أنصت جيدا.. فقد تحدث طفرة

تفاعل
تفاعل

الخميس - 03 مارس 2016

Thu - 03 Mar 2016

أتعلم أن 47% من نشاطاتنا عبارة عن عادات اكتسبناها منذ نعومة الأظفار فأصبحنا نمارسها بشكل روتيني. دائما يقال اسكت ودع أكبر منك يتحدث، بل اسمع ودع المتحدث ينهي حديثه ثم تحدث أنت، فجرت العادة أن نسمع لمن يتحدث حتى يتوقف، وقد يكون مجرد مجاراة من غير أي استشعار للحديث. أصبحت عادة يمارسها الكثير من غير إدراك للهدف خلفها. نعم قد يكون الاستماع من طرق إبداء الاحترام ومن سبل طرح وتبادل الآراء، ولكن قف قليلا هل قرأت ما كتبت (الاستماع) فالموضوع يتمحور حول الاستماع، لكن هنا نتحدث عما هو أعمق.

فمن سبل الإحسان إلى الآخر ليس الاستماع وحسب بل الإنصات، فالإنسان المتميز هو من يجيد فن الإنصات، فكثر الإنصات يؤدي إلى الإتقان في التعامل.

الإنصات لا يعني الاستماع للخارج من الكلام فقط بل حتى الصمت ففيه ما هو أبلغ من الكلام فقد يظهر التعبير من لغة الجسد ولا نحتاج الكلمات دائما وهنا تكمن المهارة. إذا كنت منصتا فأنت مصدر ثقة لغيرك، مرن في التعامل مع الناس، بل تستطيع أن تكسب من تريد لأنك تُشعر من أمامك بتميزه. هذا قائم على كافة مجالات الحياة، كمجال الأعمال: من ينصت لرئيسه سيرتقي، ومن ينصت لعميله سيغتني، ومن ينصت لعدوه سيقلب الطاولة عليه.

إذن أنت بإنصاتك تحسن لغيرك فما بالك بذاتك وحدسك، أنصت إليها فهي الأحق، اجعلها الموجهة والداعمة لك احترمها فذاتك أولى. إذا فعلت ذلك تقدمت، ربحت، راحتك مضمونة بإذن الله.

أتعلم أن الطبيب قد ينصت إلى ذاته وحدسه ويجعلها الموجهة له في تشخيص بعض الحالات الطبية!

اجعل لذاتك ساعة يوميا على أقل تقدير في زحمة هذه الحياة فهناك دراسة تقول هناك ما يقارب 6000 فكرة تخطر على البال أكثر من ربعها كفيل بنقل حياة البشرية جذريا، ولكن قد تختفي خلال جزء من الثانية. لتلتقطها ثم تخرجها على أرض الواقع أنصت فقط لذاتك. يوما ما لم تكن الهواتف الذكية موجودة ثم أصبحت فكرة في ذهن شخص كان ينصت لذاته فخرجت إلى أرض الواقع، والآن لا غنى لنا عنها.

كل هذا باختيارك..اختر ما هو صائب وأحسن إلى ذاتك بالإنصات إليها.