بيروت اليتيمة.. والعرس بالإكراه
الأحد - 28 فبراير 2016
Sun - 28 Feb 2016
وجهت السعودية الثلاثاء الماضي مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان بعد تعكر علاقات الود القديم بينها وبين بيروت، كما طلبت من رعاياها بالديار اللبنانية المغادرة الفورية، والاستعانة بالسفارة السعودية عند حصول أي حالات طوارئ.
كما أتبعت دولة الإمارات العربية ذلك التصرف بالمثل.
وقد مرت العلاقات السعودية اللبنانية مؤخرا بمنعطفات حادة، أسمتها الرياض بالمواقف اللبنانية المناهضة لها، خاصة من حزب الله، وعلى إثر ذلك قامت بتجميد مساعداتها العسكرية للبنان بقيمة 4 مليارات دولار، كما أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني، بعد امتناع الحكومة اللبنانية عن التصويت على قرار وزراء الخارجية العرب، الذي طالب إيران بوقف دعم الميليشيات والأحزاب المسلحة داخل الدول العربية، واعتبار ذلك تهديدا للأمن القومي العربي.
والحقيقة التي لا ينكرها حتى اللبنانيون أنفسهم أن السعودية كانت لهم نعم الأخت الكبرى الكريمة الصدوق طوال العقود الماضية، بأدوارها العظيمة مثلما حدث في مؤتمر الطائف وغيره، وقيامها وباقي الدول الخليجية باحتضان مئات الآلاف من اللبنانيين من شتى الطوائف والمذاهب.
والشعب والحكومة اللبنانية أيضا لا ينكرون أن تصرفات حزب الله قد فاقت كل حدود المنطق والعقل، وأنه تجرأ على النيل من كرامة أهل الطوائف الأخرى، ومصادرة إرادة الدولة بشكل علني في الآونة الأخيرة؛ مما يعني أن الدولة الإيرانية وبعد رفع العقوبات الدولية عنها نزعت برقع الحياء في القول والفعل بنية تأكيد مخططاتها التوسعية جغرافيا، وتاريخيا، ومذهبيا وابتلاع كل من العراق وسوريا، ولبنان.
إيران فتل شواربه، ولمح إلى عزمه على الدعم في حال قدمت له الحكومة اللبنانية طلبا رسميا بذلك؛ ولم لا يفعل طالما أن العريس سيكون حزب الله، وأن العروس اليتيمة بعد ابتعاد أخواتها الدول الخليجية لا صوت لها يسمع، في عرس بالإكراه!.
مأساة سيرة هذا البلد، الذي لم يعرف الاستقرار السياسي منذ عقود كانت تتخللها فترات استقرار تموج بالمعارك النيابية، وبالتي واللتيا، وبديمقراطية مختلة، وتدخلات داخلية، وخارجية، تتخبط في العلاج، لتلتئم الجروح على غشش، لتعود معه الجروح بعد فترة وجيزة.
وغشش اليوم لم يكن بمثل ما مر مسبقا، باعتبار أن الخلاف بين الحزب والحزب، قد يمكن تخطيه طالما أن الحكومة اللبنانية ذات وجود قوي محترم تستطيع من خلاله الاستمرارية في قيادة الدولة أثناء مسارها العسير؛ ولكن ما يحدث اليوم في القطر اللبناني يختلف كلية، فالبلد تكاد أن تغشاه عمامة الإكراه الفارسية بالعمى، وبمباركة أبناء البلد الفاعلين، وتخاذل الأغلبية الصامتة من أبنائه، والذين لم يخرجوا هذه المرة للساحات متظاهرين كعادتهم!.
وثارت ثائرة الاتهامات، والخلافات كالعادة، فقام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، بتحميل مسؤولية وقف المساعدات السعودية للجيش اللبناني على حزب الله، وطالبا أعضاء الحكومة الآخرين بالتعاون معهم على ردع الحزب عن استمرار التهجم على الرياض، ومنعه من المشاركات العسكرية خارج الدولة اللبنانية بالإشارة إلى ما يقوم به الحزب حاليا في سوريا من مجازر لا إنسانية.
