«فرقنا»
السبت - 27 فبراير 2016
Sat - 27 Feb 2016
«فرقنا» هو اسم البائع المتجول قبل عقود عدة من الزمن، عرفه العامة متجولا بين الحواري والأحياء حتى في أطراف المدينة، عرفوه وهو يردد بصوت عال تألفه المسامع فرقنا، فرقنا وعلى ظهره كيس يحوي بعض المستلزمات النسائية، منها الأقمشة والعطور وأنواع مختلفة إلى حدما من البخور، وقد جرت العادة أن تشتمل بضائعه على ما يغري الأطفال من اللعب التي يغلب عليها طابع الهدايا التي يحضرها الحجاج معهم من الديار المقدسة كهدايا لأطفالهم وكثير من الأحايين لأطفال جيرانهم (في السابق كان للجيرة قيمة ولصلة القربى معنى)، الآن الوضع مختلف أو اختلف الوضع، التسمية بلا أهمية وهذا وذاك خارج مربع الاعتبار لدى بعض المجتمعات، الحديث ذوشجون وما ينطبق على الشأن الاجتماعي قابل للتطبيق في الميدان السياسي، في السياسة نكران الجميل مثله مثل الابتزاز بضاعة مغشوشة تسوق بنكهات دبلوماسية.
عموما.. اشتهر بمهنة «فرقنا» جمع عريض من أبناء الجالية اليمانية وسيطر عليها كبار السن منهم دون سواهم، وبالذات في الشريط الحدودي الجنوبي للبلاد، وقد سمعت أن «فرقنا» معروف وبضائعه مألوفة لدى أهل الحجاز، الشاهد أن أصحاب المهنة وفق الكثير من الروايات من أهل «الشمال» أي اليمن الشمالي، وقد أسهمت طريقتهم التسويقية - طبعا من حيث لا يعلمون ـ في تعزيز ثقافة المجتمع المحلي في ذلك الوقت ببعض الأسماء التجارية، وكذلك بعض ملامح جغرافيا التصنيع، فهذه البضاعة من ماليزيا وهذه من الشام والأخرى من الصين..، في عهد فرقنا جديد العطور أولوية في السؤال والشراء والموروث، فلأصنافها المتداولة آنذاك بصمة خاصة وجاذبية مثيرة بقيادة عطر «بترا».
اليوم في «اليمن» فرقنا مهنة قذرة! وقد غيّر كبير مجموعة فرقنا الجديدة «قواعد المهنة»، والحديث هنا يطول ويطول ويبقى الثابت أن كبير المجموعة طاغية رحّل اليمن أرضه وناسه للتحديات الصعبة جدا وفرق شمل القوم و»هو منهم وهم أهله»
بل شردهم عدا أنصار بضاعته والمروجين، والصحيح أنه دفن الفرحة مع نساء أهله في قبورهن وترك الحزن طاغيا على سطح الأرض يعتصر قلوب الأطفال وقد فقدوا الأمهات ومعهن جل أقرانهم الذين دفنوا وألعابهم موتى في أيديهم مخلفين بالغ الحزن يعتصر قلب كل أم، وفي المقابل تنحبس دموع الفقد في عيون الآباء كل حين.
اليمن يتبخر بالبارود كل اللحظات ويتعطر بروائح الدماء، الأقمشة بكل ألوانها بلا طريق للأفراح، حيث أضحت لونا واحدا محصورا في القبور، إنها معادلة أنهكت الأرض بثقلها، الأرض التي لم يعد حاضرها يحتمل حتى خطوة فرقنا، المسن المسالم العائد من الغربة. وبكم يتجدد اللقاء..
عموما.. اشتهر بمهنة «فرقنا» جمع عريض من أبناء الجالية اليمانية وسيطر عليها كبار السن منهم دون سواهم، وبالذات في الشريط الحدودي الجنوبي للبلاد، وقد سمعت أن «فرقنا» معروف وبضائعه مألوفة لدى أهل الحجاز، الشاهد أن أصحاب المهنة وفق الكثير من الروايات من أهل «الشمال» أي اليمن الشمالي، وقد أسهمت طريقتهم التسويقية - طبعا من حيث لا يعلمون ـ في تعزيز ثقافة المجتمع المحلي في ذلك الوقت ببعض الأسماء التجارية، وكذلك بعض ملامح جغرافيا التصنيع، فهذه البضاعة من ماليزيا وهذه من الشام والأخرى من الصين..، في عهد فرقنا جديد العطور أولوية في السؤال والشراء والموروث، فلأصنافها المتداولة آنذاك بصمة خاصة وجاذبية مثيرة بقيادة عطر «بترا».
اليوم في «اليمن» فرقنا مهنة قذرة! وقد غيّر كبير مجموعة فرقنا الجديدة «قواعد المهنة»، والحديث هنا يطول ويطول ويبقى الثابت أن كبير المجموعة طاغية رحّل اليمن أرضه وناسه للتحديات الصعبة جدا وفرق شمل القوم و»هو منهم وهم أهله»
بل شردهم عدا أنصار بضاعته والمروجين، والصحيح أنه دفن الفرحة مع نساء أهله في قبورهن وترك الحزن طاغيا على سطح الأرض يعتصر قلوب الأطفال وقد فقدوا الأمهات ومعهن جل أقرانهم الذين دفنوا وألعابهم موتى في أيديهم مخلفين بالغ الحزن يعتصر قلب كل أم، وفي المقابل تنحبس دموع الفقد في عيون الآباء كل حين.
اليمن يتبخر بالبارود كل اللحظات ويتعطر بروائح الدماء، الأقمشة بكل ألوانها بلا طريق للأفراح، حيث أضحت لونا واحدا محصورا في القبور، إنها معادلة أنهكت الأرض بثقلها، الأرض التي لم يعد حاضرها يحتمل حتى خطوة فرقنا، المسن المسالم العائد من الغربة. وبكم يتجدد اللقاء..