وإن كنت تدري فالرزية أعظم
الثلاثاء - 23 فبراير 2016
Tue - 23 Feb 2016
إذا كان ما يحدث في سوريا اليوم جليا لدى بعض المحللين، فأنا أقر وأعترف بأني أمام جبل من الملفات المحترقة السوداء، ولا أزعم أني قادر على قراءتها، ولا تمييز فوائدها من خطورتها، ولا الحديث عنها بفم عذب المناجاة، ولا بقلم واثق الخطوة يسطر طربا.
وأنا أزعم أيضا أن كثيرا من السياسيين، ومن أقطاب الدول المشاركة في الحرب هناك، غير ملمين بأسس الواقع والحرب بالنيابة، وبما يدور في الخفاء، وما يظهر أنه يدور في الخفاء، وما لا يظهر، والخفاء بريء منهم براءة الضبع، فنكاد أن نطبق هنا مقولة طالما استخدمناها لما هو أقل غموضا من ذلك الوضع المتَكرْدَسَ، المتداخل، بقولنا: إذا لم تكن تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري، فالمصيبة أعظم؛ ولعلكم ترون أني في عنوان المقال قد استبدلت كلمة المصيبة بالرزية، لأنها في نظري أعظم فداحة بكثير مما هو الحال عليه في المصيبة المقدور عليها.
لو كانت الأحوال كما يبرز لنا في الإعلام من قرارات، ومن زيارات واجتماعات، ومؤتمرات مشتركة وجانبية، لهان الوضع، ولكانت رؤيتنا قريبة من الواقع، إلى حد بعيد عن الواقع؛ ولكن الرزية أن ما يظهر على الملأ لا يعد إلا نذرا يسيرا من تبرير وتزوير وصناعة الخليط الغامض.
وسامحوني، فبالرغم من أني لست من مؤيدي المؤامرة، ولكني هنا مضطر لنزع عباءة النزاهة والتعقل، والقرب من نار الحقيقة، طلبا لدفء المعرفة، ولو أنها ربما تشوي أرنبة أنفي؛ لذلك فأنا مضطر لجمع مكونات الحنكة، والخديعة، والمكيدة، والغموض، والأسرار، في قدر المصالح والنكبات، وإيقاد شعلة الشر تحتها، بعد أن أذر عليها قليلا من مسحوق الإنسان العربي، وأتلذذ بتقطيع أوراق الخوف الطازج فوقها، فلعلي أصل إلى نفس الطعم المرار، الذي نتجرعه في دولنا العربية منذ قرون طويلة، فلا هو زادنا رشاقة، ولا عالج عللنا وإعاقتنا، ولا هو قتلنا بالتسمم، لتنتهي حكاية بائسة حكيناها بتكرار.
حرب سوريا من الخفاء والوقيعة والكيل بمكيالين ومن الادعاء والتحجج جعل الأمر يزداد عشوائية، بمثل ما أكتب به حروفي هنا من تخبط ودون تعديل!.
روسيا طال بها العهد مع حياة الجوانب والحافة، ومع الرغبة المتطلعة للعودة للوسط، وقد وقعت بين أضداد يموجون بالأسرار، فزاد غموض مخططاتها، وزادت تطلعاتها لنبذ نبرات صياحها المبحوح المخنوق.
وأمريكا تضحك من بعيد بلا سن، وببسمة خبيثة، وتقنع العالم ليحارب صديقها اللدود، وكأنها تقوم بما يتحتم القيام به، لمجرد شعورها بأهميتها، ودون أن يكون لها ضلع واضح في النزال، وبعد اعتمادها على المبادرين.
القضية لم تكن تستحق سوى جهود بسيطة مركزة مدروسة، لو كان داعش هو العدو؛ ولكن العدو لم يعد مهما ولا متضحا، فالكل من الممكن أن يكون هو العدو، والكل من الممكن أن يكون الضحية، والبترول سوق نخاسة، وكل يحاول سبي البراميل، والنوم فوقها ردحا من الزمان، بحجة الحماية، حين لم يعد التحايل على ذلك محصورا بين القطبين الكبار، ولكنه تحدر إلى مستوى إيران وتركيا، وداعش، والنظام السوري وكثير ممن يبدعون في نفخ أوداجهم قبل أن يبادروا بصياح الديوك المذبوحة.
