صناعة الردع

الخميس - 03 مارس 2016

Thu - 03 Mar 2016

مسرحها الشمال، وملعبها في البحر والبر والجو، وقوتها 20 دولة تجتمع للمرة الأولى في مكان واحد وزمن واحد لتنفيذ أكبر مناورة عسكرية في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، في إطار مواجهة التحديات المحيطة والتنظيمات الإرهابية عبر أساليب متطورة وغير مسبوقة في التكتيكات الحربية.

مناورة رعد الشمال والمقرر لها أن تستمر لمدة 13 يوما (312 ساعة)، دخلت بالأمس يومها الخامس منذ انطلاقتها رسميا في 27 فبراير الماضي، ويعول عليها سكان الدول المشاركة والذين يتجاوز تعدادهم 557 مليون نسمة في أن تشكل باكورة لقوة ردع مستقبلية تتعامل مع أي مهدد يتخطفها.

ويظهر من خلال الآليات المشاركة في مناورات رعد الشمال الجوية والبرية والبحرية رغبة القائمين على المناورات في تكامل وتناغم جميع جهود الجيوش المشاركة في سياق اختبار القدرات الحالية وكيفية توظيفها لخدمة حفظ الأمن والسلم في الدول المستهدفة والعالم.

وتعد مناورة رعد الشمال فرصة مهمة من أجل الوقوف على مستوى القوة القتالية لجيوش الدول العشرين التي تشاركها قوات درع الجزيرة ومدى جاهزيتها الميدانية، في وقت يشكل فيه الجزء الأكبر من الدول المشاركة في المناورة جانبا من التحالف الإسلامي العسكري الذي ينتظر أن تبدأ دوله الاجتماع التأسيسي الأول.

القوة الجوية، تعد من أهم مكونات المناورة العسكرية المشاركة في مناورة رعد الشمال عبر طائرات الـF15 والـF5 والـF16 الأمريكية، والميراج الفرنسية، فيما تشارك الدبابة القتالية المتطورة (M1A2S) والمعروفة بـ(M1 أبرامز)، في المناورات الأرضية كواحدة من أهم عوامل الحسم على الأرض، وهي التي سبق وأن شاركت في 4 عمليات عسكرية هي (حرب الخليج الثانية، حرب أفغانستان، حرب العراق، وعاصفة الحزم في اليمن).

وستكون مناورة رعد الشمال، فرصة لاختبار مقاتلة الـF5 الأمريكية والتي تصل سرعتها القصوى نحو 1,700 كلم في الساعة، ومسلحة بـ6 نقاط تعليق للصواريخ، إضافة إلى مدفعين عيار 20 ملم، وهي من الطائرات التي يجري استخدامها لتحقيق أهداف تكتيكية واستراتيجية تشمل شن غارات على أهداف أرضية ومهاجمة طائرات أخرى، فيما تصنف الـF16 بأنها من أفضل المقاتلات العسكرية في المناورة والقنص حتى اعتبرها الخبراء واحدة من أهم الطائرات المقاتلة التي ظهرت في الجزء الأخير من القرن العشرين، فهي مثالية لفرض التفوق الجوي ودعم السيطرة البحرية، وقد تم تصنيعها في 5 خطوط إنتاج منفصلة، مما يجعلها أكبر برنامج لصناعة طائرة مقاتلة يشهده العالم الغربي على الإطلاق.

كما ستشارك طائرات C130 الأمريكية ذات الـ200 نموذج مختلف التي تستخدم بشكل رئيسي للأغراض التكتيكية، حيث تعمل كناقلة للجنود والتجهيزات وكمشفى.