الجبير يحسم بلغة الحزم السعودي

الأحد - 28 فبراير 2016

Sun - 28 Feb 2016

قطعت الرياض على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير الطريق على كل الأصوات الأوروبية التي تدفع باتجاه إرغامها على التراجع عن تطبيق عقوبة الإعدام، ومن ذلك ما حمله وزير الخارجية الدنماركي كريستيان يانسن في زيارته إلى السعودية، حيث ذكر في مؤتمر صحفي عقده مع الجبير أن كوبنهاجن تختلف مع السعوديين في تمسكهم بهذه العقوبة.

الإيمان والأمن

ورد الجبير في إجابته عن سؤال لإعلامية دنماركية حيال الانتقادات الموجهة إلى السعودية على خلفية ملف حقوق الإنسان، بالقول «هنالك أمران لا نساوم عليهما في السعودية.. إيماننا وأمننا. نحن فخورون بنظامنا القضائي، ولا نقدم أي عذر تجاهه، فهو نظام عادل يمنح فرصة الدفاع عن النفس. آراؤنا معلنة، ومراجعة الأحكام تتم عبر درجتي الاستئناف والمحكمة العليا، لذلك لا يجب أن يتساءل البعض عن عدالة القضاء السعودي».

وأوضح الجبير أن السعودية ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق عقوبة الإعدام، وهي عقوبة مستقاة من الشريعة الإسلامية، وتطبق بحق من يتورط بقتل الأنفس ومن يروج المخدرات وخلافهم.

ورفض وزير الخارجية السعودي فرض قيم ما على المجتمع السعودي، كما نأى ببلاده من أن تمارس هذا النهج. وقال «لا يمكن لأحد أن يفرض قيمه على مجتمع آخر، إلا لو أردنا للعالم أن يتحول لغابة، إذا حاولنا أن نفرض قيمنا على مجتمعكم، هل لنا الحق في فعل هذا؟ لا أعتقد. وبالمثل، يجب ألا تفرضوا قيمكم علينا.. يجب أن نحترم بعضنا البعض، وأن نتعايش مع بعض، لا أن ننتقد بعضنا البعض، لأن نتيجة ذلك ستكون فرض شريعة الغاب».

حريات التعبير

وعن موضوع الحريات رفض وزير خارجية الرياض الاتهامات الموجهة إلى بلاده وإلصاق تهمة «كبت حرية التعبير»، مبينا أن هناك قوانين وأسبابا تدفع لتقنين عملية التعبير عن الرأي، وفق المنطق والقانون.

وسيطرت على محادثات الوزيرين السعودي والدنماركي خمسة ملفات رئيسة، تقدمتها الأزمة السورية، والأوضاع في اليمن، والتدخلات الإيرانية، والتطورات في العراق، والحرب على الإرهاب.

ولم يخف الوزير الجبير قلقه خلال لقائه نظيره الدنماركي من استمرار الروس ونظام الأسد في خرق الهدنة في سوريا، مبينا أن هناك مشاورات دائمة تجريها بلاده مع مجموعة الدول الداعمة لسوريا حول هذا الأمر، فيما يتواصل المبعوث الخاص بالأزمة سنيفان ديمستورا مع الجانب الروسي وجانب النظام، للمحافظة على الهدنة من الانهيار.

وقال الجبير «لو كان الأسد جادا، وإذا كانت روسيا جادة في العملية السياسية يجب أن نرى تجاوبا مع وقف إطلاق النار والبدء في العملية السياسية التي ستقودنا لسوريا جديدة لا دور للأسد فيها».

وعن الخروقات الروسية أكد الجبير أنها تستهدف المعارضة السورية المعتدلة، لا داعش والنصرة، كما يدعون.

الحل العسكري

وترك وزير الخارجية السعودي الباب مواربا أمام إمكانية حسم الأمور في سوريا على النحو العسكري، في حال فشلت جهود التسوية السياسية. وقال «إذا تمكنا من تثبيت الهدنة وإدخال المساعدات الإنسانية في جميع المناطق فسنتمكن من إنقاذ السوريين. وإذا لم نتمكن من ذلك فسنفكر في طرق أخرى، وتحديدا الخطة التي سبق أن تطرق لها وزير الخارجية الأمريكي. كل ذلك وارد».

وعن توقيت العملية البرية في سوريا، أكد الجبير أن هذا القرار لم يتخذ بعد. وجدد التأكيد على أن بلاده ستمضي في ذلك متى ما قرر التحالف الدولي الخاص بمكافحة داعش بقيادة أمريكا إرسال قوات أرضية «عندها فالسعودية مستعدة لإرسال قوات خاصة للمشاركة في ذلك، ولكن لن يكون هناك أي قرار أحادي الجانب».

ماذا قال الجبير عن:

اتهام السعودية بكبت الحريات والتعبير


«غير صحيح على الإطلاق. هناك قوانين وأسباب تدفع لتقنين ذلك. ولو كل دولة فرضت قيمها على الأخرى لتحولنا إلى غابة».

خروقات روسيا للهدنة في سوريا

«تستهدف المعارضة المعتدلة، لا تنظيمي داعش والنصرة، كما يزعمون. ونتشاور مع مجموعة دعم سوريا حيالها».

انهيار الهدنة وفشل التسوية

«في حال فشلت الجهود السياسية فلن تكون هناك إلا الخطة (ب)».

التدخل البري في سوريا

«لم يتم اتخاذه بعد. ولن نتصرف بشكل أحادي. ولن ندخل إلا مع التحالف بقيادة أمريكا».