عرف العالم أول صورة فوتوجرافية عام 1826م حينما نجح الفرنسي جوزيف نيبس في التقاط صورة للمدينة من شرفة منزله في لي جراس شرق فرنسا، على أن له الفضل قبل هذا التاريخ بسنوات (1822م) تحديدا، بابتكار تقنية الهيليوجراف الرائدة التي مكنته وغيره من عالم التصوير الفوتوجرافي وتطوير وسائله. ثم مضى الفرنسي الآخر، زميل نيبس، لوي داجور في خطوة هائلة أخرى في عالم تقنيات التصوير فابتكر وسيلة فوتوجرافية دعيت حينها باسمه، فصنع أول كاميرا تجارية جرى إخراج أجزائها كاملة في باريس، فكانت منذ 1839م الوسيلة الأشهر في التصوير الفوتوجرافي، واجتاحت هذه التقنية أوروبا وأمريكا خلال السنوات التالية. وبحسب دار كريستيز للمزادات فإن أقدم مجموعة صور بتقنية داجور هي تلك التي تركها الفنان والمؤرخ الفرنسي دي برانجي وعرضت بالدار نفسها في لندن مايو 2003.
كان جوزيف دي برانجي إلى جانب ولعه بالرسم مؤرخا للفن المعماري الإسلامي، فقاده شغفه إلى الارتحال إلى بلاد الأندلس لتوثيق نماذج من العمارة الإسلامية هناك عن طريق الرسم. غير أن دي برانجي سرعان ما فطن إلى تقنية داجور الفوتوجرافية فكانت سلسلة رحلاته إلى مدن الشرق كالأستانة، والقدس، والقاهرة، ودمشق للعمل على إخراج أوائل الصور الفوتوجرافية لتلك البلاد في الفترة 1841-1844م. وما يعنينا على وجه الخصوص هي تلك الصورة الشخصية النادرة (بورتريه) التي التقطها دي برانجي في 1843م لشخصية حجازية رفيعة: الشريف عبدالله ابن أمير مكة.
والشريف عبدالله باشا بن محمد بن عون (1821- 1877م) هو الابن البكر للشريف محمد بن عون أمير مكة، تولى مرتبة الوزارة في الأستانة في شبابه وكان عضوا بالمجلس الأعلى للأحكام العدلية، ويشير إسماعيل جارشلي في كتابه أشراف مكة أنه أول وزير من الأشراف في الحكومة العثمانية. تولى إمارة مكة بعد وفاة والده الشريف محمد بن عون في ١٨٥٨م وبقي في إمارته حتى وفاته في الطائف سنة 1877م.
ولا يبدو أن دي برانجي التقط تلك الصور لغرض التجارة أو حتى العرض العام في المعارض والمتاحف الأوروبية كما كان دأب رصفائه من الرحالة والمصورين بل إن أحواله تشير إلى أن الباعث الرئيس شغفه بالشرق وفنونه. إذ يذكر خبراء المجموعات المصورة أن دي برانجي لم يعرض تلك الصور النادرة إطلاقا في حياته، وظلت في منزله حتى وفاته. وهذا يحمل على القول إن دي برانجي لم يتاجر بفنه قط فكاد الزمان أن يغيب تلك المجموعة الثمينة بعد وفاته، غير أن استحواذ أحد التجار على داره قاد إلى اكتشاف تلك الثروة المعرفية المتمثلة فيما يربو على 900 صورة بتقنية داجور تشمل معالم عمرانية، مناظر طبيعية وصور بورتريه مختلفة جمعها في أسفاره.
أما صورة الشريف عبدالله فهي بدون شك أول صورة بورتريه لشخصية حجازية، بل وعربية على الإطلاق. فقد بدت على لوح نحاسي صقيل بيضاوي الشكل مطلي بالفضة، ويبدو فيها الشريف وهو في الـ22 من عمره بعمامة ضخمة يغلب عليها السواد، وجبة حجازية سوداء تقليدية. تقول مصادر الصورة إنها أخذت على الأرجح في القاهرة إبان رحلة دي برانجي إلى هناك، ولكني أميل إلى أنها التقطت في الأستانة حيث كان الشريف أثناء عمله في الوزارة العثمانية وعضويته في المجلس الأعلى للأحكام العدلية، وهي السنة التي زار فيها دي برانجي عاصمة الدولة العثمانية خلال رحلاته المتعددة للشرق. وبهذا يكون بورتريه الشريف عبدالله هو أقدم صورة معروفة لشخصية سياسية حجازية وعربية. كان ذلك العام هو نفسه الذي التقطت فيه أول صورة لرئيس أمريكي بالتقنية نفسها المستخدمة عند دي بدانجي، وهو جون كوينسي أدامز بعد أن ترك منصبه، ثم كانت ست سنوات قبل أن تلتقط أول صورة لرئيس أمريكي في منصبه، وكانت للرئيس جيمس بولك في 1849م.