[email protected]
وأنا أزعم أيضا أن كثيرا من السياسيين، ومن أقطاب الدول المشاركة في الحرب هناك، غير ملمين بأسس الواقع والحرب بالنيابة، وبما يدور في الخفاء، وما يظهر أنه يدور في الخفاء، وما لا يظهر، والخفاء بريء منهم براءة الضبع، فنكاد أن نطبق هنا مقولة طالما استخدمناها لما هو أقل غموضا من ذلك الوضع المتَكرْدَسَ، المتداخل، بقولنا: إذا لم تكن تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري، فالمصيبة أعظم؛ ولعلكم ترون أني في عنوان المقال قد استبدلت كلمة المصيبة بالرزية، لأنها في نظري أعظم فداحة بكثير مما هو الحال عليه في المصيبة المقدور عليها.
لو كانت الأحوال كما يبرز لنا في الإعلام من قرارات، ومن زيارات واجتماعات، ومؤتمرات مشتركة وجانبية، لهان الوضع، ولكانت رؤيتنا قريبة من الواقع، إلى حد بعيد عن الواقع؛ ولكن الرزية أن ما يظهر على الملأ لا يعد إلا نذرا يسيرا من تبرير وتزوير وصناعة الخليط الغامض.
وسامحوني، فبالرغم من أني لست من مؤيدي المؤامرة، ولكني هنا مضطر لنزع عباءة النزاهة والتعقل، والقرب من نار الحقيقة، طلبا لدفء المعرفة، ولو أنها ربما تشوي أرنبة أنفي؛ لذلك فأنا مضطر لجمع مكونات الحنكة، والخديعة، والمكيدة، والغموض، والأسرار، في قدر المصالح والنكبات، وإيقاد شعلة الشر تحتها، بعد أن أذر عليها قليلا من مسحوق الإنسان العربي، وأتلذذ بتقطيع أوراق الخوف الطازج فوقها، فلعلي أصل إلى نفس الطعم المرار، الذي نتجرعه في دولنا العربية منذ قرون طويلة، فلا هو زادنا رشاقة، ولا عالج عللنا وإعاقتنا، ولا هو قتلنا بالتسمم، لتنتهي حكاية بائسة حكيناها بتكرار.
حرب سوريا من الخفاء والوقيعة والكيل بمكيالين ومن الادعاء والتحجج جعل الأمر يزداد عشوائية، بمثل ما أكتب به حروفي هنا من تخبط ودون تعديل!.
روسيا طال بها العهد مع حياة الجوانب والحافة، ومع الرغبة المتطلعة للعودة للوسط، وقد وقعت بين أضداد يموجون بالأسرار، فزاد غموض مخططاتها، وزادت تطلعاتها لنبذ نبرات صياحها المبحوح المخنوق.
وأمريكا تضحك من بعيد بلا سن، وببسمة خبيثة، وتقنع العالم ليحارب صديقها اللدود، وكأنها تقوم بما يتحتم القيام به، لمجرد شعورها بأهميتها، ودون أن يكون لها ضلع واضح في النزال، وبعد اعتمادها على المبادرين.
القضية لم تكن تستحق سوى جهود بسيطة مركزة مدروسة، لو كان داعش هو العدو؛ ولكن العدو لم يعد مهما ولا متضحا، فالكل من الممكن أن يكون هو العدو، والكل من الممكن أن يكون الضحية، والبترول سوق نخاسة، وكل يحاول سبي البراميل، والنوم فوقها ردحا من الزمان، بحجة الحماية، حين لم يعد التحايل على ذلك محصورا بين القطبين الكبار، ولكنه تحدر إلى مستوى إيران وتركيا، وداعش، والنظام السوري وكثير ممن يبدعون في نفخ أوداجهم قبل أن يبادروا بصياح الديوك المذبوحة.
[email protected]