آبارنا باتت ملوثة بيولوجيا وكيميائيا
تفاعل
تفاعل
الاثنين - 29 فبراير 2016
Mon - 29 Feb 2016
كنت أطالع عبر الشبكة الرقمية بعض التقارير المتعلقة بكميات المياه وتلوثها وطريقة استنزافها الجائرة وتأثيرها على مستقبل الأجيال في السنوات القليلة المقبلة.. هنا وليس في أدغال الأمزون أو مجاهيل أفريقيا أو الشرق الآسيوي، لدينا هنا في منطقة مكة، وكلنا يعرف أن منطقة مكة تقع في نطاق الدرع العربي الفقير أصلا في المياه باستثناء جيوب الأودية حيث من الممكن أن تتوفر مياه صالحة للاستخدام بشكل عام، منطقة مكة تعد ذات جذب سكاني وعدد السكان مرتفع جدا بالمقارنة بغيرها من المناطق لأسباب كثيرة يصعب استعراضها.. ولكن كميات المياه في تناقص شديد، وأصبحت التحلية هي الحل الوحيد إلى الآن.
ولكن هل يعلم القارئ أن معظم الآبار ومنذ العصور المبكرة للنشاط البشري لا تتم إلا في الأودية أو بالقرب منها ليس لأنهم علماء جيولوجيا وخبراء مياه ولكن تأتى لهم ذلك من خلال الدربة والخبرة، كما يقول أهل الفلسفة إن الماء يكون بها. وسؤالي كيف هي الآبار اليوم بالأودية في قرى مكة؟ وجوابي يسير ومؤلم جدا! ففي القرى أصبحت شحيحة ومالحة بل وملوثة بيولوجيا (أحيائيا) وكيميائيا؟ بسبب مصارف (المجاري) أو نتيجة تنفيذ نشاط بشري حول هذه الأودية وبالقرب منها. لقد أخبرني مختص أن مياه الآبار الواقعة على بعد 80 كم شمال مكة ملوثة بيولوجيا، وذكر أن بها فيروسات لا توجد إلا في المخلفات البشرية، بل ويمنع استخدامها في مدارس وزارة التعليم.. كيف حصل هذا؟ هنا الكارثة.
لقد كانت لي زيارة سريعة ترويحية لبعض قرى مكة الشمالية منذ أيام فقط، فهالني ما رأيت! تم تحويل معظم الأودية تقريبا لاستراحات ومخططات سكنية عشوائية أو نصف عشوائية (أعني غض الطرف عنها) بضم العين لا أقصد مساحات الأودية المحيطة الجافة بل أقصد (بطون الأودية) حتى لقد غابت رسوم الأودية ومصاطبها الجميلة وتم تضييقها ولا نرى إلا مرادم نفايات أومخلفات بناء أو ملوثات صلبة (قابلة للتفكك والتحلل) طبعا!
وسوف تتحول هذه الأودية لمخاطر شديدة عندما تفيض.. كيف يكون واقع هؤلاء الناس؟ هل نلوم السيول وارتفاع كمية المياه على غير المعهود (أمطار تطرفية) مثلا؟ أو نلوم الوعي الجمعي والفردي؟ هذا لا ينفع، كل الجهات الحكومية المعنية بسلامة الأودية كالمدني والمياه والزراعة والبلدية تعلم هذه الكوارث من خلال ما نشر في الصحف أو ما أمكن رؤيته بالعين المجردة، وعليها أن تبادر تجاه هذه القضايا بصدق وأمانة.
نحن نحتاج للتعاون في مثل هذه الظروف ولا نريد أن تكون هذه الأودية مسرحا للإعلام والتصاريح وشماتة الأعداء، فإمارة منطقة مكة لديها إقرار مشاريع تنموية واسعة، فكيف تصنع إزاء هذه المخاطر..؟ فقد تحتاج لتبطئة إقرار مشاريعها أو إعادة تقييمها وتوقفها.. وهنا يجدر بنا أن نشيد بجهود التنمية التي تقودها إدارات التنمية بالإمارة ونود لو تتواصل مع الجهات المعنية حيال هذه المخاطر والحصول على دراسات جديدة.
هل ضاقت علينا الأرض حتى نهلك الحرث والأرض؟ العواقب وخيمة بما كسبت أيدينا نحن (الناس).
