محاولة اغتيال القرني: أزمة تأويل المذاهب
السبت - 05 مارس 2016
Sat - 05 Mar 2016
في المحاولة الفاشلة لاغتيال الداعية الإسلامي السعودي الدكتور عايض القرني إعادة للإفادة حول أزمة الهوية للفكر الديني السعودي، فمسلسل اغتيال السعوديين في الخارج سيبدو مشهدا روتينيا، سواء كان عن سوء نية كالاختلاس والتعارض السياسي أو بحسن نية مذهبية مضادة كدعوى تصفية الفكر الوهابي، المأزوم في تأويله على مستوى العالم الإسلامي.
لحد اللحظة لم تتبين نوايا محاولة الاغتيال، ولكن تأويل الانتماء الوطني والدعوي هو ما قد يضاف إلى سلة التأويلات، فقبل محاولة اغتيال القرني اغتيل كثير من السذج السعوديين الذين نفروا بحسن نية للجهاد في بلدان النزاع، ممن يحملون التوجه الديني البسيط الذي يحمله القرني ونتقاسمه جميعا بانسيابية، مع فارق فرط الغيرة على ما يسمى الأمة الإسلامية، ومحاولة إصلاح الأمة من خلال جهود فدائية فردية، ولولا أن الموت لا يترك للصوت صدى، لسمعنا الكثير من أنين السعوديين الذين تم اغتيالهم خارجيا، وتسويق موتهم دعائيا على أنه استشهاد في عملية انتحارية أو تصفية في أحد سجون التعذيب وانتهاكات الشرف بدعوى الجاسوسية أو الردة عن الإسلام إلى غير ذلك من مبررات الحقد والخوف لدى القتلة مما أسميه «متلازمة فوبيا الوهابية».
لا يكاد سعودي يسافر خارجيا، مبتعثا أو سائحا أو مريضا أو حتى في مهمة رسمية، إلا ويجد نفسه في قفص الاتهام، وإذا ما فتح العربي أو المسلم المهاجر باب النقاش الفكري، لتنقشع بنهاية النقاش على الأغلب الغمة المحيطة بما يروج له في العالم الإسلامي بالفكر المتشدد السعودي.
يكتشف كثير من المسلمين حولنا وعلى الأخص جميع الفرق السنية، تقاطعنا في 99 % من الانتماء الديني المذهبي المجبول على اتباع سنة المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، والتقيد بما ورد في القرآن مع توفر مرونة انتقاد وتغيير أحكام الفقه وتطورها، بغض النظر عن بعض التأويلات الفقهية التي لا تبدو موفقة في فكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي لم تعد تناسب الحقبة الزمنية، كغيرها من اجتهادات علماء الإسلام عبر التاريخ.
نجد في النهاية أن هناك مافيا منظمة دولية تقوم بالترويج لخلق أزمة هوية في الفكر الإسلامي السني، أبطالها ليسوا من سلالة المذاهب الفقهية الأربعة على الأرجح، بل إن هذا المجهود الكبير الملموس لخلق أزمة الفكر في التعاطي مع دعوة الشيخ صنعته آلة إعلامية ضخمة شيعية إيرانية على الأرجح، واستثمرت في نموها في العقل السني معضلة السبات الفكري لدينا، حيث يبدو أننا لم نستفق من إرهاصات هذه التعبئة والترصد إلا بعدما أصبحنا ضحية مباشرة لأحقاد نابعة من أزمات فكر مأزوم بالوهم والتجني والتبلي علينا.
نحن -السعوديين- ندرك الحقيقة البسيطة أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليس إلا مجددا للفكر الديني، مثله مثل أي داعية تتلمذ على رسائل من سبقوه في المدرسة الفقهية على الأخص ابن تيمية، ولكننا حينما نحزم حقائبنا نحو الخارج سنجد أننا متهمون بلا جناية، فطالما أننا سعوديون فنحن متشددون، وهي في الذهن الخارجي تعني التجني والظلم والعداء للإسلام المحمدي، وتعطيل أحكام الشريعة والغلو والتطرف.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن الاعتراف بوجود أزمة تعاط إسلامي مع بعبع دعوة الشيخ؟ هل يمكن إعادة تأصيل هذه الدعوة في العقول المأزومة على مستوى العالم الإسلامي؟ هل من الممكن دمجها وتذويبها في جميع المذاهب السنية؟ نحن بحاجة إلى مواجهة دعوة الشيخ محمد التي صنعتها الآلة الإعلامية المضادة في العقل الإسلامي عبر العقود الماضية، لن تزول «الوهابية» إلا بـ«الخمينية» التي يجب علينا صنعها من فقه التطرف الخميني الموجود على مرأى البصر في جميع المصادر والكتب الأصلية للفكر الشيعي المنحرف كردة فعل وضربها بها؛ للقضاء على هذا الفكر المتطرف والمتلون.
