عبدالله المزهر

إلى شركاء الوطن من العفاريت!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 03 مارس 2016

Thu - 03 Mar 2016

لا أعلم هل يقرأ الجن الصحف يوم الجمعة، أم إنهم يقضون إجازة نهاية الأسبوع في الاستعداد لما سيقومون به في أوقات الدوام الرسمي، من عمليات نصب واحتيال على الموظفين العموميين المساكين الأبرياء الأنقياء الأتقياء.

أرجح الاحتمال الثاني، وهذا يمنحني دافعا للحديث عنهم بأريحية وعن أفعالهم المنكرة التي يندى لها الجبين من سرقة ونهب الأموال العامة، والعبث بمقدرات البلاد والعباد من بني الإنس.

في الأسبوع المنصرم للتو تواردت الأنباء عن براءة القاضي الذي عرفت قضيته إعلاميا بقضية «قاضي الجن». وهذا لا شك دليل على أن مثل هذه الأفعال الدنيئة لا يقوم بها الإنس، وهي في الغالب من صنع وتدبير الشركاء في الجزء السفلي من الوطن.

أول من يجب عليه الحذر من تبعات هذه القضية هو محامي المتهم الأنسي الذي استطاع بكل براعة أن يحمّل الجني المسؤولية كافة عن ضياع تلك الملايين بسبب «خطأ إجراءات الضبط»، مع أني لا أعلم كيف يمكن للمحققين وجهات الضبط أن يضبطوا إخوتنا السفليين متلبسين بالجرم المشهود دون ثغرات.

ولعلي أستغل هذه المناسبة وأوجه رسالة للقلة الذين سيقرؤون هذا المقال من الجن، وأقول لهم إنكم أعلم بقدراتكم وبأنكم تستطيعون سرقة ما تريدون وقتما تريدون دون حاجة لوسيط أنسي، وما قام به اللص الجني من استخدام قاض بريء لسرقة الأموال فيه تشويه لسمعة الجن، واستهتار بقدراتهم. يجب أن تكونوا على قدر المسؤولية وتعاقبونه بطريقة تكون رادعة لأي عفريت منكم يفكر في تشويه صورتكم في أعيننا.

وعلى أي حال..

لا بد من «التعايش» فكلنا شركاء في الوطن، ووجود هذا الكم الهائل من الفساد في الجزء العلوي دون إدانة فاسد واحد يدل على أن الفاسدين في الجزء السفلي. ولعل الأخوة العفاريت يتفهمون الظروف التي تمر بها البلاد، فيكفوا أيديهم ولو موقتا عن سرقة مقدراتها.

[email protected]