خطوط أستار الكعبة والمعلقات تلهم القصيبي أعمالا فنية

الخميس - 25 فبراير 2016

Thu - 25 Feb 2016

بدأت التشكيلية خلود القصيبي مشوارها الفني من خط الكتابة الحجازية القديمة وزينت به الأواني الخزفية، ثم انتقلت إلى الورق والقماش واشتغلت عليه بحرفية عالية، وراحت ترسم به على معلقات جدارية تميزت بالرقي والأناقة والإبداع، وكان شاغلها إبراز جمالية الحرف والخط العربي والتراث الفني الإسلامي في قوالب عصرية جذابة.

وفي معرضها «آيات ومعلقات» الذي افتتحته الاثنين الأميرة نايفة بنت سعود في حضور سعود بن معمر والدكتور صالح التركي بجاليري نسما آرت، عرضت 70 عملا خطيا في لوحات ذات جاذبية خاصة، من حيث التنفيذ على رقاع معلقة وتوليفات مبتكرة من البراويز والإطارات التي تمنح الأعمال مزيدا من الجمالية وتجعلها تحف ديكورية فاخرة.

فلسفتها الفنية

في أعمالها احتفاء بالآيات القرآنية ومقاطع من معلقات الشعر العربي الجاهلي وشيء من العبارات الصوفية النابهة، حيث تشكل موضوع وفكرة العمل الذي تشتغل عليه، ليصبح عملا هندسيا متكاملا في إطارات وبراويز عليها إضافات زخرفية تراثية من الفن الإسلامي على الخشب والجلود والمواد الأخرى، فتضيف لتكوينها الجمالي، مما يجعلها زينة للبيوت والمساجد وتكون تحفة بحد ذاتها.

ومن أعمالها اللافتة: لوحات مكتوبة بالخط الكوفي الحجازي القابل للتشكيل الزخرفي الهندسي، وكذلك لوحات بخط الرسائل الرسولية التي كان يبعثها النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى الملوك القدماء، وأيضا اللوحات المكتوبة بالخط القديم غير المنقط، بما فيها من هندسة حروفية وجمالية خاصة.

الخط والإطار

وفي حديثها مع «مكة» قالت القصيبي: الخط العربي أساس بناء اللوحة ومنه انطلق، وفي الآيات القرآنية والشعر القديم وجدت كثيرا من الكلمات التي تدعوني لأفكر فيها وأشتغل عليها بفنية، لا سيما بالخط الذي أشعر أنه يجسدها في عمل ابداعي يجمع الخط الذي اختاره بالبرواز أو التجميل المناسب.

وتابعت: فكرة التعليق جاءت من العرب القدماء، حيث كانوا في الجاهلية يعلقون القصائد على أستار الكعبة تكريما لها وزيادة في تزيينها، ولما جاء الإسلام اعتبرت العرب كلام الله العزيز في المرتبة الأولى من البلاغة، فزينوا به المساجد، وكذلك أستار الكعبة فيما بعد، وجعلوا الآيات الكريمة تتخذ من الجمال الفني شكلها ورونقها.

قداسة الحرف

وتصف القصيبي الحرف بالوسيلة التي يختزن بها الإنسان ثقافته ومعارفه، وتضيف «لذلك أضفى الإنسان على الحرف ما نراه به اليوم من جمال، ليس في الكتابة فقط، بل أيضا في الفن، حتى صار الخط العربي ذخيرة للإبداع، ولأن الحرف يرتبط بالقداسة، حيث في البدء كانت الكلمة التي بدأ بها القرآن الكريم: اقرأ، لهذا فهي خير معبر عن شغف الإنسان بالعلم والجمال أيضا».