الغشاشون في الطب
تقريباً
تقريباً
الأحد - 21 فبراير 2016
Sun - 21 Feb 2016
حين تتهم جامعة طلابها الذين على مشارف التخرج بأنهم «غشاشون» فهذه مصيبة عظيمة، إن كانوا حقا غشاشين، لأن الجامعة كانت نائمة لأربع سنوات وبذلك هي مثلهم «غشاشة» وستغش الدولة بإنتاج «فاسد»، وأما إن كان الطلاب غير غشاشين، فالمصيبة أعظم من العظيمة؛ لأن الظلم ظلمات..!
أكدت جامعة نجران على لسان متحدثها لـ«الوطن» ردا على شكوى طلاب السنة الرابعة في طب الأسنان بشأن رسوب جماعي، بقوله: إن الطلاب أخفقوا في الحصول على درجات تؤهلهم لاجتياز أحد المقررات، وكذلك تم ضبطهم في حالة غش «جماعي» في مقرر آخر، واعترفوا بذلك خطيا، وتمت معالجة الموضوع من قبل الكلية وفقا للائحة الدراسة والاختبارات الجامعية..!
الغريب أن شكوى الطلاب كانت عن الرسوب الجماعي في مقرر، لكن لسان الجامعة حاول أن يتحدث بداية عن حالة غش جماعي في مقرر آخر، ثم عاد إلى موضوع الشكوى ليقول: لا يمكن مهنيا ولا أكاديميا منح النجاح لمن رسب في أيّ مقرر، فضلا عن أن يكون في تخصص طبي..!
وهنا أسئلة ربما لا يستطيع متحدث الجامعة الإجابة عنها: كيف يمكن أن يحدث غش جماعي إلا إن كان الدكتور متواطئا معهم أو مهملا في عمله أو جاهلا إذا أحسنا الظن..؟ وكيف يجرؤ طالب خريج على الغش إذا لم يكن الغش أمرا متاحا في قاعات الجامعة طيلة فترة دراسة الطالب..؟ وحين قرنت الجامعة حالة «غش جماعي» تمت معالجتها، بحالة رسوب جماعي ينتظر الطلاب توضيحا فيها، هل كانت تقصد الإيحاء بأن الراسبين سيئون وغشاشون؟
الغرابة والطرافة تكمنان في قصة الغش، التي يرويها الطلاب بأنها كانت استفسارات وتساؤلات حول أسئلة الاختبار الغامضة وأثيرت داخل القاعة، ولم يستطع أحد أعضاء هيئة التدريس إيضاحها لهم في قاعة الاختبار، فتمت الاستعانة من قبله برئيس القسم للإجابة على استفسارات الطلاب حول الأسئلة الغامضة، وبعد ذلك اتفق مجلس الكلية على معاقبة الطلاب بتهمة الغش الجماعي، لأن استفساراتهم فسرت على أنها محاولة للغش، فتم منحهم جميعا درجة صفر في الاختبار القصير.
(بين قوسين)
الجميل أن الجامعات تكاثرت عندنا، والسيئ أن بعض الجامعات التي لا تزال ناشئة منذ 8 سنوات، أصبحت مدرسة ثانوية يديرها «معالي» ومكاتب وكلائه أكثر من القاعات الدراسية..!
أكدت جامعة نجران على لسان متحدثها لـ«الوطن» ردا على شكوى طلاب السنة الرابعة في طب الأسنان بشأن رسوب جماعي، بقوله: إن الطلاب أخفقوا في الحصول على درجات تؤهلهم لاجتياز أحد المقررات، وكذلك تم ضبطهم في حالة غش «جماعي» في مقرر آخر، واعترفوا بذلك خطيا، وتمت معالجة الموضوع من قبل الكلية وفقا للائحة الدراسة والاختبارات الجامعية..!
الغريب أن شكوى الطلاب كانت عن الرسوب الجماعي في مقرر، لكن لسان الجامعة حاول أن يتحدث بداية عن حالة غش جماعي في مقرر آخر، ثم عاد إلى موضوع الشكوى ليقول: لا يمكن مهنيا ولا أكاديميا منح النجاح لمن رسب في أيّ مقرر، فضلا عن أن يكون في تخصص طبي..!
وهنا أسئلة ربما لا يستطيع متحدث الجامعة الإجابة عنها: كيف يمكن أن يحدث غش جماعي إلا إن كان الدكتور متواطئا معهم أو مهملا في عمله أو جاهلا إذا أحسنا الظن..؟ وكيف يجرؤ طالب خريج على الغش إذا لم يكن الغش أمرا متاحا في قاعات الجامعة طيلة فترة دراسة الطالب..؟ وحين قرنت الجامعة حالة «غش جماعي» تمت معالجتها، بحالة رسوب جماعي ينتظر الطلاب توضيحا فيها، هل كانت تقصد الإيحاء بأن الراسبين سيئون وغشاشون؟
الغرابة والطرافة تكمنان في قصة الغش، التي يرويها الطلاب بأنها كانت استفسارات وتساؤلات حول أسئلة الاختبار الغامضة وأثيرت داخل القاعة، ولم يستطع أحد أعضاء هيئة التدريس إيضاحها لهم في قاعة الاختبار، فتمت الاستعانة من قبله برئيس القسم للإجابة على استفسارات الطلاب حول الأسئلة الغامضة، وبعد ذلك اتفق مجلس الكلية على معاقبة الطلاب بتهمة الغش الجماعي، لأن استفساراتهم فسرت على أنها محاولة للغش، فتم منحهم جميعا درجة صفر في الاختبار القصير.
(بين قوسين)
الجميل أن الجامعات تكاثرت عندنا، والسيئ أن بعض الجامعات التي لا تزال ناشئة منذ 8 سنوات، أصبحت مدرسة ثانوية يديرها «معالي» ومكاتب وكلائه أكثر من القاعات الدراسية..!