مليونان مقابل ساعة دوام فقط!
الاثنين - 29 فبراير 2016
Mon - 29 Feb 2016
ذكر دارن هاردي في كتابه (الريادي) قصة حدثت له مع ريتشارد برانسون، إمبراطور الأعمال الشهير، والذي أنشأ مجموعة (فيرجين) وفي عباءتها أكثر من 400 شركة حول العالم! برانسون صاحب المقولة الشهيرة (إنك لا تتعلم المشي وأنت طفل باتباع القوانين والمتعارف عليه، وإنما بالتعلم والسقوط ثم النهوض مرة أخرى)، وهو صاحب العبارة التي يعشقها كل ريادي وصاحب مشروع جديد (الفرص التجارية تماما مثل الباصات عند محطة الانتظار.. عندما يذهب باص دوما هناك باص آخر قادم!).
ريتشارد برانسون أرادت إحدى الشركات الأمريكية الكبرى دعوته لأحد المؤتمرات التي تنظمها، ليلقي محاضرة مدتها 50 دقيقة فقط، وبأجر عال يصل إلى 100 ألف دولار! أتى الرد سريعا من مكتب برانسون الخاص برفض مؤدب للعرض المقدم من الشركة، بعدها رفعت الشركة العرض ليصبح 250 ألف دولار! ولكن تكرر المشهد بالرفض، مرة ثالثة يتم رفع العرض لنصف مليون دولار بالإضافة لطائرة خاصة تقله ذهابا وإيابا، ولكن صعقت الشركة برغم عملها الطويل في مجال مشاهير إدارة الأعمال برفض برانسون السريع لعرضها برغم كل هذه المزايا!
عندها غيرت الشركة طريقة التعامل، وأرسلت شيكا لمكتب برانسون وقد كتب عليه العبارة التالية: (يستطيع السيد برانسون كتابة المبلغ الذي يريد مقابل حضوره لإلقاء محاضرة مدتها 50 دقيقة فقط)! كانت الرسالة واضحة والعرض مغريا، لكن الصدمة بلغت منتهاها عندما وصل بعدها بأيام الرد النهائي من المكتب الخاص لريتشارد برانسون: (برانسون في الوقت الحالي لديه ثلاثة أهداف استراتيجية يركز عليها، ولا يسمح لنا أن ندخل أي موعد في جدول أعماله إلا إذا كان يسهم مساهمة فاعلة في إنجاز أحد هذه الأهداف الثلاثة. أجور المؤتمرات والمبالغ المالية مهما كانت مغرية ليست من الأهداف الثلاثة، ولذا نكرر اعتذارنا لكم بالرفض)!!
وهذا يقودنا لقضية غاية في الأهمية: التركيز وعدم التشتت. وهذه الصفة وجدتها تتكرر بشكل مذهل مرة تلو أخرى لأي شخصية ناجحة حول العالم. وارن بوفيت رجل الأعمال الشهير عندما سأله صاحب مجلة (النجاح) الأمريكية عن سر نجاحه المذهل كان جوابه: بين كل 100 مشروع وفرصة تجارية تأتيني، أرفض 99 منها، ثم أصب وقتي وجهدي وفكري ومالي لإنجاح هذا المشروع الواحد! بوفيت نفسه لديه ثلاث خطوات - معروفه عالميا بمنهج وارن بوفيت للتركيز - حتى تكتسب هذه المهارة، أولا اجمع أولوياتك المتناثرة هنا وهناك في مكان واحد. ثانيا رتب هذه الأولويات من الواحد إلى العشرة ابتداء من أكثرها أهمية.
كثير من المهتمين في تطوير الذات يقفون عند الخطوة الثانية وينسون الثالثة، وهي في الحقيقة أهم بكثير من الأولى والثانية، بل لا فائدة من كل ما سبق إذا لم تطبق الخطوة الثالثة، وهي الأكثر صعوبة والأكثر إيلاما، وهي أن تأخذ أول ثلاثة أهداف في القائمة وتحذف الباقي!! حذف الباقي يعني أن تقول (لا) لبنيات الطريق والمشاريع الهامشية التي تنهش وقتك ليل نهار! حذف الباقي مقتضاه أن يكون لديك الجرأة والشجاعة أن تقول (لا) لمشاريع حولك برغم بريقها المالي الموقت، لأن لديك قناعة أنك من ستكسب الرهان في نهاية المطاف.
قرأت مذكرات بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت وأغنى رجل بالعالم، وستيف جوبز مؤسس شركة أبل، وحاليا في الهزيع الأخير من السيرة الذاتية لإيلون مصك، صاحب شركة تسلا وموقع بي بال، وتتكرر هذه الصفة (التركيز وقول كلمة لا) بحذافيرها مرة تلو أخرى.
الدكتور صالح الأنصاري صاحب مشروع المشي للصحة، عاش ثلثي حياته لا يعلم به أحد، حتى ركز وتخصص بالمشي، وقال (لا) لأي مشروع ليس له علاقة بالصحة والمشي، والنتيجة أن عرف في مجاله وفتحت له أبواب النجاح مباشرة.
