اغتيال الرشيدي.. تغير نوعي خطير
الثلاثاء - 01 مارس 2016
Tue - 01 Mar 2016
جاء اغتيال بدر الرشيدي، وكيل الرقيب بقوات الطوارئ الخاصة، من قبل ستة من أفراد أسرته المباشرة، ليشكل تغيرا نوعيا مهما في العمل الإرهابي، تغيرا يجسد منعطفا خطيرا جدا في مسار هذا الداء الذي أنهك جسد الوطن، فقد كانت العمليات الإرهابية دائما تتم إما بشكل فردي من قبل شخص واحد -وأحيانا أكثر من قبل مأزوم أو معتوه أومريض نفسيا- قام بجرمه قناعة وتخطيطا وتنفيذا بشخصه، وإما من قبل شخص واحد -وأحيانا أكثر- تم توظيفه ودفعه من قبل جماعة إرهابية تناصب الدولة والمجتمع العداء كالقاعدة وداعش، ليقوم بالتنفيذ لما تم التخطيط والإعداد له من قبل جماعة خارجية مؤدلجة منظمة.
لكن أن تقوم مجموعة مكونة من أسرة وأقارب جندي من جنود الدولة بالتغرير به واستدراجه والاختلاء به وقتله بدم بارد مع سبق الإصرار والترصد والاستهداف والتخطيط فذاك مؤشر له دلالات بالغة الخطورة تعكس تغيرا نوعيا في الفكر الإرهابي والعمل الإرهابي بانتقاله من مستوى الفرد إلى مستوى الجماعة تنفيذا. ومن الخارج إلى الداخل رفضا وتآمرا وتنفيذا، وفي هذا تصعيد لمستوى الجرم باتساع دائرته ومحليتها، ما يعني انتشار الفكر الإرهابي من ناحية، وتزايد الجرأة على الدولة واستهتارا واضحا بها وتطاولا فاضحا عليها وعلى مؤسساتها ونهجها ورموزها، بل على الوطن بأكمله، من ناحية أخرى.
إن قيام أفراد من أسرة واحدة مؤدلجة ومؤطرة بفكر مناهض لتوجه الدولة وسياساتها باغتيال فرد من العائلة نفسها وابن من أبنائها لإيمانه بالوطن وإخلاصه وولائه وتضحيته من أجل هذا الوطن، إنما يعني اتساع دائرة الفكر الإرهابي والعمل الإرهابي وتغلغله وتأصله وتجذره في نسيج المجتمع، ما يدعو إلى ضرورة سرعة العمل على محاربة التنامي الهائل لهذا الفكر، وما وصل إليه من تماد تجاوز كل الحدود، وتفكيك البنية التحتية لهذه الآفة المدمرة التي تتزايد يوما بعد يوم حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تغير وتطور نوعي خطير، وبشكل جذري وعاجل.
إن الخطورة في هذه الحادثة الإرهابية تحديدا ليست فقط في جرمها وبشاعتها، وإنما فيما تدلل عليه من تنامي الفكر وما تعكسه من عداء وتصلب ومناهضة، وما تشير إليه من جرأة وتطاول واستخفاف، لم يعد الأمر ارتجالا، ولم يعد نزوة، ولم يعد فرديا، ولم يعد بتخطيط وترتيب خارجي، وإنما أصبح عملا يرقى لمستوى الجريمة المنظمة في التخطيط والترتيب والاستهداف والتنفيذ وبشكل جماعي، وكل ذلك داخليا، ما يعني أن استراتيجية وتكتيك المواجهة يجب أن تختلف هي الأخرى لتكون على مستوى اتساع دائرة الإرهاب أفقيا، وتغلغلها عموديا، وبشكل متكافئ متناسب، لنخلص من هذا السرطان قبل أن ينتشر في جسد الوطن.
[email protected]
لكن أن تقوم مجموعة مكونة من أسرة وأقارب جندي من جنود الدولة بالتغرير به واستدراجه والاختلاء به وقتله بدم بارد مع سبق الإصرار والترصد والاستهداف والتخطيط فذاك مؤشر له دلالات بالغة الخطورة تعكس تغيرا نوعيا في الفكر الإرهابي والعمل الإرهابي بانتقاله من مستوى الفرد إلى مستوى الجماعة تنفيذا. ومن الخارج إلى الداخل رفضا وتآمرا وتنفيذا، وفي هذا تصعيد لمستوى الجرم باتساع دائرته ومحليتها، ما يعني انتشار الفكر الإرهابي من ناحية، وتزايد الجرأة على الدولة واستهتارا واضحا بها وتطاولا فاضحا عليها وعلى مؤسساتها ونهجها ورموزها، بل على الوطن بأكمله، من ناحية أخرى.
إن قيام أفراد من أسرة واحدة مؤدلجة ومؤطرة بفكر مناهض لتوجه الدولة وسياساتها باغتيال فرد من العائلة نفسها وابن من أبنائها لإيمانه بالوطن وإخلاصه وولائه وتضحيته من أجل هذا الوطن، إنما يعني اتساع دائرة الفكر الإرهابي والعمل الإرهابي وتغلغله وتأصله وتجذره في نسيج المجتمع، ما يدعو إلى ضرورة سرعة العمل على محاربة التنامي الهائل لهذا الفكر، وما وصل إليه من تماد تجاوز كل الحدود، وتفكيك البنية التحتية لهذه الآفة المدمرة التي تتزايد يوما بعد يوم حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تغير وتطور نوعي خطير، وبشكل جذري وعاجل.
إن الخطورة في هذه الحادثة الإرهابية تحديدا ليست فقط في جرمها وبشاعتها، وإنما فيما تدلل عليه من تنامي الفكر وما تعكسه من عداء وتصلب ومناهضة، وما تشير إليه من جرأة وتطاول واستخفاف، لم يعد الأمر ارتجالا، ولم يعد نزوة، ولم يعد فرديا، ولم يعد بتخطيط وترتيب خارجي، وإنما أصبح عملا يرقى لمستوى الجريمة المنظمة في التخطيط والترتيب والاستهداف والتنفيذ وبشكل جماعي، وكل ذلك داخليا، ما يعني أن استراتيجية وتكتيك المواجهة يجب أن تختلف هي الأخرى لتكون على مستوى اتساع دائرة الإرهاب أفقيا، وتغلغلها عموديا، وبشكل متكافئ متناسب، لنخلص من هذا السرطان قبل أن ينتشر في جسد الوطن.
[email protected]