كان جوزيف دي برانجي إلى جانب ولعه بالرسم مؤرخا للفن المعماري الإسلامي، فقاده شغفه إلى الارتحال إلى بلاد الأندلس لتوثيق نماذج من العمارة الإسلامية هناك عن طريق الرسم. غير أن دي برانجي سرعان ما فطن إلى تقنية داجور الفوتوجرافية فكانت سلسلة رحلاته إلى مدن الشرق كالأستانة، والقدس، والقاهرة، ودمشق للعمل على إخراج أوائل الصور الفوتوجرافية لتلك البلاد في الفترة 1841-1844م. وما يعنينا على وجه الخصوص هي تلك الصورة الشخصية النادرة (بورتريه) التي التقطها دي برانجي في 1843م لشخصية حجازية رفيعة: الشريف عبدالله ابن أمير مكة.
والشريف عبدالله باشا بن محمد بن عون (1821- 1877م) هو الابن البكر للشريف محمد بن عون أمير مكة، تولى مرتبة الوزارة في الأستانة في شبابه وكان عضوا بالمجلس الأعلى للأحكام العدلية، ويشير إسماعيل جارشلي في كتابه أشراف مكة أنه أول وزير من الأشراف في الحكومة العثمانية. تولى إمارة مكة بعد وفاة والده الشريف محمد بن عون في ١٨٥٨م وبقي في إمارته حتى وفاته في الطائف سنة 1877م.
ولا يبدو أن دي برانجي التقط تلك الصور لغرض التجارة أو حتى العرض العام في المعارض والمتاحف الأوروبية كما كان دأب رصفائه من الرحالة والمصورين بل إن أحواله تشير إلى أن الباعث الرئيس شغفه بالشرق وفنونه. إذ يذكر خبراء المجموعات المصورة أن دي برانجي لم يعرض تلك الصور النادرة إطلاقا في حياته، وظلت في منزله حتى وفاته. وهذا يحمل على القول إن دي برانجي لم يتاجر بفنه قط فكاد الزمان أن يغيب تلك المجموعة الثمينة بعد وفاته، غير أن استحواذ أحد التجار على داره قاد إلى اكتشاف تلك الثروة المعرفية المتمثلة فيما يربو على 900 صورة بتقنية داجور تشمل معالم عمرانية، مناظر طبيعية وصور بورتريه مختلفة جمعها في أسفاره.
أما صورة الشريف عبدالله فهي بدون شك أول صورة بورتريه لشخصية حجازية، بل وعربية على الإطلاق. فقد بدت على لوح نحاسي صقيل بيضاوي الشكل مطلي بالفضة، ويبدو فيها الشريف وهو في الـ22 من عمره بعمامة ضخمة يغلب عليها السواد، وجبة حجازية سوداء تقليدية. تقول مصادر الصورة إنها أخذت على الأرجح في القاهرة إبان رحلة دي برانجي إلى هناك، ولكني أميل إلى أنها التقطت في الأستانة حيث كان الشريف أثناء عمله في الوزارة العثمانية وعضويته في المجلس الأعلى للأحكام العدلية، وهي السنة التي زار فيها دي برانجي عاصمة الدولة العثمانية خلال رحلاته المتعددة للشرق. وبهذا يكون بورتريه الشريف عبدالله هو أقدم صورة معروفة لشخصية سياسية حجازية وعربية. كان ذلك العام هو نفسه الذي التقطت فيه أول صورة لرئيس أمريكي بالتقنية نفسها المستخدمة عند دي بدانجي، وهو جون كوينسي أدامز بعد أن ترك منصبه، ثم كانت ست سنوات قبل أن تلتقط أول صورة لرئيس أمريكي في منصبه، وكانت للرئيس جيمس بولك في 1849م.