ذكرت قصة رفض برانسون لعرض المليونين لصديق، فانفجر ضاحكا وساخرا من تفكيره، وكيف يرفض عرضا مغريا مثل هذا! ابتسمت لصاحبي الغارق في القروض والديون لأنه لم يستوعب المغزى، وذاك لأن الرجل يرفض مليونين ليس زهدا، ولكن لأنه يعمل على تحقيق صفقة تجارية عائدها ملياران! هنا اختفت ضحكة صاحبي فجأة، واختفى معها علو الهمة والطموح وأشياء أخرى لا قبل للمقال بذكرها هنا!
ريتشارد برانسون أرادت إحدى الشركات الأمريكية الكبرى دعوته لأحد المؤتمرات التي تنظمها، ليلقي محاضرة مدتها 50 دقيقة فقط، وبأجر عال يصل إلى 100 ألف دولار! أتى الرد سريعا من مكتب برانسون الخاص برفض مؤدب للعرض المقدم من الشركة، بعدها رفعت الشركة العرض ليصبح 250 ألف دولار! ولكن تكرر المشهد بالرفض، مرة ثالثة يتم رفع العرض لنصف مليون دولار بالإضافة لطائرة خاصة تقله ذهابا وإيابا، ولكن صعقت الشركة برغم عملها الطويل في مجال مشاهير إدارة الأعمال برفض برانسون السريع لعرضها برغم كل هذه المزايا!
عندها غيرت الشركة طريقة التعامل، وأرسلت شيكا لمكتب برانسون وقد كتب عليه العبارة التالية: (يستطيع السيد برانسون كتابة المبلغ الذي يريد مقابل حضوره لإلقاء محاضرة مدتها 50 دقيقة فقط)! كانت الرسالة واضحة والعرض مغريا، لكن الصدمة بلغت منتهاها عندما وصل بعدها بأيام الرد النهائي من المكتب الخاص لريتشارد برانسون: (برانسون في الوقت الحالي لديه ثلاثة أهداف استراتيجية يركز عليها، ولا يسمح لنا أن ندخل أي موعد في جدول أعماله إلا إذا كان يسهم مساهمة فاعلة في إنجاز أحد هذه الأهداف الثلاثة. أجور المؤتمرات والمبالغ المالية مهما كانت مغرية ليست من الأهداف الثلاثة، ولذا نكرر اعتذارنا لكم بالرفض)!!
وهذا يقودنا لقضية غاية في الأهمية: التركيز وعدم التشتت. وهذه الصفة وجدتها تتكرر بشكل مذهل مرة تلو أخرى لأي شخصية ناجحة حول العالم. وارن بوفيت رجل الأعمال الشهير عندما سأله صاحب مجلة (النجاح) الأمريكية عن سر نجاحه المذهل كان جوابه: بين كل 100 مشروع وفرصة تجارية تأتيني، أرفض 99 منها، ثم أصب وقتي وجهدي وفكري ومالي لإنجاح هذا المشروع الواحد! بوفيت نفسه لديه ثلاث خطوات - معروفه عالميا بمنهج وارن بوفيت للتركيز - حتى تكتسب هذه المهارة، أولا اجمع أولوياتك المتناثرة هنا وهناك في مكان واحد. ثانيا رتب هذه الأولويات من الواحد إلى العشرة ابتداء من أكثرها أهمية.
كثير من المهتمين في تطوير الذات يقفون عند الخطوة الثانية وينسون الثالثة، وهي في الحقيقة أهم بكثير من الأولى والثانية، بل لا فائدة من كل ما سبق إذا لم تطبق الخطوة الثالثة، وهي الأكثر صعوبة والأكثر إيلاما، وهي أن تأخذ أول ثلاثة أهداف في القائمة وتحذف الباقي!! حذف الباقي يعني أن تقول (لا) لبنيات الطريق والمشاريع الهامشية التي تنهش وقتك ليل نهار! حذف الباقي مقتضاه أن يكون لديك الجرأة والشجاعة أن تقول (لا) لمشاريع حولك برغم بريقها المالي الموقت، لأن لديك قناعة أنك من ستكسب الرهان في نهاية المطاف.
قرأت مذكرات بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت وأغنى رجل بالعالم، وستيف جوبز مؤسس شركة أبل، وحاليا في الهزيع الأخير من السيرة الذاتية لإيلون مصك، صاحب شركة تسلا وموقع بي بال، وتتكرر هذه الصفة (التركيز وقول كلمة لا) بحذافيرها مرة تلو أخرى.
الدكتور صالح الأنصاري صاحب مشروع المشي للصحة، عاش ثلثي حياته لا يعلم به أحد، حتى ركز وتخصص بالمشي، وقال (لا) لأي مشروع ليس له علاقة بالصحة والمشي، والنتيجة أن عرف في مجاله وفتحت له أبواب النجاح مباشرة.
ذكرت قصة رفض برانسون لعرض المليونين لصديق، فانفجر ضاحكا وساخرا من تفكيره، وكيف يرفض عرضا مغريا مثل هذا! ابتسمت لصاحبي الغارق في القروض والديون لأنه لم يستوعب المغزى، وذاك لأن الرجل يرفض مليونين ليس زهدا، ولكن لأنه يعمل على تحقيق صفقة تجارية عائدها ملياران! هنا اختفت ضحكة صاحبي فجأة، واختفى معها علو الهمة والطموح وأشياء أخرى لا قبل للمقال بذكرها هنا!