سيكولوجية الشخصية الإيرانية
الجمعة - 04 مارس 2016
Fri - 04 Mar 2016
لا أقصد من كلامي هنا التعنصر ضد عرق أو وطن أو تاريخ المواطن الإيراني الفارسي، ولا انتقاد ما يتطلبه معتقده الديني، وأرجو أن يكون تحليلي للشخصية علمي المنهج، منصبا على دراسة تأثيرات الظروف الحضارية والنفسية واليقينية والحياتية المختلفة، والتي تؤدي أسبابها إلى طغيان نمط شبه موحد، نستطيع من خلاله تلمس وتمييز معطياته بعمق، ألخصها بالآتي:
1. مشاعر ومعطيات الإيراني تأتي من بقايا وعروق الإمبراطورية الفارسية، الزائلة منذ 14 قرنا، والتي تسودها مشاعر الغطرسة والتعالي، خصوصا نحو العرب الهمج (من وجهة نظر فارسية)، والمتسببين في زوال حضارته.
2. صراع تكويني وتناقض يعيشه بين لغته الفارسية الأم الحميمة، وضرورة أن يجيد ويحترم لغة دينه العربية.
3. عاداته وتقاليده ذات قسم أصيل بقدم الحضارة الفارسية، وقسم جديد مختلط فرض عليه مع الإسلام، لذلك فإنه يجد حيرة، وتداخلا انتمائيا، بل وتناقضا أثناء مزاولة هذه العادات والتقاليد، ترافق محاولات دمج عصية.
4. المذهب الشيعي ثوري ناقم من أساسه، وفيه شعور بالظلم، والنقص، ومطالبة بحقوق مغتصبة، واستعداد وتحفز لشر قادم، والإيراني يعيش طوال عمره مؤصلا لهذه المشاعر في شتى أجزاء ومراتب حياته.
5. طغيان كهنوت الملالي، كأولياء لله، معصومين، مما يبدد أي فرصة للتمرد أو التحضر أو نيل الحرية الشخصية عند الإيراني، واستحالة عودته للتعددية، والتي كان يعيشها في دولة الشاهنشاه، بينما يجد نفسه اليوم مراقبا ومحاسبا، يخضع لطائلة العقاب على كل صغيرة وكبيرة في حياته، من لدن الملالي، بعد أن يسلبوه خمس أمواله بشكل سنوي، مما يزيد من خضوعه وكظم غيظه، وتصبره، ويقينه بالظلم يتشكل ويثبت في مخيلته منذ الطفولة، فيشب والانتقام من أي ضد هدفه الأسمى.
6. كمية الكره المتصاعدة، التي يتربى عليها الشخص الإيراني، وهو يكره أغلبية من مروا في تاريخه الديني والمذهبي، فيلعنهم، ويحقرهم، ويسبهم وكأنهم لا يزالون يعيشون معه اللحظة؛ ويعاوده شعور ندم قاتل بأنه قد خان الأمانة، وخذل أرواح أحبابه ورموزه، فيداوم على التباكي والتبرك بأسمائهم والاحتفال في ذكراهم بسوداوية أليمة، وباللطم والتطبير، وتعذيب الجسد والروح معا.
7. كم الإحباط الشديد، الذي تتوارثه الأجيال وتعيشه، مما يفقده لذة الحياة، ويجعله في عداء مع مباهجها، متأهبا للانتقام، يلفه الحزن الشديد، والغيظ، في شقاء لا ينتهي.
8. الكذب السياسي، الذي يعيشه، فيربط الحزام، رغم خيرات بلاده المكنوزة، ويضطر لتقبيل الأيادي والأقدام مهما كرهها، ليتلافى السطوة، والمحاكمات الممنهجة باستخفاف، والسجون، ومشانق الرافعات المتنقلة، حتى يصبح أمله الأمثل استطاعة الهروب إلى حياة مهجر.
9. الحماس والخيال المبالغ فيه، في انتظار الفرج والأمل الغائب، والذي لا يحضر، وتسخير كل الإمكانيات ليس لعودة المهدي فقط، بل لعودة روح الاطمئنان والنصر على جحافل الأعداء، مما يفاقم الكرب، ويعاظم الحزن عليه ليبادر بتقديم واقعه كقربان رخيص لمستقبل خلاص لا يكون.
10. الشك في كل جديد ومتطور ما عدا السلاح، وفي كل قريب وبعيد، وكثرة تخيل الأعداء، وخلق المعارك المصيرية، الخيالية، وزرع الفتن، وتكريس أحصنة طروادة لإرسالها للدول العربية أملا في تصدير الثورة.
