إسرائيل وعكاشة والجزمة
الثلاثاء - 01 مارس 2016
Tue - 01 Mar 2016
يبدو أن أثمان الأحذية في عالمنا العربي تتصاعد، وأن المتاحف العربية ستمتلئ بأنواعها وحكاياتها؛ فلم تعد تصنع للمحافظة على الأقدام أثناء المشي، لأن عصرنا الحالي، بما فيه من تشتت يعيشه العالم العربي، يجعل الأشياء تفقد أسماءها، وربما نجد في يوم قريب من يمشي على لسانه أو قلمه، ومن يحمل حذاءه في جيبه تأهبا للتعبير عن حالته بمنطق يتملكه الغضب.
فبعد حذاء الصحفي منتظري للرئيس بوش، توالت الأحذية بتبني المنطق الجديد، الذي خلقته الديمقراطية المزعومة في دولنا العربية، فكان ختامها قبل عدة أيام بقيام النائب المصري كمال أحمد بضرب زميله في مجلس الشعب توفيق عكاشة على رأسه بالجزمة، حيث إن الضارب يؤمن بالنهج الناصري، الرافض لأي تطبيع مع العدو الإسرائيلي، بينما ثبت للجميع بأن المضروب على قمة رأسه توفيق عكاشة ساداتي الهوى، حين قام باستضافة السفير الإسرائيلي في القاهرة بمنزله لتناول طعام العشاء التطبيعي!.
الأمر يعج بالتناقضات، فرغم إقرار التطبيع منذ توقيع السادات على معاهدة كامب ديفيد، إلا أن الغالبية العظمى من الشعب المصري ما زالوا يرفضونه جملة وتفصيلا، وأن من يزاول من بينهم أي نوع من التطبيع يصبح في أعينهم خارجا على قيم الدولة المصرية، قلب العالم العربي، الذي لا يرتضى تساهل أبنائه في عملية التطبيع، باعتبار القضية الفلسطينية قضية مصيرية تشمل كل العرب.
كل ذلك يحدث بقوة، رغم ما عانته مصر من منظمة حماس في غزة، أثناء تدخلاتها المثبتة من خلال أعمال العنف والإرهاب في سيناء، بداية من عهد حكم الإخوان، وحتى يومنا.
إسرائيل ينطبق عليها المثل، الذي أطلق على الفلاح المصري الساذج، الذي فكر في التنقيب عن كنز فرعوني، وبعد أسابيع وجهد جهيد، وجد أنه يحفر في جدار مخزن الحبوب الخاص به (نقبك جاء على شونة).
نعم، فإسرائيل لم تستفد كثيرا من معاهدة التطبيع، على الرغم من مرور 36 عاما على توقيعها، فبقيت كمستعمرة معزولة من كل الجوانب، لا تفرح بتطبيع، ولا تستشعر راحة الأمان.
وانظر ففي غمار ما يحيط بإسرائيل حاليا من قلق يتصاعد، من انتشار الإرهاب بشدة في معظم المناطق المحيطة بها، زيادة على عزلتها، وسورها العنصري، وتحينها للصواريخ الشاطحة، وحدودها الضيقة، وشواطئها المكهربة، ورحى الحرب العالمية الدائرة على أرض وسماء سوريا الملاصقة لها، ما يجعلها في حال استنفار لا يسمح لها بالبحث عن التطبيع، أكثر من بحثها عن البقاء، وتكريس الحماية لها من جميع الأوجه.
كان أمام إسرائيل طوال فترة التطبيع حل من حلين، فإما أن تطلب من حلفائها في الغرب أن يسعوا في تطوير الدول العربية المحيطة بها سياسيا واقتصاديا، مع خطورة أن ينقلب السحر على الساحر؛ أو أن تتركها تتردى وتتشرذم، ويزداد شتاتها وإرهابها.
وقد اختارت الحل الثاني، ظنا منها أن ذلك سيجعل الشعوب العربية تشقى عنها بأحوالها الداخلية السياسية المريرة، والاقتصادية الشحيحة، والشعبية، التي عانقت دروب المهجر، وهي تبحث عن لقمة عيش ولحظة أمان.
