لروحك تبقى «التراتيل»!!
يصير خير
يصير خير
الأربعاء - 02 مارس 2016
Wed - 02 Mar 2016
(أكتب لكم من محافظة رجال ألمع. مكان الميلاد وكذلك الممات بإذن الله؛ بالطبع لم أحفظ القرآن الكريم في السابعة، ولم تظهر عليّ علامات النجابة والفطنة حتى الآن؛ كما هو المتوقع في كل سيرة مماثلة)! بهذا الهطول بدأ (محمد علي البريدي) مصافحا الأبصار في مقالته الأولى بصحيفة "الشرق"؛ حملت تحيته الأولى إلينا "سيرة حب" بزاويته "تراتيل"؛ غاب صاحب "التراتيل" إنما ستبقى "السيرة" والذاكرة!
لقادمٍ من بيوت حجرية تزينها "نقوش القط" الهندسية البديعة؛ الآتي من أحضان طبيعة باذخة؛ والمتشرب ببيئة مترعة بفن الموروث المزدهر باحتفالات عامرة بالمسرّة؛ لم يكن ليأتي "محمد البريدي" إلا فنانا خالصا ومختلفا؛ وهل في ذلك شك؟.
مضى وكأنه يترك لنا -نحن محبوه- مرارة الفقد التي عصرته حزنا على والديه رحمهما الله؛ ولو كان السلوان يوهب لما توانى هذا الجنوبي في منحه إيانا! ليوزعه على قلوبنا مبتسما ثم يلوّح تلويحة الوداع مطمئنا لرحيله؛ أوليس أولى المحطات صوب "الرحيم الجميل"؟!
مضى مقتفيا أثر والدته التي واراها الثرى؛ محضها -إخلاصا لأمومتها- لا مشاعره فحسب وإنما جميع ما يملك من قلب وعقل ووقت وصحة؛ وضع كل ذلك تحت يديها وتصرفها تفرغا لرعايتها بالكامل؛ وبالطبع كل شيء جعله مؤجلا حتى الكتابة؛ ويا لحلاوة وفاء "الكرماء" فكيف إن ارتبط بأم؟!
وفاؤه للأنثى (الأم والأرض والحبيبة) جعله يجسد ذلك ذات نبض قائلا: (أتمنى دائما أن أكون ملاكا يخطو على صراط مستقيم في حضرتك، وأن أبدو حلو الكلمات ومكتمل القصائد حينما تبدين أمامي كالقمر؛ قد لا تمكنني الأيام من فعل ذلك، وقد أبدو كئيبا في لحظات كثيرة، ولكنني في نهاية قصة الضياع لن أعود إلا إليك.. أفلا يكفيك أنك لي مستقر؟)!
بجذرها العريق فليست "الثقافة" مجرد كلام إنشائي منمق؛ هي اتساع الرؤية للأبعد وأسلوب حياة؛ ثبات في الموقف؛ قوة عزيمة مع التحلي بتجسيد أنبل الأخلاق وأرقى درجات التسامح؛ هي بصيرة وحكمة يهبها الله لمن يشاء؛ كالغيث يهطل زاخرا بكل ما هو مدهش ورائع لكل ذي ذوق سليم ونظر صحيح؛ والجميل أنه "يمكث في الأرض" وإن غادرت "السحابة".
[email protected]
لقادمٍ من بيوت حجرية تزينها "نقوش القط" الهندسية البديعة؛ الآتي من أحضان طبيعة باذخة؛ والمتشرب ببيئة مترعة بفن الموروث المزدهر باحتفالات عامرة بالمسرّة؛ لم يكن ليأتي "محمد البريدي" إلا فنانا خالصا ومختلفا؛ وهل في ذلك شك؟.
مضى وكأنه يترك لنا -نحن محبوه- مرارة الفقد التي عصرته حزنا على والديه رحمهما الله؛ ولو كان السلوان يوهب لما توانى هذا الجنوبي في منحه إيانا! ليوزعه على قلوبنا مبتسما ثم يلوّح تلويحة الوداع مطمئنا لرحيله؛ أوليس أولى المحطات صوب "الرحيم الجميل"؟!
مضى مقتفيا أثر والدته التي واراها الثرى؛ محضها -إخلاصا لأمومتها- لا مشاعره فحسب وإنما جميع ما يملك من قلب وعقل ووقت وصحة؛ وضع كل ذلك تحت يديها وتصرفها تفرغا لرعايتها بالكامل؛ وبالطبع كل شيء جعله مؤجلا حتى الكتابة؛ ويا لحلاوة وفاء "الكرماء" فكيف إن ارتبط بأم؟!
وفاؤه للأنثى (الأم والأرض والحبيبة) جعله يجسد ذلك ذات نبض قائلا: (أتمنى دائما أن أكون ملاكا يخطو على صراط مستقيم في حضرتك، وأن أبدو حلو الكلمات ومكتمل القصائد حينما تبدين أمامي كالقمر؛ قد لا تمكنني الأيام من فعل ذلك، وقد أبدو كئيبا في لحظات كثيرة، ولكنني في نهاية قصة الضياع لن أعود إلا إليك.. أفلا يكفيك أنك لي مستقر؟)!
بجذرها العريق فليست "الثقافة" مجرد كلام إنشائي منمق؛ هي اتساع الرؤية للأبعد وأسلوب حياة؛ ثبات في الموقف؛ قوة عزيمة مع التحلي بتجسيد أنبل الأخلاق وأرقى درجات التسامح؛ هي بصيرة وحكمة يهبها الله لمن يشاء؛ كالغيث يهطل زاخرا بكل ما هو مدهش ورائع لكل ذي ذوق سليم ونظر صحيح؛ والجميل أنه "يمكث في الأرض" وإن غادرت "السحابة".
[email protected]