو، وهي مقبرة مخصصة عادة لدفن القادة السوفييت البارزين.
الرحلة إلى موسكو
حين بدأت الثورة الشيوعية، ذهب ريد إلى موسكو بتكليف من مجلة «ذا ماسيز» الاشتراكية التي عمل فيها لتغطية أحداث الثورة على الأرض، ومع محاولته لنقل الأحداث بعين الصحفي المحايد، إلا أنه اعترف بأن مشاعره خلال الأحداث لم تكن محايدة.
وقبل أن يتوجه إلى روسيا، صدر «قانون التجسس» الفيدرالي في 15 يونيو 1917، والذي نص على تغريم وسجن أي شخص يتعمد نقل معلومات مضللة أو عرقلة التطوع في الجيش الأمريكي، كما منع القانون إرسال أي صحيفة أو مجلة تشجع على مثل هذه الأعمال بالبريد وأعطى الحق لمؤسسة البريد الأمريكية بالامتناع عن نقل أي مطبوعة أو رسالة تنطبق عليها هذه المعايير.
ولهذا اضطرت ذا ماسيز للتوقف عن الصدور في 1917 بعد أن رفضت تغيير سياستها التحريرية المعادية للحرب، ولكن ريد استمر في إرسال تقاريره الصحفية، وعاد إلى أمريكا في 1918 حيث تعرض للمحاكمة بسبب دفاعه عن الثورة، ومن ثم عاد إلى موسكو ليموت هناك في 17 اكتوبر 1920.
ملخص الكتاب
كان الوضع في سانت بطرسبورج يزداد حدة وتوترا بعد أن بدأت الثورة الشعبية بالإطاحة بالنظام القيصري في مارس 1917، لكن العمال والفلاحين شعروا أن الثورة يجب أن تستمر إلى نقاط أخرى.
وانضم الجنود أيضا إلى الثورة بعد أن شعروا بالتعب من القتال في حرب لم تكن تعني لهم شيئا، وبعد أن تمكنت مجموعات منظمة من العمال والفلاحين والجنود من اقتحام مقر الحكومة في القصر الشتوي في 24 أكتوبر والإطاحة بالحكومة الانتقالية الموقتة، تحركت قوى معادية للثورة نحو موسكو، لكن الجيش الثوري استطاع أن يهزمها في النهاية.
ويروي كتاب «عشرة أيام هزت العالم» أحداث الثورة الروسية من موقع مميز، حيث كان ريد صديقا لعدد من قادة الثورة بما في ذلك لينين نفسه. وأمضى يومه كاملا يمشي في الشوارع، يجري اللقاءات مع الناس، ويجمع وثائق وصحفا ومجلات ومنشورات تخص الثورة، ومن ثم جمع كل تلك المواد ليؤلف كتابا شيقا يصور تتابع الأحداث وكأنه رواية أدبية شيقة.
ردود فعل
لقي الكتاب مزيجا من الردود والانتقادات الإيجابية والسلبية منذ اليوم الأول، ولا يزال يشكل حتى الآن مادة خصبة للعرض والنقاش، إلى جانب كونه مرجعا قيما من شاهد عيان على الثورة البلشفية.
وفي 1 مارس 1999، نشرت صحيفة نيويورك تايمز قائمة بأفضل 100 عمل صحفي، وجاء كتاب «عشرة أيام هزت العالم» في الترتيب السابع في القائمة.
المثير هو أن الكتاب لقي ردود فعل مختلفة ومفاجئة، ففي حين أثنى بعض الدبلوماسيين الأمريكيين المعروفين بعدائهم للثورة على الكتاب واعتبروه مرآة صادقة لأحداث تلك المرحلة، انتقده بعض قادة الثورة الروسية بما في ذلك ستالين نفسه الذي اتهم ريد في 1924 بالتضليل في بعض أجزاء الكتاب ومنع تداوله في الاتحاد السوفيتي – لكنه أعيد للتداول بعد موت ستالين.
وحول إلى فيلم في عام 1928 بعنوان «أكتوبر: عشرة أيام هزت العالم».