فعلا إسرائيل (طلع نقبها على شونة)، وربما تكتشف أن المتحاورين بالأحذية لا منطق لهم ولا تعقل، وأنها ربما تجد نفسها يوما ملقاة في عرض البحر!.
[email protected]
فبعد حذاء الصحفي منتظري للرئيس بوش، توالت الأحذية بتبني المنطق الجديد، الذي خلقته الديمقراطية المزعومة في دولنا العربية، فكان ختامها قبل عدة أيام بقيام النائب المصري كمال أحمد بضرب زميله في مجلس الشعب توفيق عكاشة على رأسه بالجزمة، حيث إن الضارب يؤمن بالنهج الناصري، الرافض لأي تطبيع مع العدو الإسرائيلي، بينما ثبت للجميع بأن المضروب على قمة رأسه توفيق عكاشة ساداتي الهوى، حين قام باستضافة السفير الإسرائيلي في القاهرة بمنزله لتناول طعام العشاء التطبيعي!.
الأمر يعج بالتناقضات، فرغم إقرار التطبيع منذ توقيع السادات على معاهدة كامب ديفيد، إلا أن الغالبية العظمى من الشعب المصري ما زالوا يرفضونه جملة وتفصيلا، وأن من يزاول من بينهم أي نوع من التطبيع يصبح في أعينهم خارجا على قيم الدولة المصرية، قلب العالم العربي، الذي لا يرتضى تساهل أبنائه في عملية التطبيع، باعتبار القضية الفلسطينية قضية مصيرية تشمل كل العرب.
كل ذلك يحدث بقوة، رغم ما عانته مصر من منظمة حماس في غزة، أثناء تدخلاتها المثبتة من خلال أعمال العنف والإرهاب في سيناء، بداية من عهد حكم الإخوان، وحتى يومنا.
إسرائيل ينطبق عليها المثل، الذي أطلق على الفلاح المصري الساذج، الذي فكر في التنقيب عن كنز فرعوني، وبعد أسابيع وجهد جهيد، وجد أنه يحفر في جدار مخزن الحبوب الخاص به (نقبك جاء على شونة).
نعم، فإسرائيل لم تستفد كثيرا من معاهدة التطبيع، على الرغم من مرور 36 عاما على توقيعها، فبقيت كمستعمرة معزولة من كل الجوانب، لا تفرح بتطبيع، ولا تستشعر راحة الأمان.
وانظر ففي غمار ما يحيط بإسرائيل حاليا من قلق يتصاعد، من انتشار الإرهاب بشدة في معظم المناطق المحيطة بها، زيادة على عزلتها، وسورها العنصري، وتحينها للصواريخ الشاطحة، وحدودها الضيقة، وشواطئها المكهربة، ورحى الحرب العالمية الدائرة على أرض وسماء سوريا الملاصقة لها، ما يجعلها في حال استنفار لا يسمح لها بالبحث عن التطبيع، أكثر من بحثها عن البقاء، وتكريس الحماية لها من جميع الأوجه.
كان أمام إسرائيل طوال فترة التطبيع حل من حلين، فإما أن تطلب من حلفائها في الغرب أن يسعوا في تطوير الدول العربية المحيطة بها سياسيا واقتصاديا، مع خطورة أن ينقلب السحر على الساحر؛ أو أن تتركها تتردى وتتشرذم، ويزداد شتاتها وإرهابها.
وقد اختارت الحل الثاني، ظنا منها أن ذلك سيجعل الشعوب العربية تشقى عنها بأحوالها الداخلية السياسية المريرة، والاقتصادية الشحيحة، والشعبية، التي عانقت دروب المهجر، وهي تبحث عن لقمة عيش ولحظة أمان.
فعلا إسرائيل (طلع نقبها على شونة)، وربما تكتشف أن المتحاورين بالأحذية لا منطق لهم ولا تعقل، وأنها ربما تجد نفسها يوما ملقاة في عرض البحر!.
[email protected]