ولكن لدي أملا قويا وهو أن تقوم الجهات المعنية بتفقد هذه الأودية ولن تكلفهم انتدابات ومصاريف إضافية.. جميع الجهات المعنية لها فروع ودوائر تستطيع ضبط هذا الانسياح ومنع أي تجرؤ على هذه الخطوط الحمر التي رسمتها بيانات الدولة منذ كوارث السيول والملوثات.. وما زلنا نملك القوة النظامية ولم تتحول هذه الانسياحات (لأمر واقع).
ولكن هل يعلم القارئ أن معظم الآبار ومنذ العصور المبكرة للنشاط البشري لا تتم إلا في الأودية أو بالقرب منها ليس لأنهم علماء جيولوجيا وخبراء مياه ولكن تأتى لهم ذلك من خلال الدربة والخبرة، كما يقول أهل الفلسفة إن الماء يكون بها. وسؤالي كيف هي الآبار اليوم بالأودية في قرى مكة؟ وجوابي يسير ومؤلم جدا! ففي القرى أصبحت شحيحة ومالحة بل وملوثة بيولوجيا (أحيائيا) وكيميائيا؟ بسبب مصارف (المجاري) أو نتيجة تنفيذ نشاط بشري حول هذه الأودية وبالقرب منها. لقد أخبرني مختص أن مياه الآبار الواقعة على بعد 80 كم شمال مكة ملوثة بيولوجيا، وذكر أن بها فيروسات لا توجد إلا في المخلفات البشرية، بل ويمنع استخدامها في مدارس وزارة التعليم.. كيف حصل هذا؟ هنا الكارثة.
لقد كانت لي زيارة سريعة ترويحية لبعض قرى مكة الشمالية منذ أيام فقط، فهالني ما رأيت! تم تحويل معظم الأودية تقريبا لاستراحات ومخططات سكنية عشوائية أو نصف عشوائية (أعني غض الطرف عنها) بضم العين لا أقصد مساحات الأودية المحيطة الجافة بل أقصد (بطون الأودية) حتى لقد غابت رسوم الأودية ومصاطبها الجميلة وتم تضييقها ولا نرى إلا مرادم نفايات أومخلفات بناء أو ملوثات صلبة (قابلة للتفكك والتحلل) طبعا!
وسوف تتحول هذه الأودية لمخاطر شديدة عندما تفيض.. كيف يكون واقع هؤلاء الناس؟ هل نلوم السيول وارتفاع كمية المياه على غير المعهود (أمطار تطرفية) مثلا؟ أو نلوم الوعي الجمعي والفردي؟ هذا لا ينفع، كل الجهات الحكومية المعنية بسلامة الأودية كالمدني والمياه والزراعة والبلدية تعلم هذه الكوارث من خلال ما نشر في الصحف أو ما أمكن رؤيته بالعين المجردة، وعليها أن تبادر تجاه هذه القضايا بصدق وأمانة.
نحن نحتاج للتعاون في مثل هذه الظروف ولا نريد أن تكون هذه الأودية مسرحا للإعلام والتصاريح وشماتة الأعداء، فإمارة منطقة مكة لديها إقرار مشاريع تنموية واسعة، فكيف تصنع إزاء هذه المخاطر..؟ فقد تحتاج لتبطئة إقرار مشاريعها أو إعادة تقييمها وتوقفها.. وهنا يجدر بنا أن نشيد بجهود التنمية التي تقودها إدارات التنمية بالإمارة ونود لو تتواصل مع الجهات المعنية حيال هذه المخاطر والحصول على دراسات جديدة.
هل ضاقت علينا الأرض حتى نهلك الحرث والأرض؟ العواقب وخيمة بما كسبت أيدينا نحن (الناس).
ولكن لدي أملا قويا وهو أن تقوم الجهات المعنية بتفقد هذه الأودية ولن تكلفهم انتدابات ومصاريف إضافية.. جميع الجهات المعنية لها فروع ودوائر تستطيع ضبط هذا الانسياح ومنع أي تجرؤ على هذه الخطوط الحمر التي رسمتها بيانات الدولة منذ كوارث السيول والملوثات.. وما زلنا نملك القوة النظامية ولم تتحول هذه الانسياحات (لأمر واقع).