وتبع ريد العديد من قادة الثورة عن قرب خلال وجوده في روسيا واستفاد من معلوماتهم في تأليف الكتاب بشكل كبير، وبعد نشره بفترة وجيزة توفي في موسكو، وهو واحد من أمريكيين اثنين منحتهما السلطات السوفيتية قبول الدفن في مقبرة الكرملين في موسكو، وهي مقبرة مخصصة عادة لدفن القادة السوفييت البارزين.
الرحلة إلى موسكو
حين بدأت الثورة الشيوعية، ذهب ريد إلى موسكو بتكليف من مجلة «ذا ماسيز» الاشتراكية التي عمل فيها لتغطية أحداث الثورة على الأرض، ومع محاولته لنقل الأحداث بعين الصحفي المحايد، إلا أنه اعترف بأن مشاعره خلال الأحداث لم تكن محايدة.
وقبل أن يتوجه إلى روسيا، صدر «قانون التجسس» الفيدرالي في 15 يونيو 1917، والذي نص على تغريم وسجن أي شخص يتعمد نقل معلومات مضللة أو عرقلة التطوع في الجيش الأمريكي، كما منع القانون إرسال أي صحيفة أو مجلة تشجع على مثل هذه الأعمال بالبريد وأعطى الحق لمؤسسة البريد الأمريكية بالامتناع عن نقل أي مطبوعة أو رسالة تنطبق عليها هذه المعايير.
ولهذا اضطرت ذا ماسيز للتوقف عن الصدور في 1917 بعد أن رفضت تغيير سياستها التحريرية المعادية للحرب، ولكن ريد استمر في إرسال تقاريره الصحفية، وعاد إلى أمريكا في 1918 حيث تعرض للمحاكمة بسبب دفاعه عن الثورة، ومن ثم عاد إلى موسكو ليموت هناك في 17 اكتوبر 1920.
ملخص الكتاب
كان الوضع في سانت بطرسبورج يزداد حدة وتوترا بعد أن بدأت الثورة الشعبية بالإطاحة بالنظام القيصري في مارس 1917، لكن العمال والفلاحين شعروا أن الثورة يجب أن تستمر إلى نقاط أخرى.
وانضم الجنود أيضا إلى الثورة بعد أن شعروا بالتعب من القتال في حرب لم تكن تعني لهم شيئا، وبعد أن تمكنت مجموعات منظمة من العمال والفلاحين والجنود من اقتحام مقر الحكومة في القصر الشتوي في 24 أكتوبر والإطاحة بالحكومة الانتقالية الموقتة، تحركت قوى معادية للثورة نحو موسكو، لكن الجيش الثوري استطاع أن يهزمها في النهاية.
ويروي كتاب «عشرة أيام هزت العالم» أحداث الثورة الروسية من موقع مميز، حيث كان ريد صديقا لعدد من قادة الثورة بما في ذلك لينين نفسه. وأمضى يومه كاملا يمشي في الشوارع، يجري اللقاءات مع الناس، ويجمع وثائق وصحفا ومجلات ومنشورات تخص الثورة، ومن ثم جمع كل تلك المواد ليؤلف كتابا شيقا يصور تتابع الأحداث وكأنه رواية أدبية شيقة.
ردود فعل
لقي الكتاب مزيجا من الردود والانتقادات الإيجابية والسلبية منذ اليوم الأول، ولا يزال يشكل حتى الآن مادة خصبة للعرض والنقاش، إلى جانب كونه مرجعا قيما من شاهد عيان على الثورة البلشفية.
وفي 1 مارس 1999، نشرت صحيفة نيويورك تايمز قائمة بأفضل 100 عمل صحفي، وجاء كتاب «عشرة أيام هزت العالم» في الترتيب السابع في القائمة.
المثير هو أن الكتاب لقي ردود فعل مختلفة ومفاجئة، ففي حين أثنى بعض الدبلوماسيين الأمريكيين المعروفين بعدائهم للثورة على الكتاب واعتبروه مرآة صادقة لأحداث تلك المرحلة، انتقده بعض قادة الثورة الروسية بما في ذلك ستالين نفسه الذي اتهم ريد في 1924 بالتضليل في بعض أجزاء الكتاب ومنع تداوله في الاتحاد السوفيتي – لكنه أعيد للتداول بعد موت ستالين.
وحول إلى فيلم في عام 1928 بعنوان «أكتوبر: عشرة أيام هزت العالم».