لحد اللحظة لم تتبين نوايا محاولة الاغتيال، ولكن تأويل الانتماء الوطني والدعوي هو ما قد يضاف إلى سلة التأويلات، فقبل محاولة اغتيال القرني اغتيل كثير من السذج السعوديين الذين نفروا بحسن نية للجهاد في بلدان النزاع، ممن يحملون التوجه الديني البسيط الذي يحمله القرني ونتقاسمه جميعا بانسيابية، مع فارق فرط الغيرة على ما يسمى الأمة الإسلامية، ومحاولة إصلاح الأمة من خلال جهود فدائية فردية، ولولا أن الموت لا يترك للصوت صدى، لسمعنا الكثير من أنين السعوديين الذين تم اغتيالهم خارجيا، وتسويق موتهم دعائيا على أنه استشهاد في عملية انتحارية أو تصفية في أحد سجون التعذيب وانتهاكات الشرف بدعوى الجاسوسية أو الردة عن الإسلام إلى غير ذلك من مبررات الحقد والخوف لدى القتلة مما أسميه «متلازمة فوبيا الوهابية».
لا يكاد سعودي يسافر خارجيا، مبتعثا أو سائحا أو مريضا أو حتى في مهمة رسمية، إلا ويجد نفسه في قفص الاتهام، وإذا ما فتح العربي أو المسلم المهاجر باب النقاش الفكري، لتنقشع بنهاية النقاش على الأغلب الغمة المحيطة بما يروج له في العالم الإسلامي بالفكر المتشدد السعودي.
يكتشف كثير من المسلمين حولنا وعلى الأخص جميع الفرق السنية، تقاطعنا في 99 % من الانتماء الديني المذهبي المجبول على اتباع سنة المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، والتقيد بما ورد في القرآن مع توفر مرونة انتقاد وتغيير أحكام الفقه وتطورها، بغض النظر عن بعض التأويلات الفقهية التي لا تبدو موفقة في فكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي لم تعد تناسب الحقبة الزمنية، كغيرها من اجتهادات علماء الإسلام عبر التاريخ.
نجد في النهاية أن هناك مافيا منظمة دولية تقوم بالترويج لخلق أزمة هوية في الفكر الإسلامي السني، أبطالها ليسوا من سلالة المذاهب الفقهية الأربعة على الأرجح، بل إن هذا المجهود الكبير الملموس لخلق أزمة الفكر في التعاطي مع دعوة الشيخ صنعته آلة إعلامية ضخمة شيعية إيرانية على الأرجح، واستثمرت في نموها في العقل السني معضلة السبات الفكري لدينا، حيث يبدو أننا لم نستفق من إرهاصات هذه التعبئة والترصد إلا بعدما أصبحنا ضحية مباشرة لأحقاد نابعة من أزمات فكر مأزوم بالوهم والتجني والتبلي علينا.
نحن -السعوديين- ندرك الحقيقة البسيطة أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليس إلا مجددا للفكر الديني، مثله مثل أي داعية تتلمذ على رسائل من سبقوه في المدرسة الفقهية على الأخص ابن تيمية، ولكننا حينما نحزم حقائبنا نحو الخارج سنجد أننا متهمون بلا جناية، فطالما أننا سعوديون فنحن متشددون، وهي في الذهن الخارجي تعني التجني والظلم والعداء للإسلام المحمدي، وتعطيل أحكام الشريعة والغلو والتطرف.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن الاعتراف بوجود أزمة تعاط إسلامي مع بعبع دعوة الشيخ؟ هل يمكن إعادة تأصيل هذه الدعوة في العقول المأزومة على مستوى العالم الإسلامي؟ هل من الممكن دمجها وتذويبها في جميع المذاهب السنية؟ نحن بحاجة إلى مواجهة دعوة الشيخ محمد التي صنعتها الآلة الإعلامية المضادة في العقل الإسلامي عبر العقود الماضية، لن تزول «الوهابية» إلا بـ«الخمينية» التي يجب علينا صنعها من فقه التطرف الخميني الموجود على مرأى البصر في جميع المصادر والكتب الأصلية للفكر الشيعي المنحرف كردة فعل وضربها بها؛ للقضاء على هذا الفكر المتطرف والمتلون.