لذلك فإنه من السهل أن تتعرف على الإيراني، بين جميع الأجناس، بجثته الضخمة، وظهره المنحني، وملامح تعاسته وحيرته وإحباطه وتصبره الأيوبي.
1. مشاعر ومعطيات الإيراني تأتي من بقايا وعروق الإمبراطورية الفارسية، الزائلة منذ 14 قرنا، والتي تسودها مشاعر الغطرسة والتعالي، خصوصا نحو العرب الهمج (من وجهة نظر فارسية)، والمتسببين في زوال حضارته.
2. صراع تكويني وتناقض يعيشه بين لغته الفارسية الأم الحميمة، وضرورة أن يجيد ويحترم لغة دينه العربية.
3. عاداته وتقاليده ذات قسم أصيل بقدم الحضارة الفارسية، وقسم جديد مختلط فرض عليه مع الإسلام، لذلك فإنه يجد حيرة، وتداخلا انتمائيا، بل وتناقضا أثناء مزاولة هذه العادات والتقاليد، ترافق محاولات دمج عصية.
4. المذهب الشيعي ثوري ناقم من أساسه، وفيه شعور بالظلم، والنقص، ومطالبة بحقوق مغتصبة، واستعداد وتحفز لشر قادم، والإيراني يعيش طوال عمره مؤصلا لهذه المشاعر في شتى أجزاء ومراتب حياته.
5. طغيان كهنوت الملالي، كأولياء لله، معصومين، مما يبدد أي فرصة للتمرد أو التحضر أو نيل الحرية الشخصية عند الإيراني، واستحالة عودته للتعددية، والتي كان يعيشها في دولة الشاهنشاه، بينما يجد نفسه اليوم مراقبا ومحاسبا، يخضع لطائلة العقاب على كل صغيرة وكبيرة في حياته، من لدن الملالي، بعد أن يسلبوه خمس أمواله بشكل سنوي، مما يزيد من خضوعه وكظم غيظه، وتصبره، ويقينه بالظلم يتشكل ويثبت في مخيلته منذ الطفولة، فيشب والانتقام من أي ضد هدفه الأسمى.
6. كمية الكره المتصاعدة، التي يتربى عليها الشخص الإيراني، وهو يكره أغلبية من مروا في تاريخه الديني والمذهبي، فيلعنهم، ويحقرهم، ويسبهم وكأنهم لا يزالون يعيشون معه اللحظة؛ ويعاوده شعور ندم قاتل بأنه قد خان الأمانة، وخذل أرواح أحبابه ورموزه، فيداوم على التباكي والتبرك بأسمائهم والاحتفال في ذكراهم بسوداوية أليمة، وباللطم والتطبير، وتعذيب الجسد والروح معا.
7. كم الإحباط الشديد، الذي تتوارثه الأجيال وتعيشه، مما يفقده لذة الحياة، ويجعله في عداء مع مباهجها، متأهبا للانتقام، يلفه الحزن الشديد، والغيظ، في شقاء لا ينتهي.
8. الكذب السياسي، الذي يعيشه، فيربط الحزام، رغم خيرات بلاده المكنوزة، ويضطر لتقبيل الأيادي والأقدام مهما كرهها، ليتلافى السطوة، والمحاكمات الممنهجة باستخفاف، والسجون، ومشانق الرافعات المتنقلة، حتى يصبح أمله الأمثل استطاعة الهروب إلى حياة مهجر.
9. الحماس والخيال المبالغ فيه، في انتظار الفرج والأمل الغائب، والذي لا يحضر، وتسخير كل الإمكانيات ليس لعودة المهدي فقط، بل لعودة روح الاطمئنان والنصر على جحافل الأعداء، مما يفاقم الكرب، ويعاظم الحزن عليه ليبادر بتقديم واقعه كقربان رخيص لمستقبل خلاص لا يكون.
10. الشك في كل جديد ومتطور ما عدا السلاح، وفي كل قريب وبعيد، وكثرة تخيل الأعداء، وخلق المعارك المصيرية، الخيالية، وزرع الفتن، وتكريس أحصنة طروادة لإرسالها للدول العربية أملا في تصدير الثورة.
لذلك فإنه من السهل أن تتعرف على الإيراني، بين جميع الأجناس، بجثته الضخمة، وظهره المنحني، وملامح تعاسته وحيرته وإحباطه وتصبره الأيوبي.