العريس الأعجمي يدخل على عروسه بالإكراه، والعروس اليتيمة المجبرة تعلم أنها غير قادرة على صده بضعفها، وأن تجرع كأس السم أصبح يراودها في كل يوم.
[email protected]
كما أتبعت دولة الإمارات العربية ذلك التصرف بالمثل.
وقد مرت العلاقات السعودية اللبنانية مؤخرا بمنعطفات حادة، أسمتها الرياض بالمواقف اللبنانية المناهضة لها، خاصة من حزب الله، وعلى إثر ذلك قامت بتجميد مساعداتها العسكرية للبنان بقيمة 4 مليارات دولار، كما أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني، بعد امتناع الحكومة اللبنانية عن التصويت على قرار وزراء الخارجية العرب، الذي طالب إيران بوقف دعم الميليشيات والأحزاب المسلحة داخل الدول العربية، واعتبار ذلك تهديدا للأمن القومي العربي.
والحقيقة التي لا ينكرها حتى اللبنانيون أنفسهم أن السعودية كانت لهم نعم الأخت الكبرى الكريمة الصدوق طوال العقود الماضية، بأدوارها العظيمة مثلما حدث في مؤتمر الطائف وغيره، وقيامها وباقي الدول الخليجية باحتضان مئات الآلاف من اللبنانيين من شتى الطوائف والمذاهب.
والشعب والحكومة اللبنانية أيضا لا ينكرون أن تصرفات حزب الله قد فاقت كل حدود المنطق والعقل، وأنه تجرأ على النيل من كرامة أهل الطوائف الأخرى، ومصادرة إرادة الدولة بشكل علني في الآونة الأخيرة؛ مما يعني أن الدولة الإيرانية وبعد رفع العقوبات الدولية عنها نزعت برقع الحياء في القول والفعل بنية تأكيد مخططاتها التوسعية جغرافيا، وتاريخيا، ومذهبيا وابتلاع كل من العراق وسوريا، ولبنان.
إيران فتل شواربه، ولمح إلى عزمه على الدعم في حال قدمت له الحكومة اللبنانية طلبا رسميا بذلك؛ ولم لا يفعل طالما أن العريس سيكون حزب الله، وأن العروس اليتيمة بعد ابتعاد أخواتها الدول الخليجية لا صوت لها يسمع، في عرس بالإكراه!.
مأساة سيرة هذا البلد، الذي لم يعرف الاستقرار السياسي منذ عقود كانت تتخللها فترات استقرار تموج بالمعارك النيابية، وبالتي واللتيا، وبديمقراطية مختلة، وتدخلات داخلية، وخارجية، تتخبط في العلاج، لتلتئم الجروح على غشش، لتعود معه الجروح بعد فترة وجيزة.
وغشش اليوم لم يكن بمثل ما مر مسبقا، باعتبار أن الخلاف بين الحزب والحزب، قد يمكن تخطيه طالما أن الحكومة اللبنانية ذات وجود قوي محترم تستطيع من خلاله الاستمرارية في قيادة الدولة أثناء مسارها العسير؛ ولكن ما يحدث اليوم في القطر اللبناني يختلف كلية، فالبلد تكاد أن تغشاه عمامة الإكراه الفارسية بالعمى، وبمباركة أبناء البلد الفاعلين، وتخاذل الأغلبية الصامتة من أبنائه، والذين لم يخرجوا هذه المرة للساحات متظاهرين كعادتهم!.
وثارت ثائرة الاتهامات، والخلافات كالعادة، فقام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، بتحميل مسؤولية وقف المساعدات السعودية للجيش اللبناني على حزب الله، وطالبا أعضاء الحكومة الآخرين بالتعاون معهم على ردع الحزب عن استمرار التهجم على الرياض، ومنعه من المشاركات العسكرية خارج الدولة اللبنانية بالإشارة إلى ما يقوم به الحزب حاليا في سوريا من مجازر لا إنسانية.
العريس الأعجمي يدخل على عروسه بالإكراه، والعروس اليتيمة المجبرة تعلم أنها غير قادرة على صده بضعفها، وأن تجرع كأس السم أصبح يراودها في كل يوم.
[email protected]