لو كنت صلاح الدين.. ماذا كنت سأفعل؟!
نبض
نبض
الأحد - 21 فبراير 2016
Sun - 21 Feb 2016
في زيارة متأخرة لمكتبتي أخرجت كتاب الكامل لابن الأثير، أقرأ فيه عن السلطان العادل صلاح الدين الأيوبي، تلك الشخصية التي أبهرتني منذ زمن طويل، لا بثباتها على الحق، ولا بانتصاراتها التي هزت العالم آنذاك شرقه وغربه، ولا بقصة كفاحها، وكل ذلك كان في غاية من الروعة.
أكثر ما أبهرني في تلك الشخصية الفريدة إنسانيتها التي أبهرت العالم كله، حتى أعداؤه في الغرب الذين اعتادوا تشويه كل رموزنا وأبطالنا، خاصة هؤلاء الذين تواجدوا زمن الالتقاء الدامي بين الحضارة الإسلامية وأوروبا لم يستطيعوا إلا إنصافه أمام وحشية وهمجية أعدائه من قادة أوروبا آنذاك.
يصف ابن الأثير صلاح الدين فيقول، كان كريما حليما حسن الخلق متواضعا صبورا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، حتى إنه جلس مرة في مجلسه فعطش فطلب الماء - وهو بمثابة أمير المؤمنين وقتها - فلم يحضر الماء، وعاود الطلب، فلم يحضر، فقال: (يا أصحابنا.. والله قد قتلني العطش)، فحضر الماء وشرب ولم ينكر التواني في إحضاره.
ويذكر ابن الأثير أن السلطان مرض مرضا شديدا، فلما برئ وأدخل الحمام كان الماء حارا، فطلب ماء باردا ليخففه، فأحضره الخادم وسقط بعض منه بالقرب من صلاح الدين - وهو الذي برئ لتوه من الحمى - فارتعش وتألم، وخرج الخادم وعاد بدلو بارد آخر، فلما قاربه سقط الدلو كله على صلاح الدين فكاد يهلك، وما كان منه إلا أن قال لخادمه: إن كنت تريد قتلي فعرفني!
ضحكت حتى علا صوتي وأنا أتذكر ما نفعل بخدمنا، وأسأل نفسي ترى لو كنت في مكان السلطان العادل صلاح الدين الأيوبي.. ماذا كنت سأفعل؟!
أكثر ما أبهرني في تلك الشخصية الفريدة إنسانيتها التي أبهرت العالم كله، حتى أعداؤه في الغرب الذين اعتادوا تشويه كل رموزنا وأبطالنا، خاصة هؤلاء الذين تواجدوا زمن الالتقاء الدامي بين الحضارة الإسلامية وأوروبا لم يستطيعوا إلا إنصافه أمام وحشية وهمجية أعدائه من قادة أوروبا آنذاك.
يصف ابن الأثير صلاح الدين فيقول، كان كريما حليما حسن الخلق متواضعا صبورا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، حتى إنه جلس مرة في مجلسه فعطش فطلب الماء - وهو بمثابة أمير المؤمنين وقتها - فلم يحضر الماء، وعاود الطلب، فلم يحضر، فقال: (يا أصحابنا.. والله قد قتلني العطش)، فحضر الماء وشرب ولم ينكر التواني في إحضاره.
ويذكر ابن الأثير أن السلطان مرض مرضا شديدا، فلما برئ وأدخل الحمام كان الماء حارا، فطلب ماء باردا ليخففه، فأحضره الخادم وسقط بعض منه بالقرب من صلاح الدين - وهو الذي برئ لتوه من الحمى - فارتعش وتألم، وخرج الخادم وعاد بدلو بارد آخر، فلما قاربه سقط الدلو كله على صلاح الدين فكاد يهلك، وما كان منه إلا أن قال لخادمه: إن كنت تريد قتلي فعرفني!
ضحكت حتى علا صوتي وأنا أتذكر ما نفعل بخدمنا، وأسأل نفسي ترى لو كنت في مكان السلطان العادل صلاح الدين الأيوبي.. ماذا كنت سأفعل؟!