في الثقافة والكرة.. «خصوصيتنا كسعوديين!»
يمين الماء
يمين الماء
الاثنين - 29 فبراير 2016
Mon - 29 Feb 2016
لا يميز المملكة عن العالم أن المرأة فيها لا تقود السيارة فقط، بل هناك شيء آخر يميزنا عن العالم أيضا، وليس على المستوى العام بل على المستوى الثقافي والكروي، ثقافيا؛ نحن البلد الوحيد بالعالم الذي يشتهر الناقد الأدبي فيه أكثر من شهرة الكاتب والروائي والشاعر، فكلنا نعرف عبدالله الغذامي مثقفا وناقدا، ومحمد العباس ناقدا أيضا وغيرهما، برغم أن أيا منهما لم يكتب نصا مطلقا، لا نصا شعريا ولا نصا روائيا، ورغم أن الناقد بالعالم يأتي ليستفيد من كاتب النص، (بالعربي: يقتات على النص والحدث في المجتمع) إلا أننا هنا – وبسبب خصوصيتنا - فإن الناقد يستعلي على النص الإبداعي، ولا يبرزه، بل يتحدث عن نصوص عربية أخرى ليثبت أنه (عالمي) ويشهر نفسه – بمساعدة الناس كجمهور - أكثر من الكاتب نفسه، بل إن كتابا للنص القصصي والروائي اتجهوا للنقد لعل فيه شهرة وبروزا أكثر من النص والإبداع.
شيء آخر لا يحدث إلا في السعودية، أيهما أكثر شهرة ماركيز أم نقاد الأدب في كولمبيا، ثم؛ هل الشهرة لـ»إيزابيل الليندي» أم لنقاد الأدب في تشيلي. فالناقد في السعودية أكثر شهرة من المنقود، بل إنه لا يتحدث عن العمل المحلي إلا في حالة واحدة ليثبت أنه ليس بعيدا عن المشهد المحلي، أو ليرفع من مستوى عمل أحد أصدقائه وأحبائه أو للثناء على المرأة لأنها تستحق الدعم والمساندة، وإلا فالعمل الإبداعي المحلي مدان قبل أن يبدأ وفاشل قبل أن يكتب!
الآخر؛ على مستوى كرة القدم (على فكرة: لا يختلف النقد الكروي عن النقد الثقافي هنا!) فالناقد الكروي أكثر شهرة من اللاعب الذي يحرث المستطيل الأخضر ذهابا ومجيئا وأهدافا ومتعة، بينما الناقد متكئ على مجلس في قناة فضائية، ترك له هامش واسع ليضحك على جمهور جاهز للعبث به، وينتقد اللاعبين ويدعوهم للاعتزال، ولم نسمع قط أن محللا رياضيا اعتزل لأنه نطق بكلمة عنصرية، أو لأنه طالب بإغلاق فريق الخصم أو لأنه دافع عن هدف (ليس هدفا أصلا) وزادت شهرته بازدياد سوئه، وصار الناقد أكثر شهرة من اللاعب لأن اللاعب يهبط مستواه، والناقد لا يهبط مستوى ضجيجه أبدا بل يتطور من حضور ملون على الشاشة إلى عمود صحفي أقرب للشخبطة، وأخيرا تهم بالجملة للآخرين عبر تويتر ليقول فيه ما لا يقال في الصحافة والفضائيات.
نبارك لكل المثقفين بروز الناقد وقتل المبدع، ونهنئ كل رياضي برفع زاعق الفضائيات وقتل الإبداع في الملعب، ونتساءل: هل هذه من خصوصيتنا أيضا!؟
شيء آخر لا يحدث إلا في السعودية، أيهما أكثر شهرة ماركيز أم نقاد الأدب في كولمبيا، ثم؛ هل الشهرة لـ»إيزابيل الليندي» أم لنقاد الأدب في تشيلي. فالناقد في السعودية أكثر شهرة من المنقود، بل إنه لا يتحدث عن العمل المحلي إلا في حالة واحدة ليثبت أنه ليس بعيدا عن المشهد المحلي، أو ليرفع من مستوى عمل أحد أصدقائه وأحبائه أو للثناء على المرأة لأنها تستحق الدعم والمساندة، وإلا فالعمل الإبداعي المحلي مدان قبل أن يبدأ وفاشل قبل أن يكتب!
الآخر؛ على مستوى كرة القدم (على فكرة: لا يختلف النقد الكروي عن النقد الثقافي هنا!) فالناقد الكروي أكثر شهرة من اللاعب الذي يحرث المستطيل الأخضر ذهابا ومجيئا وأهدافا ومتعة، بينما الناقد متكئ على مجلس في قناة فضائية، ترك له هامش واسع ليضحك على جمهور جاهز للعبث به، وينتقد اللاعبين ويدعوهم للاعتزال، ولم نسمع قط أن محللا رياضيا اعتزل لأنه نطق بكلمة عنصرية، أو لأنه طالب بإغلاق فريق الخصم أو لأنه دافع عن هدف (ليس هدفا أصلا) وزادت شهرته بازدياد سوئه، وصار الناقد أكثر شهرة من اللاعب لأن اللاعب يهبط مستواه، والناقد لا يهبط مستوى ضجيجه أبدا بل يتطور من حضور ملون على الشاشة إلى عمود صحفي أقرب للشخبطة، وأخيرا تهم بالجملة للآخرين عبر تويتر ليقول فيه ما لا يقال في الصحافة والفضائيات.
نبارك لكل المثقفين بروز الناقد وقتل المبدع، ونهنئ كل رياضي برفع زاعق الفضائيات وقتل الإبداع في الملعب، ونتساءل: هل هذه من خصوصيتنا أيضا!؟